سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

رزو أوسي.. بصمة في الأدب والثقافة الكردية

قامشلو/ ليلاف أحمد –

يُعرّفه العديد من محبيه وأصدقائه والمقربين منه بأنه كان كاتباً وناقداً، وعاشقاً مخلصاً للغته وأدبه، كان هدفه اكتشاف المزيد والغوص في علوم بحر لغته الكردية، رزو أوسي أحد أهم الكتاب في عصره، أنجز العديد من الأعمال اللغوية والأدبية، وترك بصمة في التاريخ الكردي.
رزو أوسي واحد من أهم الكتاب في زمنه، بذل جهداً كبيراً في تعلّم وتعليم اللغة الكردية، ودراسة أدبها، وجمع فولكلورها.                                                                                                                                                                                  إضافة إلى ذلك كان شاعراً وقاصاً، كرس معظم حياته في النضال للثقافة الكردية سواء في المجال السياسي أو الثقافي أو الأدبي؛ ولد عام 1950 في روج آفا من قرية دكشورية، دفعه حبه للأدب إلى جمع الكثير من القصص والأقوال المأثورة وساهم في العشرات من المؤسسات والجمعيات الأدبية والثقافية والعديد من النشاطات والمهرجانات الثقافية والمعنية باللغة والأدب الكردي في كردستان والعالم.

في هذا السياق التقت صحيفة “روناهي” بأحد المقربين من “رزو” الكاتب “محمد عبدي” بدوره تحدث عن شخصية رزو أوسي الطيبة والصادقة بقوله: “كان رزو إنساناً صادقاً محباً للعطاء، يحب البساطة في التعامل، طيب المعشر دون استثناء، عرف عنه بمساعدة أصدقائه بآرائه الاجتماعية والأدبية والسياسية، إضافة إلى ذلك احترم لغته ولهجته وطرق أبواباً عديدة في مسيرته الأدبية بعيداً عن التكبر أو ما شابه ذلك”.

رمز المثابرة
وأشار “عبدي” إلى الصعوبات والتحديات التي واجهته في تعليم وتمكين اللغة الكردية للفئات الشبابية في روج آفا ومنها ملاحقة الحكومة السورية، حيث طالبته عدة مرات بسبب تشكيله لحلقات تضم طالبي العلم باللغة الكردية وآدابها بفض تلك الحلقات والكف عن تعليم اللغة الكردية، وبالرغم من ذلك كان ينصح طلابه أن يتعلموا اللغة الكردية ويعلموا الأجيال القادمة، والحرص عليها من النسيان والصهر عبر الزمن، من خلال نصائحه وأقواله المأثورة والخالدة إلى يومنا هذا.
فيما تحدث الكاتب “طه خليل” الصديق الذي عرف الكاتب رزو أوسي عن قرب عن حياته المهنية وأعماله بقوله: “رزو أوسي عرف بحبه الشديد للغته الكردية وجهاده المستمر في كشف مكنوناتها، إضافة إلى ذلك عرف عن رزو أوسي بنقده غير المباشر والصريح بطرق مهذبة ولبقة؛ لكي لا يتحول النقد إلى الصراع دون أن يتجاوز حدود الاحترام”.

قواعد في الأدب الكردي
وأضاف “خليل” أن أوسي كرس حياته في مجال البحث وتعليم اللغة الكردية رسمياً، وعند عودته من الخارج إلى وطنه روج آفا في مدينة رميلان عمل في دراسة الكثير من جوانب علوم اللغة الكردية ووضع بعض القواعد لها وعمل أيضاً محرراً في مجلة “ستير” الأدبية، ومن خلالها قدم عدداً من قضايا أدبية وتراثية بلغة سلسة وواضحة؛ وعلى هذا الأساس استطاع أن يضع لبنة قوية وفلكلورية في الثقافة الكردية، ومن إنجازاته المهمة التي نال عليها العديد من الجوائز كتاباته قصصية للأطفال، والتي كتبها بلغة سهلة ومعبرة بعيداً عن التعقيد، حيث يتعلم منه الجيل الناشئ المبادئ الأخلاقية وقيم المثابرة في المجتمع.
 ويضيف: “رزو أوسي كانت كتاباته باللغة الكردية وكان هذا إنجازاً عظيماً ومهماً جداً كونه حافظ على لغته على الرغم من بعده عن وطنه، وكان لديه اليقين الكامل بأن اللغة الكردية ستصل لمرحلة تقرأ فيها وتكتب وتُدرس في المدارس وستكون هناك جامعة في روج آفا وتدرس فيه الأدب الكردي”.
واختتم “طه خليل” حديثه: “لو كان رزو أوسي إلى الآن على قيد الحياة لكان سعيداً بإنجازاته وكتاباته التي بات يفتخر بها شعبه، ولكان أيضاً أنجز العديد من الأعمال للأجيال القادمة؛ أتمنى من الإدارة في روج آفا أن تجعل إنجازاته في متناول الجميع بنشرها أكثر، لتعم الفائدة علينا جميعاً، والتعرف على قواعد وأصول اللغة والثقافة الكردية، وبالتالي الحفاظ على اللغة والثقافة الكردية”.