تشتهر حلب بصناعة صابون الغار الذي تناقلته عبر الأجيال ومازال الحلبيون يحافظون على إنتاجه بالطريقة التقليدية منذ المئات من السنين، وترتبط بصناعته عائلات قدّمت للأسواق المحلية والخارجية أجود أنواعه حيث تعتبر أن صابون الغار الحلبي المُصنّع يدوياً لا يمكن أن يضاهيه الصابون المنتج بأحدث الآلات الحديثة.
تعبق رائحة الغار في أزقة وحارات حلب القديمة التي توطنت فيها صناعة صابون الغار عبر التاريخ، وانفردت عن غيرها من المدن بهذه الحرفة اليدوية التي برع الحلبيون بها ونقشوا أختامهم على قطع الصابون المرصوفة تحت قباب مصابنها العريقة، لتحمل هوية وتميز صناعها الذين توارثوا هذه المهنة عبر الأجداد حتى تكنوا بها وصبغت عائلاتهم بأسمائها.
يقول فادي قداح أحد أصحاب معامل صابون الغار في باب النصر، إنه يوجد أكثر من 80 معملاً في حلب وحدها وأصل تسمية صابون الغار نسبةً إلى شجرة الغار دائمة الخضرة المعروفة بفوائدها وأهميتها، موضحاً أن زيت الغار يستخرج من ثمار أشجار الغار يدوياً وهو زيت عطري يدخل في صناعة الصابون إضافة إلى زيت الزيتون.
وفي باب النصر وعبر شارع عتيق مقبى بأقواس حجرية تسمع صخب أصوات العمال في دار قديمة أُعدت لتكون منشأة لصناعة الصابون، هي مصبنة الزنابيلي حيث تتم عمليات تحضير وسكب مادة صابون الغار وتقطيعها وتنشيفها لتكون بعد أشهر جاهزة للتوزيع وجواز سفر للتعريف بهذه الصناعة العريقة.
وورث صفوان زنابيلي صاحب المنشأة المهنة عن أبيه وأجداده، وأتقنها واستمر في الإنتاج لسنين طويلة ليتوقف قسراً خلال فترة الحرب حيث تضررت منشأته لمحله بعد ترميمه لتبدأ فيه حركة الإنتاج من جديد.