ذوو الشهداء في قامشلو يستذكرون أبناءهم بيومهم في الثامن عشر من أيار

استطلاع/ بيان يوسف  –

 روناهي / قامشلو – في يوم الشهداء المصادف في الثامن عشر من أيار، أكد ذوو الشهداء في قامشلو بأن أبنائهم سيكونون قدوةً لمن بعدهم  من الأجيال القادمة، لتسير على نهجهم الأجيال المتتابعة جيلاً بعد آخر، منوهين بأن نيل الشهادة لا يأتي بسهولة، وإنما يحتاج إلى جسارة وشجاعة فائقة، وحبٌ عظيمٌ للوطن.

في الثامن عشر من شهر أيار من كل عام يستذكر الشعب الكردي يوم الشهداء، وذلك لإحياء ذكرى شهدائنا اللذين دافعوا عن حرية أرضهم ووطنهم وكرامتهم، حيث يعتبر الشّعب الكردي في أجزاء كردستان الأربعة, شهر أيّار شهر الشّهداء, ففي هذا الشهر استُشهد الكثير من المناضلين الذين وضعوا على عاتقهم الدفاع عن حقوق شعبهم والمناضل (حقّي قرار) كان واحداً منهم, وبشهادته بدأت المقاومة والنّضال المقدّس من أجل الحريّة والكرامة قبل أربعين عاماً، ولأنه كان رمزاً للنّضال والتّضحية, اُعتُبِرَ يوم الثامن عشر من أيار يوماً للشهداء الذين رسموا المستقبل بدمائهم وتضحياتهم.

الشهيد هو القنديل الذي تستضيء به الأمة، وهو المنارة التي يهتدي بها الشعب والوطن، وهو الدرع الحامي الذي لم يبخل بروحه ودمه للدفاع عن وطنه وكلمة الحق، كذلك هو الذي يصنع مجد الأمم وكرامتها، ويحلق بالأوطان إلى أعلى المراتب، فمن يُقدم دمه فداءً، يخيف الأعداء حتى وإن رحلت روحه إلى الرفيق الأعلى، لأنه يؤدي لأعدائه رسالةً واضحةً بأن الشهيد سيتلوه شهيد آخر، وأن الخير باقٍ ما دامت  النفوس تأبى الذل والمهانة، وتبحث عن عزتها وتضحي بدماء أبنائها الطيبين.

فخورون باستشهاد أبناءهم في سبيل الدفاع عن الوطن

وبهذا الصدد التقت صحيفتنا مع والدة الشهيد درويش رشاد الاسم الحركي (إيريش زاب)، روزا جولي في مدينة قامشلو، والتي حدثتنا في البداية عن طفولة ولدها الشهيد فقالت: “كان إيريش من مواليد 1995م، ذكياً ونشيطاً، بالإضافة إلى كونه كان خلوقاً ومحبوباً من قبل رفاقه وجيرانه.

وحول انضمام إيريش لوحدات حماية الشعب، أضافت روزا بالقول: “عندما اندلعت الثورة السورية، حينها كانت الأوضاع الأمنية غير مستقرة في منطقتنا فقرر إيريش الانضمام إلى الشبيبة الثورية، ومن ثم انضم إلى وحدات حماية الشعب (ypg)، لحماية شعوبنا من الخطر الذي كان يحيط بنا”.

وذكرت روزا مكان استشهاد ابنها إيريش، منوهةً بأنه استشهد مع عدد من رفاقه منهم من كان جريحاً والبعض الآخر استشهدوا في  تل تمر؛ وأردفت بالقول: “بينما كانوا يقومون بالبحث عن خلايا مرتزقة  داعش، استشهد إيريش نتيجة دعسه على لغم كان قد زرعه المرتزقة، وذلك بتاريخ 30 /3/2016م”.

وفي ختام حديثه وفي ذكرى قدوم يوم الشهداء المصادف في 18 من أيار؛ أكدت روزا على أن أنهم فخورين باستشهاد ابنهم في سبيل الدفاع عن أرض الوطن وحمايته من الأعداء، وشكرت روزا مؤسسة عوائل الشهداء والجهات المعنية بإعطاء القيمة المُثلى للشهيد عبر وضع صور الشهداء في الساحات وتسمية المدارس ومراكز التدريب بأسمائهم، لكي يبقوا منارةً للشعوب التواقة للحرية على مر التاريخ.

الشهيد هو القنديل المضيء وزوادة الوطن ومستقبله المُشرِق

وفي السياق ذاته التقت الصحيفة مع والدة الشهيد محمد عبدو الاسم الحركي (حمو قامشلو) صباح حسين من مواليد 1996م، من مدينة قامشلو، وهي بدورها حدثتنا عن ابنها الشهيد حمو الذي درس الابتدائية في مدرسة صالح عبدي؛ وعندما وصل إلى الإعدادية انتقل إلى مدرسة حطين، وترك الدراسة حين وصل إلى الصف الثامن؛ وبعد أعوام انضم إلى وحدات حماية الشعب للدفاع عن أرضه ضد المعتدين والغزاة.

وتابعت صباح بأن الشهيد حمو شارك في جميع الحملات ضد المرتزقة، وعن تاريخ وكيفية استشهاده؛ أضافت صباح بأن ابنها استشهد إثر كمين غادر نفذه مرتزقة داعش في مدينة منبج بقرية العسلية.

ونوهت صباح من خلال حديثها قائلةً: “بأن التراب الذي لا يختلط  بدم الشهيد لا يمكن أن يكون تراباً عطراً، والأرض التي لا يدفن فيها شهيد لا يمكن أن تبقى لأصحابها، فالشهيد لا يموت أبداً بل يبقى حيً في قلوبنا، فالشهيد هو القنديل المضيء في ظلمة الحياة وهو زوادة الوطن ومستقبله المشرق”.

واختتمت صباح حديثها طالبتاً من الجميع اتخاذ كل ما من شأنه الحفاظ على هيبة الشهداء واستذكارهم على الدوام، وذلك بالسير على خطاهم في تحقيق الحرية والديمقراطية.