د. عثمان: خطر كورونا يزداد وعلى الأهالي الالتزام بالتدابير اللازمة

ديرك/ هيلين علي –

أكد الدكتور في الأمراض الداخلية بمدينة ديرك بدري عثمان أنّ خطر كورونا يزداد بشكلٍ مخيف في مناطق شمال وشرق سوريا, وأشار إلى أنّ المنظمات الإنسانية والصحية، ولا سيما منظمة الصحة العالمية، لا تقوم بواجبها تجاه الشعوب في المنطقة, ودعا الأهالي للالتزام بالتدابير والإجراءات الصحية اللازمة.

تواجه مناطق شمال وشرق سوريا موجة جديدة لفيروس كورونا، وقررت الإدارة الذاتية فرض إغلاق كلي وآخر جزئي بعد أن شهدت مناطق شمال وشرق سوريا ارتفاعاً ملحوظاً بأعداد الإصابات بفيروس كورونا.

وحول ذلك أجرت صحيفتنا “روناهي” حواراً مع الدكتور في الأمراض الداخلية وعضو منظمة الهلال الأحمر الكردي في ديرك “بدري عثمان”، وجاء نص الحوار كالتالي:

ـ كيف تقيّمون مستوى مناطق شمال وشرق سوريا في مواجهة فيروس كورونا؟

 بحسب رأيي إن المستوى الذي وصلت إليه مناطق شمال وشرق سوريا لمواجهة وباء كورونا, هو مستوى خطر للغاية نظراً لقلة الإمكانات ونقص الكوادر الصحية من الأطباء وعناصر التمريض, بالإضافة إلى التقصير الناجم من قبل المنظمات الإنسانية والصحية, خصوصاً منظمة الصحة العالمية، لا سيما من الناحية الصحية واللوجستية, وعدم قيام هذه المنظمات بواجبها تجاه هذه المنطقة, فضلاً عن عدم توفر الأدوية الكافية للمعالجة, كما أن اللقاح غير متواجد حتى الآن.

ـ ما المدن والمناطق التي انتشر فيها كورونا بشكلٍ كبير؟

المدن والأماكن الأكثر تضرراً من هذا الوباء في مناطق شمال وشرق سوريا, هي: قامشلو ـ الحسكة ـ الرقة ـ والمخيمات في كافة المناطق، وبعض القرى التابعة لمدينة ديرك. إلا أن عدد الإصابات والوَفَيات المسجلة لدى هيئة الصحة في تزايد مستمر، وبشكلٍ يومي، في عموم المدن والبلدات والأرياف في شمال وشرق سوريا.

ـ ما مستوى الخطر الذي يشكّله هذا الوباء في الوقت الراهن؟ ولماذا؟

الخطر الذي يشكله هذا الوباء في شمال وشرق سوريا, يزداد بشكلٍ مخيف وذلك، كما ذكرنا سابقاً، بسبب عدم تقديم الدعم من المنظمات الإنسانية الدولية ومنظمة الصحة العالمية, في حين يزداد الوباء انتشاراً ويشكل كارثة إنسانية, مما يؤدي إلى ارتفاع أعداد الوَفَيات, بسبب عدم توفر أجهزة الإنعاش وقلة الأوكسجين وقلة عدد أجهزة التنفس الاصطناعي, ونقص الكادر المتمرن في ظل ازدياد عدد المرضى, الأمر الذي يشكل عبأً على المشافي ويؤثر سلباً على علاج مرضى الأمراض المزمنة, مثل مرضى القلب والضغط والسكري لعدم وجود مشافي كافية لاستيعاب الكم الهائل من المرضى المصابين.

ـ هل التّدابير المتخذة من قبل الجهات المعنية في مناطق شمال وشرق سوريا كافية؟

الجهات المعنية وعلى الرغم من إمكاناتها المحدودة والمتواضعة تقوم بواجبها على أكمل وجه, كما أن الدور الكبير يقوم به الهلال الأحمر الكردي في المقام الأول, وخصوصاً المراكز الصحية ومراكز الطوارئ التابعة للهلال الأحمر الكردي, وذلك بالتنسيق مع هيئات الصحة.

يحتاج الأمر إلى التعاون ما بين عناصر الصحة في الهلال الأحمر وهيئات الصحة والشعب والقوات الأمنية, حتى نكون جميعاً يداً واحدة في درء خطر الوباء والحفاظ على صحة وسلامة المجتمع, ويجب على الأهالي تطبيق كافة وسائل الحماية والإجراءات الاحترازية, من ارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي والتعقيم وتجنب المصافحة والمعانقة ورفع مستوى الوعي والتثقيف الصحي.

ـ ما المطلوب من الأنظمة الصحية في المنطقة؟

المطلوب من الأنظمة الصحية دعم ومساندة الكوادر الصحية من الناحية المعنوية, وتقديم ما يحتاجونه من وسائل الحماية والوقاية والضغط على المنظمات الإنسانية والصحة العالمية, لتوفير جميع المستلزمات الطبية والأدوية وأجهزة الانعاش وغيرها من المعدات.

ـ هل القطاع الصحي المتواجد في المنطقة مستعد لدرء خطر هذا الوباء؟

القطاع الصحي مستنفر وعلى أهبة الاستعداد لمواجهة هذا الوباء, في حال قامت المنظمات الإنسانية والصحة العالمية بتقديم الدعم اللازم من الكوادر والأدوية وأجهزة الانعاش وتوفير أجهزة (PCR) فإن الكوادر الصحية  لديها استعداد على أشده, وهم يعملون ليلاً ونهاراً بدون كلل.

ـ ماذا يتوجب على الأهالي فعله في ظل الموجة الجديدة لفيروس كورونا؟

يجب على الأهالي التقيد بالأنظمة والقرارات الصادرة من هيئات الصحة وتوابعها في شمال وشرق سوريا, وعدم الاستهتار وتجنب مخالفة القرارات وتطبيق كافة الإجراءات الاحترازية, والابتعاد عن التجمعات وإلغاء مجالس العزاء والحفلات والصلاة في دور العبادة.

ـ ما النصيحة التي توجهونها للأهالي؟

أنصح بضرورة التقيد بالإجراءات الوقائية واتباع وسائل الحماية من ارتداء الكمامات والمحافظة على التباعد الاجتماعي، واتباع وسائل التعقيم والابتعاد عن التجمعات, إلى جانب الالتزام في المنزل وغسل اليدين قبل وبعد الطعام, وأن يتعاون الجميع مع الفرق الطبية ويتبعوا تعليماتهم, حتى نتمكن جميعاً من التخلص من هذا الوباء. وأتمنى الصحة والسلامة للجميع وأن يبعد الله البلاء عن شعبنا وشعوب العالم, والشفاء لجميع المصابين.