سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

ديبو: لا حل في سوريا دون مشاركة مسد في العملية السياسية

قال عضو رئاسة مجلس سوريا الديمقراطية سيهانوك ديبو: إن زيارة الحريري تأتي ضمن استكمال أجندة شرعنة الاحتلال التركي وهذه المرة من منبر كردي، وأشار إلى أن الحريري يتحرك بتعليمات من تركيا لتقويض مساعي استكمال الحوار الكردي – الكردي.
جاء ذلك خلال الحوار الذي أجرته آدار برس معه حول لقائه بأمين عام الجامعة العربية الأسبق عمرو موسى، وزيارة نصر الحريري إلى باشور كردستان، وموقف الإدارة الأمريكية الجديدة من الملف السوري وشمال شرق سوريا، وهذا هو نص الحوار:
-هناك من يقول إن زيارة نصر الحريري لباشور كردستان بمثابة طعنة في خاصرة الحوار الكردي – الكردي، كيف تقرؤون ذلك وما تحليلكم لهذه الزيارة؟
الحوار الكردي – الكردي ضرورة موضوعية، ويتمتع بالصفة السيادية السورية رغم ما يتحلى به من خصوصية، أما الائتلاف ونصر الحريري فحالة طارئة أنتجتها الأزمة السوريّة لا مستقبل لها، إنْ لم نقل بأن ما ينتظره محاكمة كمجرم حرب، وطوفانه على بعض الأسطح دليل انعدام وزنه رغم الدعم الذي يبقيه واقفاً من قبل جهة وحيدة هي تركيا الأردوغانية المحتلة لعفرين وسري كانيه وكري سبي وجرابلس وإدلب، وكي لا يُفهم الموضوع من باب الشخصنة؛ فزيارة الحريري تأتي ضمن استكمال أجندة شرعنة الاحتلال التركي وهذه المرة من منبر كردي، أما توصيف قواتنا بالإرهاب من هذا المنبر يعني توجيه التهمة للمنبر أيضاً، إضافة إلى إن هذه الزيارة تعد إهانة قبل كل شيء للفعل المشترك بين قوات سوريا الديمقراطية ومشاركة البيشمركة في تحرير كوباني بدعم من التحالف الدولي بقيادة أمريكا ضد الإرهاب، ومحاولة ممنهجة بإيعاز من أنقرة لتقويض أو إفشال الجهود المشتركة التي بُذِلت من قبل الأطراف الكردية منذ عام 2011 وصولاً إلى مرحلتين ناجحتين من الحوار الكردي – الكردي حصلت مؤخراً وتُنتظَر الثالثة والأخيرة، الزيارة فاشلة أو يكتب لها الفشل؛ فلا أرضية لها ولن يسعفه وجود (بعض) شخصيات المجلس الوطني الكردي معه التي ترتعب كلما حدث تقارب بين أحزاب الوحدة الوطنية الكردية والمجلس الوطني الكردي، علماً بأن الجميع يعلم بأن الأغلبية الساحقة من القوى الوطنية الديمقراطية السورية والكرد في سوريا غير راضين عن هذه الزيارة التي تزامنت وصدور تقرير أممي يوثق جرائم مرتزقة تركيا بإشراف وحضور المسؤولين الأتراك.
ـ صرّح الحريري أن الائتلاف سيسمح بفتح مكاتب للمجلس الوطني الكردي في المناطق المحتلة من قِبل تركيا، والسؤال لماذا الآن، كيف ترون ذلك؟
النظر بأن الائتلاف يملك زمام الأمور في مناطق الاحتلال التركي مجرد تضليل، وهذا الزعم وإن تحقق فلن يتم عبره تشريع الاحتلال التركي ومرتزقته في المناطق المحتلة؛ إنما سيكون بمثابة أداة جريمة إضافية وتثبيت شراكة متلبسة مع المجرمين والاحتلال في الوقت نفسه. حين يستطيع المجلس الوطني الكردي البقاء في المكان نفسه مع القتلة والمجرمين والإرهابيين سيفهم شيء واحد أنهم شركاء الجريمة، وهذا لا يرضي المجلس الوطني ولا يرضي الشرفاء فيه.
ـ ضمن نشاطكم في مجلس سوريا الديمقراطية في مصر، التقيتم مؤخراً الأمين العام الأسبق للجامعة العربية عمرو موسى، برأيكم ما مدى تأثير هكذا لقاءات على الدعم السياسي لمجلس سوريا الديمقراطية في سوريا، وهل يمكن أن تأتي بنتيجة إيجابية؟
العرب هم أقدم شريك للكرد، والكرد هم أقدم من تحالف مع العرب في قضاياهم، هذه العلاقة تعرضت لمحاولات جمّة بغية تشويهها والنيل منها وإفشال المعوَّل على أن هذه الشراكة التاريخية، بخاصةٍ إذا ما أدركنا بأن القضية الكردية قضية عادلة يساء فهمها، وهنا نعتقد في مجلس سوريا الديمقراطية بأن ابتعاد الجامعة العربية وبلدانها عن الشأن السوري سيكون لها تأُثيرات سلبية على جميع الأطراف، هذا جزء مهم من رسالتنا في (مـسـد)، وإعادة العلاقة إلى وضعها الطبيعي أحد أهم أهدافنا، وجود ممثلية لها في جمهورية مصر العربية يعد عامل أمان يستفيد منه الجميع وليس فقط (مسد) الذي يسعى طامحاً بتمثيل رسمي له في أغلب الدول العربية.
ـ ما سبب صمت الرئيس الأمريكي الجديد تجاه شمال وشرق سوريا رغم صداقته المعروفة للكُرد برأيكم؟
إذا قبلنا بهذا الاستنتاج فإنه من المؤكد تفسيره وجوابه لدى واشنطن وحدها لكن الكثير يرى بأن الأمر ليس بهذا السوء، بكل الأحوال نعتقد بأن المرحلة الحالية أفضل من الماضية؛ دون أن يعني بأن جميع الأمور باتت كما ترغبها الرؤية الوطنية الديمقراطية السوريّة.
-هل تتوقعون دعماً سياسياً لمجلس سوريا الديمقراطية من قِبل الإدارة الأمريكية الجديدة مستقبلاً؟
نتوقع الدعم السياسي لمجلس سوريا الديمقراطية من قبل الإدارة الأمريكية الجديدة وغالبية الدول المنخرطة في الملف السوري، لا يمكن توقع الحل دون مشاركة مجلس سوريا الديمقراطية في العملية السياسية السوريّة، كلما تأخرت هذه المشاركة تضاءلت فرصة الحل وضلّ طريقه.
ـ كيف تقرؤون مستقبل الإدارة الذاتية الديمقراطية في ظل الظروف الحالية، وهل يمكن أن يُقدِم النظام التركي على أي عملية عسكريّة أخرى في مناطق شمال وشرق سوريا؟
يرى الكثيرون بأن الإدارة الذاتية وما حققته من تطور في مقاصدها وأهدافها واستراتيجيتها وعموم هيكليتها الإدارية بمثابة الجانب التنفيذي للقرار الأممي 2254 الصادر عام 2015 علماً بأن تأسيس الإدارة الذاتية سبقته باثنين وعشرين شهراً تقريباً. من المؤكد بأن هذا التوصيف لن يُرضي البعض بخاصةٍ من يهمه إعادة إنتاج النظام شديد المركزية أو الذين يفكرون بالسطو على السلطة وبأن الثورية هي مجرد الانقلاب على السلطة الحالية، في الحقيقة هؤلاء هم من يتحمل مسؤولية كل ما آلت إليه سوريا من أوضاع إنسانية ودمار في البنيان السوري بمختلف جوانبه المجتمعية، وتعد تركيا الأردوغانية أكبر جهة تغذي هذا الدمار، وهي في موقع التعامل مع الجهتين المدمرتين ومستعدة في أي لحظة التضحية بطرف ضد طرف آخر، هذا ليس بالاستنتاج إنما خلاصة وقائع، أما عن هجوم تركيا على مناطق الإدارة الذاتية فإنه لم يتوقف، مثال ذلك ما يحدث في عين عيسى، والخروقات المتكررة من قبلها على كامل الحدود السورية الشمالية.
أما الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا فإنها تشكل مستقبل كل سوريا الجديدة العصرية، عكس ذلك يعني أنه من الصعب انتشال سوريا من واقعها الحالي المشتت ومن مستقبل واقعها كدولة فاشلة تعتمد المحاصصة، إذْ لا يمكن أن تكون الخيارات محصورة بين أن تكون سوريا دولة شديدة المركزية ودولة فاشلة، الخيار الأنسب للجميع دولة مواطنة لا مركزية إحدى أهم خيارات هذه اللامركزية هي الإدارة الذاتية القائمة في شمال وشرق سوريا التي تحتمل فيها التحديث والإصلاح والتطوير.