سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

ديار سيدو: “أيّ اعتداء على شمال وشرق سوريا سيكلفهم الكثير”

حوار/ آلـدار آمـد  –

 قال الرئيس المشترك للجنة العلاقات الدبلوماسية في حزب الاتحاد الديمقراطي بالمنطقة الجنوبية لمقاطعة الحسكة ديار سيدو: “لعبت الدولة التركية المحتلة دوراً سلبياً في جميع مراحل الأزمة السورية وكانت تتدخل دائماً ضد أهداف الشعب السوري، وعملت على دعم القوى الإرهابية والمرتزقة وسخرتها لتنفيذ أجنداتها”. وأكد بأن شعوب المنطقة لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء تهديداتها، بل ستكون لها بالمرصاد.
جاء ذلك خلال حوار أجرته صحيفتنا مع الرئيس المشترك للجنة العلاقات الدبلوماسية في حزب الاتحاد الديمقراطي بالمنطقة الجنوبية لمقاطعة الحسكة ديار سيدو تمحور حول الأحداث التي تشهدها الساحة السورية وبخاصة في الشمال السوري، التهديدات التركية من جهة لشمال وشرق سوريا والحرب الدامية التي تشهدها الشمال الغربي وبخاصة في إدلب، والتحالفات الجديدة في المنطقة حيث قال: “هدفنا هو بناء مجتمع ديمقراطي حر يعتمد على العديد من المبادئ والأسس التي تضمن حقوق جميع الشعوب”، وأكد على أن ثورة روج آفا أصبحت نموذجاً للعيش المشترك والمساواة بين أبناء المنطقة وهذا ما تخشاه الدولة التركية المحتلة، وأن شعوب المنطقة لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء تهديداتها وستقاوم حتى الرمق الأخير، والدولة التركية المحتلة ارتكبت بحق شعوب المنطقة كافة من عرب وكرد وسريان وأرمن أبشع الجرائم والمجازر، وأضاف: “وفي الآونة الأخيرة عزلت رؤساء ثلاث بلديات كبرى في المناطق الكردية الذين يمثلون إرادة الشعب وطموحاتهم وإقالتهم إهانة لشعوب تركيا كافة”.
وجاء الحوار على الشكل التالي:
ـ في البداية حبذا لو تحدثنا عن نشاط لجنة العلاقات الدبلوماسية لحزب الاتحاد الديمقراطي في المناطق الجنوبية لمقاطعة الحسكة؟
حمل حزب الاتحاد الديمقراطي على عاتقه منذ بداية تأسيسه تنظيم المجتمع وتوجيهه نحو بناء مجتمع ديمقراطي حر، يعتمد على العديد من المبادئ والأسس التي تضمن حقوق جميع الشعوب، وناضل من أجل تحقيق أهداف ومصالح الجماهير الشعبية، ولم يستند في نضاله على القومية أو الطائفية أو المذهبية، واتخذ خلال مسيرة الثورة السورية نهجاً مغايراً لكل القوى التي ظهرت على الساحة السورية، حيث كان الاعتماد على الشعب من جهة والنضال وفق الإرادة الوطنية السورية، ولم يذعن لغير إرادة ومصالح الشعب السوري، وأثبت نجاح سياسته خلال الفترة المنصرمة، وتمكن من الحفاظ على مناطقه وحماية الشعب في مناطق شمال وشرق سوريا، واستطاع أن يخلق بيئة سياسية اجتماعية على أسس ومبادئ الأمة الديمقراطية من خلال الإدارة الذاتية الديمقراطية والتي ضمت كل فئات وشرائح المجتمع، هذا المشروع الذي وجد فيها أبناء المنطقة كافة حقوقهم فيه. وبخصوص لجنة نشاط وعمل لجنة العلاقات الدبلوماسية في المنطقة الجنوبية التي تحررت مؤخراً من المرتزقة الذين عاثوا فيها الفساد والدمار على كل الصعد الفكرية والاجتماعية والسياسية، وزرعوا بين أبناء المجتمع الفكر المتطرف والتعصب القومي والديني والذي يستند على الحقد والكراهية ونشر فكر الخراب والحرب والدمار، والعودة بالمجتمعات إلى عصور التخلف والجهل. لهذا؛ نسعى بنضالنا إلى إزالة كل هذه الآثار السلبية من مجتمعنا والعمل على نشر الفكر الديمقراطي الحرّ القائم على المساواة والحرية والاعتراف بالآخر وعدم الانجرار إلى المؤامرات الخارجية التي تحاك ضد شعوب سوريا وطوائفها، وتنظيم الشعب ليعبر عن مصلحته الحقيقية.
ـ كيف تُقيّمون التدخل التركي في الأزمة السورية بشكل عام والتهديدات المباشرة لشمال وشرق سوريا خاصة؟   
يعلم القاصي والداني بأن الحكومة التركية تدخلت بالأحداث السورية منذ انطلاقتها الأولى، وكانت معظم الأدوار التي لعبتها خلال مراحل الأزمة سلبية، حيث كانت التدخلات دوماً وأبداً ضد أهداف وطموحات الشعب السوري في الحرية والديمقراطية، حيث عملت على دعم القوى الإرهابية والتنظيمات المسلحة وسخرتها لتنفيذ أجنداتها الخاصة بها، مما أوصلت بسوريا إلى الدمار الشامل من ناحية البنية التحتية، واستولت على القاعدة الاقتصادية السورية، فنهبت وسرقت كل المعامل والمصانع السورية هذا من جهة، كما أن الثورة السورية تم إجهاضها من خلال الاتفاقيات الثنائية والثلاثية والتي سميت مناطق خفض التوتر والتصعيد، والتي كانت الخاسر الوحيد فيها هو الشعب السوري الذي قدم آلاف التضحيات من الأبرياء نتيجة الأفكار المتطرفة التي دعمتها دولة الاحتلال التركي وزادت من نفوذها على الساحة السورية، وفتحت الحدود السورية التركية أمام جحافل المرتزقة القادمين من أصقاع العالم، ولتصبح سوريا مركزاً عالمياً للإرهاب. ولم يأبه النظام التركي في ارتكاب المجازر بحق السوريين في كل مكان من خلال تدخلاتها سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، وكان الهدف الأساسي والأولوية للدولة التركية المحتلة هو القضاء على الفكر الديمقراطي والثورة التي شهدتها روج آفا وشمال وشرق سوريا والتي أصبحت نموذجاً للعيش المشترك والمساواة بين أبناء المنطقة، وهذا ما تخشاه. أي انتشار للديمقراطية في المنطقة وبخاصة فكر الأمة الديمقراطية التي أبدعها ـ الأمة الديمقراطية ـ القائد عبد الله أوجلان وتعد الحل لجميع القضايا الإثنية والعرقية والقومية في منطقة الشرق الأوسط والتي وجدت طريقها في شمال سوريا وشرق سوريا. ولهذا؛ تعمد الدولة التركية المحتلة وبكل قوتها على القضاء على هذه التجربة الفريدة في العالم والتي تجسدت فيها كل القيم الإنسانية من عدالة ومساواة وأخوّة. والتهديدات التركية لشمال وشرق سوريا تأتي في هذا الإطار. ولكن؛ دولة الاحتلال التركي وحكوماتها لا تدرك بأن شعوب المنطقة لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء تهديداتها، بل ستقاوم حتى الرمق الأخير، وستدفع دولة الاحتلال التركي ثمناً باهظاً لأي تصرف أرعن من قبل جلاوزتها.
ـ كيف تنظرون إلى ممارسات الدولة التركية المحتلة وحكومتها ضد الشعب الكردي في باكور كردستان وتركيا؟
إن دولة الاحتلال التركي التي تأسست على القومية الواحدة واللغة الواحدة والعلم الواحد، وارتكبت أفظع الجرائم بحق شعوب المنطقة من كرد وعرب وسريان وأرمن، وبنت على إرث شعوب المنطقة الدولة القومية التركية؛ تقوم بكل الممارسات اللاأخلاقية واللاإنسانية من أجل استمرار هذا الكيان الذي يحارب الديمقراطية والاعتراف بالآخر، وترفض كل ما هو غير تركي، هذه الحكومة الفاشية التي تحارب الديمقراطية والحرية في دول الجوار، كيف ستقبل الديمقراطية في بلدها؟!. فرؤساء البلديات هم من يمثلون إرادة الشعب ومصالحهم، وتم انتخابهم عبر صناديق الاقتراع، وإقالتهم إهانة للشعب التركي برمته؛ ما يعتبر انتهاك للأعراف والمواثيق الدولية وحقوق الإنسان، وهي ضربة قاصمة للديمقراطية والحرية. وعلى القوى الدولية والمنظمات الحقوقية الضغط على دولة الاحتلال التركي بالخضوع لإرادة الإنسان الحر وحقه في الانتخاب لمن يرغب، وهذه الممارسات القمعية عداء لكل القيم التي ينادي بها المجتمع الدولي والديمقراطية التي أصبحت سِمة العصر الحديث.