دور مؤتمر ستار في توعية المرأة بالدرباسية..

روناهي/ الدرباسية –

تحوّل اتحاد ستار إلى مؤتمر ستار وانضمت إليه النساء من كافة شعوب شمال وشرق سوريا فما هي أهدافه وآلية عمله؟

 ثورة المرأة، بهذا الاسم عُرفت ثورة شمال وشرق سوريا؛ لأن المرأة استطاعت أن تلعب دوراً ريادياً في هذه الثورة، ومن أجل ذلك تأسست العديد من المنظمات والمؤسسات المعنية بشؤون المرأة، كانت الغاية منها دائماً هي تعريف المرأة بماهيتها ودورها في المجتمع.

تأسس مؤتمر ستار في عام 2005 بمدينة حلب كأول مؤسسة تُعنى بشؤون المرأة تحت اسم اتحاد ستار والذي كان منبراً للمرأة الكردية، تُوصل من خلاله صوتها إلى المجتمع وتناضل من أجل حقوقها المسلوبة.

تحول اتحاد ستار في عام 2016 إلى منظمة تضم إلى جانب المرأة الكردية، نسوة من جميع شعوب شمال وشرق سوريا “العربية والسريانية والإيزيدية” هذه المنظمة حملت اسم مؤتمر ستار.

ولمعرفة المزيد حول آلية عمل مؤتمر ستار وأهدافه التقت صحيفتنا “روناهي” مع عبير حسن الإدارية في مؤتمر ستار بناحية الدرباسية والتي قالت: “بعد تحول اتحاد ستار إلى مؤتمر ستار وانضمام النساء من كافة شعوب شمال وشرق سوريا إليه، اتبع المؤتمر آلية المجالس في عمله وذلك في عام 2018، حيث أن مجالس المؤتمر استطاعت أن تصل إلى أكبر قدر ممكن من المناطق ولا سيما قرى شمال وشرق سوريا، كل مجلس من هذه المجالس يتألف من سبع عضوات وتتشعب عن كل مجلس عدة لجان مثل لجنة الاقتصاد، لجنة التدريب، ولجنة العدالة… إضافةً إلى ثلاث إداريات”.

أهداف مؤتمر ستار

عبير حسن تابعت حديثها بالقول: “يهدف مؤتمر ستار بالدرجة الأولى إلى تنظيم صفوف النسوة وتدريبهن وتوعيتهن وذلك لأهمية الدور التي تلعبه المرأة في هذه المرحلة، منذ تأسيسه حتى الآن، بذلت عضوات مؤتمر ستار جهوداً جبارة في سبيل هذا الهدف، واستطعنَ أن يصلن إلى غالبية النسوة، وذلك من خلاله فروعه ومجالسه في الأحياء والقرى، ولكن مع ذلك لم نصل بعد إلى الهدف السامي الذي نسعى لأجله ألا وهو تحرير المرأة تحريراً كاملاً، تستطيع من خلاله أن تقف في وجه كل أشكال العنف الذي تعرضت له حتى الآن”.

 المرأة باتت الريادية

الإدارية في مؤتمر ستار أضافت إلى حديثها: “بالرغم من حساسية المرحلة التي نمر بها ولا سيما فيما يتعلق بالحرب الخاصة التي تحاك ضدنا، استطاعت المرأة التي تفرض نفسها في ميادين الحياة كافةً كرقم صعب لا يُستطاع الاستغناء عنها فعلى الصعيد السياسي كانت الشهيدة هفرين خلف إحدى أهم السياسيات اللاتي ضحين بأنفسهن في سبيل خدمة قضيتهن، كما إن الشهيدة أفيستا خابور، في الميدان العسكري جعلت من نفسها شعلة تنير درب الأجيال القادمة، ضف إلى ذلك دور المرأة الريادي في المجال الإداري والذي تجسّد في نظام الرئاسة المشتركة للمجالس والمؤسسات، كل هذه الجوانب تثبت بأن المرأة تستطيع أن تكون ريادية في مجتمعها. بعكس الصورة النمطية التي يحاولون ترسيخها في أذهاننا بأن المرأة هي عبارة عن آلة للإنجاب فقط”.

النهج التدريبي

حول النهج المُتبع لتدريب وتمكين المرأة قالت عبير حسين: “المنهج الرئيسي هو نهج القائد عبد الله أوجلان الذي استطاع من خلال وضع تعريف للمرأة بعيداً عن الاجتهادات التي تظهر هنا وهناك، كما أننا نسير وفق قواعد علم الجنولوجيا الذي يضع لنا أسس علم تحرر المرأة، إضافةً إلى التدريب الفكري الذي نوجه المرأة من خلاله لإدراك دورها في المجتمع كعضوةٍ فعالة فيه لها ما لها وعليها ما عليها”.

هيكلية مؤتمر ستار

لكل مؤسسة أو تنظيم هيكلية تنظيمية يتم العمل على أساسها، لذلك حدثتنا عبير حسن عن هيكلية المؤتمر وتابعت: “ينعقد كونفراس مؤتمر ستار كل سنتين، وعلى أساس مخرجاته يتم انتخاب إدارة جديدة للمؤتمر تتألف من خمس إلى سبع عضوات، حسب حاجة كل منطقة، فترة إدارتها هي سنتين إلى حين انعقاد الكونفرانس الجديد يتعين عليها وضع خطط تنظيمية للعمل عليها خلال هذه الفترة، توضع الخطط بشكل رئيسي على أساس العمل على توسيع قواعد المؤتمر من خلال التواصل مع النسوة وحثهن على ضرورة انضمامهن للمؤتمر بهدف النضال في سبيل الحصول على الحقوق التي سُلبت نتيجة العقلية الذكورية التي كانت سائدة، إضافةً إلى بعض الحقوق التي تتمتع بها عضوات مؤتمر ستار والواجبات التي يُمليها علينا ميثاق مؤتمر ستار، على سبيل المثال ضرورة التقيد بحضور الاجتماعات التنظيمية والقيام بالفعاليات التي تحددها قيادة المؤتمر”.

الحد من جرائم قتل النساء

في الآونة الأخيرة شهدت المنطقة العديد من جرائم القتل بحق النساء التي ترتكب تحت مسمى “الشرف”، وحول موقف مؤتمر ستار من هذه الجرائم قالت عبير حسن: “الجرائم التي اُرتكبت تحت مسمى الشرف دائماً ندينها ونستنكرها وذلك من خلال التظاهرات وإصدار البيانات الرافضة لهذه الجرائم، ولكن على الطرف المقابل فقد استطعنا تخليص العديد من الشابات من هذه الجرائم، وذلك من خلال حملات التوعية التي نقوم بها والتي تهدف إلى توضيح الطريق أمام الشابات ولا سيما المراهقات اللاتي لا زلنَ في مُقتبل العمر”.

عبير حسن اختتمت حديثها بالقول: “ادعو جميع النسوة إلى إدراك ماهيتهن والعمل على القيام بالدور الفعال في المجتمع، ومن أجل هذه الغاية لا بد من التسلح بالعلم والفكر، ولا سيما فكر القائد عبد الله أوجلان الذي يعتبر المجتمع ناقصاً دون وجود امرأة حرة فيه”.