سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

دور المدرب في تنمية الموهبة وتدميرها

قامشلو/ جوان محمد ـ

تظهر الكثير من المواهب الرياضية للفئات العمرية بمناطقنا، ولكن هذه الفئات يبقى أمرها مرهوناً بشخصية المدرب وخبرته وأسلوبه وعلمه في التدريب، وهذا الأمر يحدد مستقبل تلك المواهب من الوصول للنجومية أو التراجع والابتعاد عن الرياضة بشكلٍ عام.
إن شخصية المدرب وما لديه من خبرة وعلم في التدريب أمر في غاية الأهمية، ناهيك عن طريقة التعامل مع الطفل من الفئات العمرية بالتدريب، ولكن هناك من الأهالي ممن لا يبالون كيف تكون شخصية المدرب وهذا أمر لا يجوز؛ لأن العديد من المواهب تركت الرياضة وكرهتها أيضاً، وذلك بسبب الطريقة التي كان يتبعها بعض المدربين معهم، والتي كانت تؤدي بطريقة أو بأخرى إلى تدمير تلك الموهبة لا صقلها وتنميتها وجعلها تسير في الطريق الصحيح.
لذلك هناك ضرورة كبيرة لاختيار المدرب المناسب لطفلك، ودوركم كأهل كبير في هذا الاختيار، فالأطفال لا يعلمون وهم في عمر الخامسة والسادسة أن هذا المدرب جيد أم لا ؟، لأن الأطفال يحتاجون لطرق معينة للتعامل معهم في الحياة بشكلٍ عام، فما بالك أن كان ذلك في الرياضة.
ويتطلب الانتباه من بعض المدربين بسبب الرعونة في الأسلوب في التعامل مع العديد من المواهب، فقد تسببوا بتركهم للرياضة والنفور منها، وهؤلاء لا يجوز أن تتركوا أطفالكم بين أيديهم.
وفي الوقت نفسه؛ لا ننسى أنه هناك مدربين ذوي خبرة وباع طويل في مجال التدريب ورفدوا المنطقة بالكثير من المواهب، وهنا لا نقصد فقط اللعبة الأكثر شعبية في العالم لعبة كرة القدم، لا أبداً فالكلام معمم على كل الألعاب التي هي نشطة في المنطقة، وهؤلاء المدربين عمِلوا بأمان وإخلاص تجاه عملهم في التدريب بشكلٍ عام، وكان نتاجهم كما ذكرنا الكثير من المواهب الرياضية.
إن الكثير من الأهالي بداعي التخلّص من أطفالهم صيفاً يُرسلونهم إلى المدارس الكروية والبيوت الرياضية للألعاب القتالية، ولكن بعض الإدارات والمدربين عندما يجدون أن بعض الأهالي غير مبالين بأطفالهم فهم لا يعطوهم الأهمية المطلوبة، وحتى في قضية الاهتمام تظهر في بعض المرات قصة خيار وفقوس، فذلك ابن زميل وذاك ابن جارنا وهكذا.
إن عمل المدرب مرهون بقضية التعامل والعمل بتفان، لذلك يُتطلب منه عدم التمييز بين اللاعبين بمجرد معرفة والده، ولا يجوز أن يشهد موهبة ولا يصقلها؛ لأن الإهمال يولّد النفور كما ذكرنا لدى الأطفال، وبالتالي يتجهون لترك الرياضة التي تعتبر ممارستها مفيدة لهم صحياً وبدنياً وعقلياً، وتبقى أفضل من المكوث في الشوارع، وبكل الأحوال فالمدرب هو الفاصل في تنمية الموهبة أو تدميرها، لذلك على كل مدرب مراجعة نفسه من النواحي كافة، كيف يدرّب؟ وما هي الطريقة والأسلوب التي يتّبعها في المران مع الأطفال؟، وعليه أن يعلم أن هؤلاء الأطفال هم أمانة لديه ولا يجوز إهمالهم أو عدم منحهم المعلومات اللازمة في الرياضة التي يمارسونها، بل يتطلب من المدربين كافة، بذل كل طاقتهم في سبيل الخروج بمواهب واعدة تمنح رياضة المنطقة مستقبل مشرق ونجوم في مختلف الرياضات.