دور الشبيبة في عودة الحياة إلى الرقة

تقرير/ صالح العيسى –

روناهي/ الرقة ـ كانت ولا زالت فئة الشباب الدفّة التي توجه مسيرة الشعوب، ففي كل الحضارات كان لهم دور بارز في ارتقاء الأمم، فإن كان الشباب سوّياً سليم الفكر فلن تتجه الأمة إلا نحو التطور والريادة، سعياً لذلك نشأت الشبيبة في الأمة الديمقراطية بهدف الارتقاء بفكر الشباب إلى أطوارٍ واسعة الآفاق، متجددة وجريئة، حيث تم إنشاء المعاهد في مختلف الأماكن وكان إقبال الشباب عليها واسعاً ذكوراً وإناثاً وبشكل غير متوقع.

ومن تلك المناطق التي افتتح فيها معاهدَ لتدريب وتأهيل الشباب؛ منطقة الرقة، والتي عانى شبابها لسنوات وبالأخصّ ضمن حقبة سواد داعش، حيث كان الشباب آنذاك هدفاً لترسيخ إيديولوجيا التكفير والتعصب، لكن أبى الشباب فيها أن يخضعوا لتلك الأفكار الرجعية، فعزم أبناؤها على ألا يبقى شبراً منها تحت ظل سيف المرتزقة.

بعد تحرير الأرض لا بد من تحرير الفكر

وبعد أن تم تحرير الرقة على أيدي أبنائها واستقرار الأمن فيها، اتجه الشباب إلى مرحلة أخرى فبعد تحرير الأرض لا بد من تحرير الفكر أيضاً، حيث تهافت أبناء الرقة إلى معاهد التأهيل بكثرة، محققين بذلك خطوة إلى الأمام في طريق التطور.

وكان لهم دورٌ بارزٌ بعد تحرير المدينة، حيث تم افتتاح معهد للتدريب والتأهيل في مزرعة الحكومية، من ثمَّ تخريج الدورة الأولى منها وبعدها تم فرز عدد من الذين تم تخريجهم إلى إذاعة صوت الشباب، بالإضافة لتنظيم الشبيبة في المدينة وريفها لنشر فكر الأمة الديمقراطية.

تخريج ست دورات والبدء بالسابعة

 هذا ما أكدته الرئيسة المشتركة لمجلس شبيبة الرقة مها المحمد والتي أضافت: “كما تم عقد المؤتمر التأسيسي لشبيبة الرقة وترشيح الرئاسة المشتركة ضمن انتخابات خاضها الشباب، بالإضافة لتشكيل اللجان وهي لجنة التدريب، والتنظيم، والإعلام، والمرأة الشابة، والثقافة والفن وبعد ذلك تم افتتاح مركز الأنشطة الشبابية في الرقة”.

وتابعت مها: “قام مركز الأنشطة الشبابية بالعديد من الفعاليات ومنها افتتاح مراكز للأنشطة الشبابية في الكرامة والخاتونية، وأيضاً افتتاح الدورات التعليمية لمرحلتي التعليم الأساسي والثانوي كمبادرة لدعم التعليم، حيث يتلقى الطلبة الدروس التعليمية في مركز الأنشطة الشبابية بالرقة في الأحياء التالية: حزيمة، مزرعة ربيعة، والكرامة”.

وأشادت مها إلى أن: “هذه الدورات التعليمية تهدف إلى إعادة التعليم إلى الرقة بعد محاولة المرتزقة طمسه في المنطقة”.

تقديم الدعم للشابات لينلن حقوقهن

 ونوهت: “للمرأة دور هام في أعمال الشبيبة، حيث تقوم لجنة المرأة الشابة بتقديم الدعم للشابات في الرقة من أجل نيل حقوقهن بالكامل والقيام بعدد من الفعاليات الخاصة بالمرأة، حيث سيتم افتتاح دورة تمريض، ودورة لتعليم الخياطة في المدينة وفي الخاتونية، بالإضافة إلى فتح مطبعة خاصة باسم المرأة الشابة، ستقام أيضاً دورات فكرية خاصة بالمرأة مدتها 20 يوماً ستكون هذه الدورة في منبج، أما بعد التخريج منها ستنخرط الشابات في الأعمال الميدانية بالرقة”.

وأشارت مها إلى أن شبيبة الرقة ينظمون الاعتصامات والوقفات الاحتجاجية تنديداً بالأعمال الهمجية التي يمارسها المحتل التركي في المناطق المغتصبة، والمشاركة في الاعتصامات كافة، حيث شارك شبيبة الرقة في مسيرة كري سبي (تل أبيض)، واعتصام سيمالكا.

أما في الشأن الرياضي فذكرت: “تم تشكيل فريق لكرة الطائرة للسيدات، وافتتاح دوري كرة قدم للرجال على مستوى المدينة والأرياف كافةً، بالتنسيق مع منظمة إنماء لدعم الرياضة في الرقة، تم تنظيم سباق للخيل في الريف الغربي للرقة، وتجهيز ملعب لكرة الطائرة في قرية الحكومية استعداداً للدوري، وتجهيز نادي للناشئين”.

واختتمت الرئيسة المشتركة لمجلس شبيبة الرقة مها المحمد حديثها قائلةً: “تم وضع خطط مستقبلية سيقوم بها أعضاء شبيبة الرقة، حيث تتضمن الخطط الكثير من الفعاليات، ومنها تدريب فريق كرة الطائرة للسيدات في مخيم عين عيسى، العمل على تنظيم بطولة للشطرنج، دورة تربية رياضية للمعلمين خريجي المعهد الرياضي، عروض تلفزيونية خاصة بالشبيبة، وتجهيز صالة الثقافة والفن في الرقة، والقيام بحملات لتنظيف شوارع المدينة، بالإضافة لنشاطات ترفيهية في المنتزهات العامة”.