سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

دوافع عنصريّة وراء قتلِ السورييّن في تركيا

رامان آزاد-

الصورة المثاليّة التي تقدمها الحكومة التركيّة، لاستيعاب اللاجئين السوريين ودعمها لهم تناقضها حقائقُ الواقعِ، والجرائم، التي تقعُ بحقِّ السوريين بدوافعَ عنصريّة من قتلٍ واعتداءٍ، وارتفاعُ نبرة خطابِ الكراهية والدعوةُ إلى ترحيلهم، بل إنّ قتلَ قواتِ حرسِ الحدودِ للسوريين على الحدودِ دليلٌ على أنّ قضيةَ اللاجئين ملفٌ سياسيّ، تستثمره أنقرة لترسيخِ احتلالها لمناطق سوريّة، وتهديدِ أوروبا بهم.
 
حرق ثلاثة شبّان سورييّن
 
تداولت وسائل إعلام، حادثة وفاة ثلاثة شبان سوريين حرقاً، في 16/11/2021، بولاية أزمير التركيّة، بكشف ملابساتٍ تفيدُ بقيامِ شابٍ تركيّ بسكب البنزين في غرفة السوريين الثلاثة، وتنظيم فرق الإطفاء والشرطة تقريراً قالت فيه: إنّ الحادثةَ وقعت بفعلِ ماسٍ كهربائيّ من المدفأة الكهربائيّة…
وأدت الحادثة إلى وفاة كلٍّ من: أحمد البش (17 عاماً)، ومأمون النبهان (23 عاماً)، وأحمد العلي (21عاماً)، بعد خمسة أيام من الجريمة، متأثرين بحروقٍ جراء اندلاع النيران في غرفتهم، واثنان من الضحايا ينحدران من محافظة حلب، والثالث من محافظة حماه، وكان الشبان الثلاثة يعملون في ورشة لصناعة الحجر الخاص بالأرصفة.

 

ما يؤكّدُ الدوافعَ العنصريّة، إخبارُ الجاني قبل تنفيذِ الجريمةِ بثلاث بساعاتٍ، مواطناً تركيّاً كان موجوداً بالمنطقةِ نفسها، بأنّه سيحرقُ الشبان السوريين، وأدلى المواطنُ التركيّ بشهادته للشرطةِ التركيّةِ، وطالب صاحبُ الورشةِ بإعادةِ فتحِ التحقيقِ بالحادثِ، ليؤكّدَ التقريرُ الثاني: أنَّ الحريقَ لم يكن بسببِ ماسٍ كهربائيّ، بل مفتعلاً، لكنّ الشرطة لم تتخذ أيَّ إجراءٍ بحقِّ الجاني، الذي اعتدى على زوجين تركيين، وقام بطعنِ المرأةِ بعد أيام، فتمَّ توقيفه على إثر ذلك، وأثناء التحقيق معه اعترف بالجريمة.
مرَّ أكثر من شهر على الجريمةِ، والإعلام التركيّ تجنب إلقاء الضوء عليها رغم بشاعتها، ما يطرحُ السؤال، لاسيما أنَّها عادةً تغطي أبسط الأحداث التي يكون فيها اللاجئون السوريون طرفاً فيها.
وقال شقيق أحد الشبان الضحايا: إنَّ الواقعةَ حدثت في قرية كزال باهشي/ Güzelbahçe بولاية إزمير، وأنّه “ساعات الفجر الأولى من يوم 16/11/2021، أقدم مواطن تركيّ على سكبِ مادةِ البنزين في غرفةِ الشبان السوريين، وإضرام النار فيها، ولقي أخي ورفاقه على إثر ذلك مصرعهم حرقاً، وأضاف أنّه لم يكن بين الجاني والشبان السوريين، أيّة مشاحناتٍ أو مشاجراتٍ قبل الواقعة، وأكّد أنّه أقدم على ارتكاب جريمته بدوافعَ عنصريّةٍ بحتّةٍ.
مقتل شابٍّ سوريٍّ؛ لحمايته مسنّاً سوريّاً
 
توفي 22/12/2021 اللاجئ السوريّ “محمود محمد شوبك” (28 عاماً) من أهالي حلب، متأثراً بجراحٍ أصيب بها بعد يوم من اقتحام رجلٍ تركيّ مسلّح مكان السكن، الذي يقيم فيه بمدينة غازي عينتاب جنوب تركيا، وأطلق النار عليه مباشرة ليصيبه في صدره، وذلك بعد أن أراد حماية رجل مسنّ سوريّ، يعمل مستخدماً في سكن شبابي للاجئين السوريين بالمدينة، ووقع الحادثُ الساعة الثانية عشرة ظهراً في منطقة جارشي قرب ساحة أتاتورك في عينتاب، بعد شجار بين رجل سوريّ مسنّ ومواطن تركيّ.
المسنّ السوريّ لجأ إلى محمود طلباً للحماية، وهاجم التركيّ السكن، وعندما حاول الشاب محمود التهدئة بين الطرفين، والاستفسار عن سبب المشكلة، فاجأهما التركيّ بإشهار سلاح حربيّ، وإطلاق النار عليهما ثم لاذ بالفرار.
كانت إصابة محمود قاتلة في صدره، أدّت لوفاته رغم جهودِ الإسعافِ في محاولة لإنقاذ حياته، فيما أُصيب اللاجئ المسنّ في كتفه الأيمن، ونُقل إلى مشفى حكوميّ في عينتاب.

 

 

 

مقتل صائغ سوريّ
 
يوم الجمعة 17/12/2021 قتل اللاجئ السوريّ إبراهيم حمزة من أهالي دير الزور، على يد مجهولين، يضعان أقنعة في مدينة “ماردين” التركية أمام محله لصياغة الذهب في حي أرتوكلو بمدينة ماردين، وذكرت مصادر إعلاميّة: إن القاتل كان شخصاً واحداً متنكراً بثياب امرأة، حسب مشاهد سجلتها كاميرا المراقبة.
في 17/10/2021 تعرض الشاب السوري حسن لوك (17 عاماً) لثلاثِ طعناتٍ في الساق والصدر، من قبل شبان أتراك خلال مروره بإحدى حدائق “كايت هانه” بمدينة إسطنبول، وقال شقيق الشاب على مواقع التواصل الاجتماعيّ: إنّ الهجوم كان بدوافع عنصريّة.
الدوافع العنصريّة قانونيّاً
 
ورد في المادةِ الأولى من “الاتفاقية الدوليّة للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصريّ، المصادق عليها بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 2106 ألف (د-20) في 21/12/1965 أنّه يقصد بتعبير “التمييز العنصريّ أيّ تمييزٍ، أو استثناءٍ، أو تقييدٍ، أو تفصيلٍ، يقومُ علي أساس العرق، أو اللون، أو النسب، أو الأصل القوميّ، أو الاثنيّ، ويستهدف، أو يستتبع تعطيلَ أو عرقلةَ الاعتراف بحقوق الإنسان، والحريات الأساسية، أو التمتع بها أو ممارستها، على قدم المساواة، في الميدان السياسي أو الاقتصاديّ أو الاجتماعيّ أو الثقافيّ أو في أيّ ميدان آخر من ميادين الحياة العامة.
والتمييز العنصريّ ممنوع وفق الإعلان العالميّ لحقوق الإنسان، اُعتمد ونُشر على الملأ بقرار الجمعية العامة 217 ألف (د-3) المؤرخ في 10 كانون الأول 1948
لا يُعدّ السوريون لاجئين قانونيًا في تركيا: بل يُقال إنّهم “ضيوف”، وهذا الوصف يعود لقرارِ سياسيّ، ولذلك لا يتمتع السوريون بالحماية القانونيّة الكافية، وهم ضحايا العنصريّة.
استهداف السّورييّن ومنازلهم
يُذكر أنّ الإعلامَ التركيّ ضجَّ بما حدث بين لاجئ سوريّ مقيم في منطقة توربالي في إزمير، وثلاثة مواطنين أتراك مخمورين خلال عودته إلى منزله، منتصف ليل 30/9/2021، وتطوّرتِ الملاسنة إلى شجارٍ وعِراكٍ، نتجت عنه إصابةُ مواطنٍ تركيّ بطعنات بسكّين في صدره، أدّت إلى وفاته رغم إسعافه إلى المستشفى، كما أُصيب الشاب السوري بطعنات في يده اليسرى، واعتُقل خلال مدة قصيرة.
حينها ورداً على هذه الحادثة، هاجم مواطنون أتراك محالاً وممتلكات عائدة لسوريين في مدينة إزمير، وذكرت صحيفة Sozcu التركية أن قرابة 150 مواطناً تركياً، توجهوا إلى منطقة توربالي، التي شهدت مقتل الشاب التركي، وهاجموا منازل سوريين بالحجارة، وأحرقوا سياراتهم.
أحداث مشابهة، شهدتها أنقرة، في 11/8/2021، وعاش السوريون ليلة مرعبة في أنقرة، على وقع هجوم مواطنين أتراك على سوريين مقيمين في حيّ بطال غازي، بعد مقتل شاب تركي، وجرح آخر، إثر شجار حصل بين مجموعتين من شبان سوريين وأتراك، ورغم اعتقال السوريين المتورطين في الشجار، غير أن ذلك لم يسهم بتهدئة الأوضاع، فتطورت الأحداث بتوسع حالة الغضب إلى عمليات تخريب، وتكسير، ونهب، ورمي الحجارة على البيوت الآمنة، التي أسفرت عن جرح طفل سوري، فضلاً عن انتشار عشرات المقاطع المصوّرة، تؤكد حصولَ عمليات الاعتداء على السوريين في أنقرة، في ظل وجود الشرطة، والفيديوهات التي تؤكد حصول عمليات الاعتداء على السوريين في أنقرة في ظل وجود الشرطة.
تصاعدت الموجة العنصريّة ضد السوريين، لتصل في بعضها إلى القتل، وسط اتهامات من قبل صحفيين وناشطين سوريين بدور سلبي، لسياسيين ومعارضين أتراك، أدى إلى تزايد هذه الموجة من الجرائم العنصرية، بسبب ارتفاع نبرة خطاب الكراهية تجاه السوريين، وعدم وجود منظمات وهيئات حقوقيّة، رسميّة قادرة على تغطية هذا الجانب فعليّاً،
تزايدت حدة التصرفات، والاعتداءات التي استهدفت اللاجئين السوريين في تركيا بدوافع عنصريّة، ووصلت في بعض الحالات إلى حد الاعتداءات الجنسيّة، لتعكس نزعة مجتمعيّة عامة وحالة رفض، ولم تنظر السلطات التركيّة الأمنيّة والقضائيّة في قضاياهم بعدالة، فيما طُويت بعض القضايا، وما يشجّع أصحاب النزعات العنصريّة على ارتكاب الانتهاكات ضد السوريين، علمهم بعدم وجود “كيملك” لدى المعتدى عليه، وخوفٍ ذوي الضحية من الشكوى لدى الدوائرِ الأمنيّة، وتفاصيل أخرى عائليّة واجتماعيّة متعلقة ببيئة الضحية، ويتمُّ ضخ معلومات مضللة تساهم بزيادةِ الاحتقان، من قبيل أنّ الحكومة التركيّة، تمنحُ مساعداتٍ مباشرة للسوريين، وذلك غير صحيح فالدعمُ يأتي من الاتحاد الأوروبيّ فقط، وكذلك إعفاء السوريين من الضرائب، وعدم خضوع الطلاب السوريين لامتحان القبول الجامعيّ.
شهدت أوساط المجتمع التركيّ خلال الفترة الماضية ما سُمّي “قضية الموز”، وتم اعتقال عدد من السوريين، وسببها شكوى الأتراك من الغلاء المعيشيّ، واتهامهم السوريين بتوفر مصادر دخل تمكّنهم من شراء الموز.
ويلقي الكثير من الأتراك باللومِ على السوريين في ارتفاعِ معدلِ البطالة بالبلاد، وأنهم يشغلون الوظائفَ المتاحة بأجور متدنية، ويناقضون أنفسهم، فيقولون: إنَّ السوريين لا يعملون، ويتلقّون فقط مخصصاتٍ من أموالِ دافعي الضرائب، وتفسّر هذه المعضلة مستوى الكراهية تجاه وجود اللاجئين السوريين في المجتمع: فالمشكلةُ قائمة سواءٌ علموا السوريين، أم ركنوا للبطالة.
المزيد من الضّحايا السّورييّن
 
في 16/1/2021، وفي منطقة بورنوفا بأزمير اعترض تركيّ طريقَ السوريّ، زكي زينل (37 عاماً) وهو أب لطفلين، وطعنه في أجزاء مختلفة من جسده بسكينٍ حاد، وتسبب له بأضرارٍ بليغة في المعدة والكبد وسرقه وهرب. قضى الشاب السوريّ أيمن حماميّ (16 عاماً)، من أهالي حلب، الإثنين 13/9/2020 متأثراً بإصابته بثلاث طعنات بالقلب، في منطقة وزير كوبري/ Vezirköprü بولاية سامسون شمال تركيا؛ على خلفيّةٍ مشاجرةٍ مع مجموعةٍ من الأشخاص.

في 10/9/2020 اعتدى شبان أتراك بولاية هاتاي، على الشابين السوريين: مفوض إبراهيم، وأنس حساني بالضرب الوحشي، وهم يصرخون: “إما أن ترجعوا إلى بلادكم، أو سنقتلكم”، وجاء العدوان مع انتشار منشورات في غازي عينتاب كُتب عليها بلغة عربية “عد إلى بلادك سوريا، أنت غير مرحب بك”.
وفي 6/9/2020، اعترض أتراك الشاب محمد أسعد قاسم بمنطقة السلطان غازي بمدينة إسطنبول، بعدما رفض إعطائهم السجائر، ليقوم بإطلاق الرصاص، ويصاب بطلق ناريّ في الفخذ.
وفي 16/8/2020 قُتل الشاب السوري عبد القادر خالد داوود (21 عاماً) جرّاء تلقيه رصاصة في الرقبة، أطلقها تركيّ مخمور بشكل مفاجئ، في مدينة إسطنبول عند موقف للحافلات العامة بمنطقة “زيتون بورنو.
وقُتل الشاب حمزة عجان (17) عاماً، في 16/7/2020 على يد أربعة أشقاء أتراك بعد محاولة الدفاع عن امرأة سورية، وأفرجوا بعد خمسة أشهر من القتل بذريعة عدم كفاية الأدلة رغم أنّ الجريمة وقعت في سوق الخضار (غورصو) بولاية بورصة.
في 8/6/2020 اقتحم تركيّ مسلح يدعى طه (49 عاماً) منزلاً تقيم فيه عائلة سورية في منطقة “الريحانية” بولاية هاتاي، وأطلق النار عشوائيّاً، ما أدى لمقتل الطفل خالد يوسف (عامان) وإصابة جده محمد يوسف.
في 7/6/2020 تلقى الشاب السوريّ عمر الشيخ، في قضاء مانافجات، في أنطاليا، تركيا طعنة بسكين على يد رجل تركي بعد نشبت مشادة كلامية بسبب رفضه إعطائه سيجارة.
في مساء يوم 21/5/2020 قُتل الشاب السوريّ عبد الفتاح صالح الحميدي (20 عاماً)، طعناً بعد رفضه تسليم هاتفه للصوص في منطقة (تاكستيل كنت)، في غازي عينتاب.
وقضى الشاب السوري علي العساني (19 عاماً) برصاص شرطي تركيّ “لمخالفته” قوانين حظر التجوال المفروضة على من هم دون العشرين عاماً، في 27/4/2020.
في 11/4/2020 تلقى اللاجئ السوريّ عبد شاوي طعنةً في مدينة أضنة، بعد مشادة كلاميّة مع شاب تركيّ على طابور فرن، وأفادت مواقع إعلاميّة تركيّة أنه “مع انطلاق الساعات الأولى لحظر التجوال في تركيا، تلقى السوريّ عبد الله شاوي طعنة أرسل على إثرها إلى المستشفى في ولاية أضنة.
18/8/2019 قُتل اللاجئ السوري، رمضان سيلو (23 عاماً)، طعناً بسكين على يد جاره التركيّ فردي – (24 عاماً)، بحي كافاكلي التابع لقضاء سيهان، بولاية أضنة، وذلك خلال مشادة كلامية نشبت بين الجارين، أبدى التركي انزعاجه من أصوات الضجيج الصادرة عن منزل رمضان، وانضم أقرباؤه إلى الجار التركيّ.
في 9/11/2018، تعرضت الطالبة الجامعيّة السوريّة غنى أبو صالح، التي تحمل الجنسيّة التركيّة، للطعنِ بالسكاكين في أماكن متفرقة من جسمها، في غازي عينتاب من قبل أشخاص أرادوا سرقة حقيبتها، وهاتفها الجوال وتوفيت غنى، فيما أصيب شاب كان برفقتها حاول الدفاع عنها بجروح خطيرة.
في 6/7/2017 عثرت الشرطة التركية في غابات صقاريا شمالي غربي البلاد على جثة أماني الرحمون (20 عاماً) وطفلها خلف الرحمون (10 أشهر)، وقد قتلا بضرب حجر على رأسهما.
في 25/3/2016 وجدت جثة الطفل السوري فرحات علي، (15 عاماً) دون رأس أمام باب المستودع لمحل تصليح الأدوات المنزليّة، بحي كارايلان وسط مدينة غازي عينتاب، ومن خلال كاميرات المراقبة تم التعرف على الجاني وهو تركيّ اسمه جنكيز بولات (34 عاماً) وقد قتله تحت تأثير المخدرات.
استهدافات على الحدود
 
في سياق آخر يتم استهداف السوريين على الحدود بالرصاص الحي، أو ضربهم حتى الموت، ففي 21/12/2021، توفي الطفلَ ماهر عامر بربش (15 عاماً) من مدينة معرة النعمان، جرّاء الاعتداء عليه بضربه بالأسلحة، وركله حتى الموت من قبل حرسِ الحدود التركيّة (الجندرمة)، أثناء محاولته العبور إلى الأراضي التركيّة.

ويوم الأربعاء 15/12/2021 قُتل الشاب محمد تيسير رزوق المنحدر من بلدة كفردريان شمال إدلب، وتوفي جراء إصابته برصاص عناصر حرس الحدود التركّي، أثناء محاولته اجتياز الجدار الحدودي للدخول إلى الأراضي التركية من منطقة حارم شمال غرب إدلب”.

وبلغ عدد اللاجئين السوريين الذين قتلوا برصاص الجنود الأتراك، أو الاعتداء البدنيّ عليهم 521 شخصاً، بينهم (99 طفلاً دون سن 18 عاماً، و67 امرأة)، وبلغ عدد الجرحى والمصابين بطلق ناريّ، أو اعتداء 1159 شخصاً، ممن حاولوا اجتياز الحدود، أو من سكان القرى والبلدات السوريّة الحدوديّة أو المزارعين، وأصحاب الأراضي المتاخمة للحدود.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle