رامان آزاد-
الصورة المثاليّة التي تقدمها الحكومة التركيّة، لاستيعاب اللاجئين السوريين ودعمها لهم تناقضها حقائقُ الواقعِ، والجرائم، التي تقعُ بحقِّ السوريين بدوافعَ عنصريّة من قتلٍ واعتداءٍ، وارتفاعُ نبرة خطابِ الكراهية والدعوةُ إلى ترحيلهم، بل إنّ قتلَ قواتِ حرسِ الحدودِ للسوريين على الحدودِ دليلٌ على أنّ قضيةَ اللاجئين ملفٌ سياسيّ، تستثمره أنقرة لترسيخِ احتلالها لمناطق سوريّة، وتهديدِ أوروبا بهم.
حرق ثلاثة شبّان سورييّن
تداولت وسائل إعلام، حادثة وفاة ثلاثة شبان سوريين حرقاً، في 16/11/2021، بولاية أزمير التركيّة، بكشف ملابساتٍ تفيدُ بقيامِ شابٍ تركيّ بسكب البنزين في غرفة السوريين الثلاثة، وتنظيم فرق الإطفاء والشرطة تقريراً قالت فيه: إنّ الحادثةَ وقعت بفعلِ ماسٍ كهربائيّ من المدفأة الكهربائيّة…
وأدت الحادثة إلى وفاة كلٍّ من: أحمد البش (17 عاماً)، ومأمون النبهان (23 عاماً)، وأحمد العلي (21عاماً)، بعد خمسة أيام من الجريمة، متأثرين بحروقٍ جراء اندلاع النيران في غرفتهم، واثنان من الضحايا ينحدران من محافظة حلب، والثالث من محافظة حماه، وكان الشبان الثلاثة يعملون في ورشة لصناعة الحجر الخاص بالأرصفة.
ما يؤكّدُ الدوافعَ العنصريّة، إخبارُ الجاني قبل تنفيذِ الجريمةِ بثلاث بساعاتٍ، مواطناً تركيّاً كان موجوداً بالمنطقةِ نفسها، بأنّه سيحرقُ الشبان السوريين، وأدلى المواطنُ التركيّ بشهادته للشرطةِ التركيّةِ، وطالب صاحبُ الورشةِ بإعادةِ فتحِ التحقيقِ بالحادثِ، ليؤكّدَ التقريرُ الثاني: أنَّ الحريقَ لم يكن بسببِ ماسٍ كهربائيّ، بل مفتعلاً، لكنّ الشرطة لم تتخذ أيَّ إجراءٍ بحقِّ الجاني، الذي اعتدى على زوجين تركيين، وقام بطعنِ المرأةِ بعد أيام، فتمَّ توقيفه على إثر ذلك، وأثناء التحقيق معه اعترف بالجريمة.
مرَّ أكثر من شهر على الجريمةِ، والإعلام التركيّ تجنب إلقاء الضوء عليها رغم بشاعتها، ما يطرحُ السؤال، لاسيما أنَّها عادةً تغطي أبسط الأحداث التي يكون فيها اللاجئون السوريون طرفاً فيها.
وقال شقيق أحد الشبان الضحايا: إنَّ الواقعةَ حدثت في قرية كزال باهشي/ Güzelbahçe بولاية إزمير، وأنّه “ساعات الفجر الأولى من يوم 16/11/2021، أقدم مواطن تركيّ على سكبِ مادةِ البنزين في غرفةِ الشبان السوريين، وإضرام النار فيها، ولقي أخي ورفاقه على إثر ذلك مصرعهم حرقاً، وأضاف أنّه لم يكن بين الجاني والشبان السوريين، أيّة مشاحناتٍ أو مشاجراتٍ قبل الواقعة، وأكّد أنّه أقدم على ارتكاب جريمته بدوافعَ عنصريّةٍ بحتّةٍ.
مقتل شابٍّ سوريٍّ؛ لحمايته مسنّاً سوريّاً
توفي 22/12/2021 اللاجئ السوريّ “محمود محمد شوبك” (28 عاماً) من أهالي حلب، متأثراً بجراحٍ أصيب بها بعد يوم من اقتحام رجلٍ تركيّ مسلّح مكان السكن، الذي يقيم فيه بمدينة غازي عينتاب جنوب تركيا، وأطلق النار عليه مباشرة ليصيبه في صدره، وذلك بعد أن أراد حماية رجل مسنّ سوريّ، يعمل مستخدماً في سكن شبابي للاجئين السوريين بالمدينة، ووقع الحادثُ الساعة الثانية عشرة ظهراً في منطقة جارشي قرب ساحة أتاتورك في عينتاب، بعد شجار بين رجل سوريّ مسنّ ومواطن تركيّ.
المسنّ السوريّ لجأ إلى محمود طلباً للحماية، وهاجم التركيّ السكن، وعندما حاول الشاب محمود التهدئة بين الطرفين، والاستفسار عن سبب المشكلة، فاجأهما التركيّ بإشهار سلاح حربيّ، وإطلاق النار عليهما ثم لاذ بالفرار.
كانت إصابة محمود قاتلة في صدره، أدّت لوفاته رغم جهودِ الإسعافِ في محاولة لإنقاذ حياته، فيما أُصيب اللاجئ المسنّ في كتفه الأيمن، ونُقل إلى مشفى حكوميّ في عينتاب.