سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

“دم الأخوين” شجرة تنزف دماء في اليمن

شجرة دم الأخوين”، “شجرة التنين”، “عرحيب”، أو “دم العنقاء” كلها أسماء قد تبدو لأفلام خيالية أو حتى أفلام رعب، إلا أنها شجرة حقيقية تنبت على جزيرة سوقطرى في اليمن منذ 50 مليون سنة.
تعد شجرة دم الأخوين من أندر الأشجار والنباتات المستوطنة في جزيرة سوقطرى، إذ اقترن اسمها باسم الجزيرة لشهرتها وأهميتها منذ أقدم العصور، وتتميز بهذا الاسم لأنك إذا أحدثت شقوقاً في ساقها، ستسيل منها مادة لزجة حمراء اللون تشبه إلى حد كبير الدم المتخثر، لذا أطلق عليها العرب قديما اسم “الصبغ الأحمر”.
وقد نسجت العديد من الأساطير والحكايات حول الشجرة، التي تتصدر مدخل الجناح اليمني في إكسبو 2020، ومن أبرزها أن تسميتها بهذا الاسم يعود إلى قصة قابيل وهابيل، حيث وقعت أول جريمة قتل على سطح الأرض، وتحكي الأسطورة اليمنية أن قابيل وهابيل هما أول من سكن في جزيرة سوقطرى، وعندما قتل قابيل أخاه هابيل، سال دمه ونبتت الشجرة في المكان، الذي سال دم هابيل فيه على تربتها.
فيما تروي أسطورة أخرى بأن الشجرة نمت من دم متخثر سال من تنين وفيل أثناء صراعهما حتى الموت، بينما يروي البعض الأخر أن مواجهه أحد القادة العسكريين لتنين على جزيرة سوقطرى أدت إلى إسالة دمه، بينما يعد الاسم الشائع للشجرة عند أهالي الجزيرة، هو “عرحيب”، كما يطلق عليها أحياناً اسم “دم العنقاء”.
وتتميز شجرة “دم الأخوين” بفوائد واستخدامات عديدة في الطب القديم، حيث اشتهرت عند الفراعنة كما يتم الاستفادة منها أيضا في الطب الحديث، مثل تعقيم الجروح وتهدئة الحروق و
علاج التقرحات الجلدية، بسبب احتوائها على مكونات تساعد على انقباض الأنسجة بشكل أسرع.
كما تستخدم المادة الصمغية المستخرجة من “دم الأخوين” في شد اللثة المترهلة، وذلك لاحتوائها أيضا على مكونات قابضة، فهي تدخل في علاجات كثيرة وفي الأدوية الخاصة بشد ترهلات اللثة، وتساعد في علاج الإسهال الشديد، والمزمن وكذلك تعمل على تقوية الأنسجة الخاصة بالمعدة وكذلك انقباض البطن.
وتنمو أوراق “دم الأخوين” على أطراف الأغصان فقط لأعلى، وهي غزيرة الفروع، لأنها تنمو عن طريق التفرع الثنائي، أي إن كل فرع ينقسم إلى فرعين آخرين، وتنتج كثيرًا من الأوراق الخضراء، وتتجدد كل ثلاث أو أربع سنوات، إذ تسقط الأوراق وينمو مكانها أوراق أخرى، والشجرة من جنس «الدراسينا» من الفصيلة «الهلوانية»، وتنمو في الأرض الصخرية والأماكن المرتفعة.
كما تواجه الشجرة العديد من التحديات البيئية مثل الارتفاع في درجة حرارة الأرض، والرعي غير المنظم، والرياح الشديدة، بالإضافة الى البناء العشوائي، ويزيد من هذه التهديدات أن الشجرة تستغرق ما يقرب من نصف قرن لتصبح قادرة على التكاثر.
وتتنوع الحياة النباتية في سوقطرى بشكل مذهل، إذ تضم أكثر من 900 نوع من النباتات المعروفة في الجزيرة، أبرزها شجرة دم الأخوين، التي تتميز بشكلها الفريد، والذي يشبه المظلة الضخمة، وتوجد في المقام الأول في المرتفعات الجبلية على جزيرة سوقطرى، ويبلغ ارتفاعها ما يقرب من تسعة أمتار، حيث صمدت لآلاف السنين، ويقتصر وجودها على هذه الجزيرة اليمنية.
وكالات