سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

‘‘دق المي وهي مي’’ منتخب سيدات مقاطعة الجزيرة مشروع في طي النسيان!

قامشلو/ جوان محمد ـ

لماذا كتبنا هذا المثال في العنوان؟ لأننا نكتب منذ عدة أعوام عن ضرورة تشكيل منتخب لسيدات كرة القدم في مقاطعة الجزيرة، ولكن لا آذان صاغية لنا، وليس هناك من يستجيب، فإلى متى؟
قد يتساءل البعض طالما لا أحد يستجيب ويهتم لماذا تكتبون مجدداً عن هذه القضية؟، لقد تعودنا كصحيفة روناهي أن نبقى نكتب ولن نمل حتى لو بقينا الدهر كله نكتب، نعم فقد كتبنا أكثر من 30 تقريراً عن قضية تأهيل ملعب شهداء 12 آذار، والذي كنا سبباً في تسليط الأضواء على حالته في العديد من المرات، وحالياً وضعه أفضل من السابق بكثير، وعلى الشاكلة نفسها الصالة الرياضية التي أبصرت النور مؤخراً، فقد كتبنا عنها من عام 2016 وإلى عام 2024، وبدون انقطاع، وهكذا سوف نكون في قضية تشكيل منتخب للسيدات لكرة القدم بمقاطعة الجزيرة.
تشكيل المنتخب هو الحل الأمثل
ولكن لماذا عاودنا الكتابة عن هذه القضية مجدداً؟ وعن ضرورة تشكيل منتخب لسيدات كرة بمقاطعة الجزيرة بأسرع وقت ممكن؟ لقد عدنا للكتابة للعديد من الأسباب ومنها انخراط أعداد جيدة في تعلم وممارسة لعبة كرة القدم، وخاصةً من الفئات العمرية، وضرورة أن يكون هذا المنتخب ممثل المقاطعة في بطولات على مستوى شمال وشرق سوريا، وأيضاً في تمثيله النادي المناسب في الدوري السوري، وإبعاد احتكار أي مدرب لهم أو شخص من كان يكون، بالإضافة للإشكاليات التي حصلت بين إدارة ناديي عامودا والهلال في الدوري السوري للسيدات للموسم 2023 ـ 2024، من أجل لاعبة، ولا نود الخوض في التفاصيل لأنه لو شهدنا تشكيل منتخب سيدات مقاطعة الجزيرة لما واجهنا مثل هذه الخلافات بين الطرفين. وكنا في عام 2018 وكما العادة صحيفتنا “روناهي”، طالبت قبل التفكير حتى من قبل الجهات المعنية بضرورة تشكيل منتخب لسيدات كرة القدم، وذلك بعد بدء البطولات الرسمية في عام 2017، ضمن الملاعب المغطاة “السداسيات”، وعلى أن يكون هذا المنتخب مخولاً للعب بالبطولات السورية أي المشاركة بأسماء أندية مثل الجهاد والخابور وعامودا، وحالياً رُخِّص نادي جديد على شاكلة الأندية المذكورة وهو نادي الهلال.
كما أن الفكرة عادت للطرح في الموسم 2020 ـ 2021، وذلك مع إقامة أول بطولة كروية على الملاعب المكشوفة بـ 11 لاعبة من قبل المجلس الرياضي بمقاطعة الجزيرة، وكنقلة نوعية عبر تلك البطولة للكرة الأنثوية من الملاعب الصغيرة والمغطاة “سداسيات” إلى المكشوفة وبـ 11 لاعبة، ولكن الفكرة تبخرت بعد الخروج من الاجتماع التحضيري للدوري بنفس الموسم؟
واستمرينا بالكتابة حتى عام 2022، عن نفس القضية، ولكن حتى الآن لم نشهد أية استجابة من الجهات المعنية رغم أنه في أحد الاجتماعات للمعنيين بالأندية التي تنشط لديها فرق كرة القدم للسيدات وبحضور معنيين يمثلون هيئة الشباب والرياضة والمجلس الرياضي بمقاطعة الجزيرة نوهنا على تبني فكرة تشكيل منتخب لسيدات كرة القدم، وكان هناك ترحيب بالفكرة وقت الاجتماع فقط، لأن الترحيب وحده غير كافي فهو يتطلب خطوات عملية لتشكيل هذا المنتخب.
ونذكر أن المنتخب في حال شُكِّل ستكون له فوائد كثيرة، ومنها الخلاص من استغلال البعض للاعبات والكرة الأنثوية لمصالحه الشخصية كالربح المادي، والانتهاء أيضاً من الصراعات بين إدارات أندية مقاطعات الجزيرة للسيدات، وهي التي تشارك في البطولات التي تقام برعاية المجلس الرياضي بمقاطعة الجزيرة التابع للإدارة الذاتية في إقليم شمال وشرق سوريا، ويتطلب العمل أيضاً بالتوافق على آلية المشاركة في الدوريات السورية التي تقام تحت مظلة الاتحاد العربي السوري التابع لحكومة دمشق. وحتى لا ضير في تشكيل منتخب أساسي وآخر رديف، بسبب زيادة عدد المواهب الكروية للإناث في مناطق مقاطعة الجزيرة.
إن الصراع الدائر بين إدارات ومدربي السيدات لكرة القدم في مقاطعة الجزيرة يتطلب معالجته، وهذا الأمر لن يكون إلا عبر شخصيات رياضة معتبرة في مقاطعة الجزيرة ومعهم المجلس الرياضي بالمقاطعة، ويتطلب الإسراع بهذه الخطوة لأن اللاعبات فقط يدفعن ثمن تلك الخلافات والصراعات، وخاصةً إننا نشهد تطوراً كبيراً في أداءهن واللواتي هن صاحبات الفضل في تحقيق المنتخب السوري لأول مرة في تاريخ بطولة غرب آسيا للناشئات والواعدات العام الماضي.