دريا رمضان: ” سيتم البدء بإعادة تفعيل مشروع الحد من ظاهرة التسوّل مجدداً”

تقرير/ إيفا ابراهيم

روناهي/ قامشلو – قالت نائبة رئيسة المرأة في إقليم الجزيرة دريا رمضان أنه سيتم إعادة تفعيل مشروع الحد من ظاهرة التسوّل الذي تم إيقافه منذ عدة سنوات بسبب الظروف الصعبة التي مرت بها مناطقنا.

ظاهرة التسول من الظواهر التي تشوه صورة المجتمع في العالم أجمع، وهذه الظاهرة منتشرة في كافة المناطق لتظهر بأن ذلك المجتمع غير حضاري، وتقل فيها فرص العمل الاقتصادية، ولكن ينبغي علينا عدم النسيان بأنها تهدد المجتمع نفسه بالانهيار وتزيد من العوائق، ويعرف الشخص المتسول بأنه شخص يطلب من الناس الإحسان عبر مد يده لهم، وطلب الرزق، وأسباب التسول كثيرة منها حالة الفقر وضعف الأحوال المعيشية، والبعض الآخر منهم قد توارثها من الآباء أو العائلة فيجد نفسه يمتهن التسول وكأنها حرفة، والبعض لسهولة الحصول على المال، فالكثير من المتسولين يعتبرون أن هذا المسلك والطريق في تحصيل المال ميسراً وسهلاً ولا يحتاج إلى جهد بدني أو ذهني، وغيرها من الأسباب، فأن هذه الظاهرة منتشرة في مناطقنا كما غيرها من المناطق في الآونة الأخيرة.

منذ انطلاق ثورة روج آفا والشمال السوري في عام 2014م، أعدت الهيئات الأربعة (هيئة حقوق الإنسان، وهيئة العمل والشؤون الاجتماعية، والهيئة الداخلية، وهيئة المرأة)، مشروع للحد من ظاهرة التسول، وكانت مخططاتهم الأولى هي دراسة أوضاع المتسولين، وذلك عبر إجراء إحصائيات لمعرفة الأسباب التي حالت بهم إلى القيام بهذا العمل، وقد قاموا بالبحث والدراسة في الشوارع والأحياء، وتسجيل أسماء المتسولون ومعرفة أسبابهم، والخطوة الثانية كانت افتتاح مركز للمتسولات خاص بالنساء يتم فيه تأهيل المتسولات من خلال تنظيم محاضرات حول الدعم النفسي وتثقيفهن وتدريبهن على عمل يليق بهن لتأمين مستلزمات عوائلهن إلا أن الخطوة الثانية لم يتم تفعيلها وانحصرت بتفعيل الخطوة الأولى فقط بدراسة أوضاع المتسولين.

التسول ظاهرة عالمية وأسبابها متعددة

ولمعرفة المزيد من المعلومات حول مشروع الحد من ظاهرة التسول المنتشرة في مناطق شمال وشرق سوريا؛ أجرت صحيفتنا روناهي لقاءً مع نائبة رئيسة هيئة المرأة في إقليم الجزيرة دريا رمضان والتي حدثتنا قائلةً: “تُعد ظاهرة التسول ظاهرةً عالميةً منتشرة في كل بلدان العالم وجميعهم عاجزين عن القضاء عليه، على الرغم من سعيهم في الحد منها، فأن أسباب التسول مختلفة وهنالك العديد منهم يُوظفون الأطفال وحتى الرضع بهدف جمع المال، والبعض نتيجة الفقر الشديد، والبعض الآخر أصبحت ظاهرة التسول لهم كثقافة للحصول على المال بدون جهد بدني”.

الظروف الصعبة كانت سبباً بتأجيل المشروع

وحول التأخير في استكمال هذا المشروع قالت دريا بأنه منذ انطلاق ثورة روج آفا والشمال السوري تم إجراء بعض الدراسات والإحصائيات، ولكن نتيجة الظروف الصعبة التي مرت بها مناطقنا وحالة فوضى، ونزوح المئات من النازحين من مناطق أخرى إلى مناطقنا كونها مناطق آمنة أدى إلى عدم استكمال الإحصائيات، مما أدى  إلى التقصير في سرعة عمل الهيئات الأربعة في هذا المشروع، وقد أدى إلى تأجيل استكمال المشروع.

البدء بأولى الخطوات لتفعيل المشروع من جديد

وتابعت دريا في حديثها بأنه سيتم استكمال هذا المشروع، وذلك بالبدء بأولى الخطوات، وهي إجراء إحصائيات ودراسة أوضاع كل متسول من جديد، وذلك بالتنسيق مع الهيئات الأربعة وبعض من الجهات المختصة، وأضافت قائلةً: ” من خلال الإحصائيات ودراسة أوضاع المتسولين سوف نعمل ما بوسعنا لإيجاد فرص العمل لمن لهم ظروف مادية صعبة، وهنالك الكبار في السن سوف نقوم بتأمين مأوى لهم في دار العجزة، أما بالنسبة للأطفال الأيتام سندخلهم إلى دار حماية الطفل، وسوف يتم إعطاءهم دورات تدريبية، إضافةً ذلك سيتم توزيع بروشورات توعوية، وسنفعل ما بوسعنا للحد من تقليلها لبناء مجتمع سليم”.

واختتمت دريا بالقول: “الدراسة مستمرة لغاية الانتهاء من الإحصائيات النهائية، للبدء بتخطيط آلية العمل بهذا المشروع من جديد”.

علينا أن نقول بأن الحد من انتشار هذه الظاهرة واجب مطلوب من كل شخص، فعلينا أن نكون حذرين فعند منح المال لهم يزيد من ارتباطهم بهذه الظاهرة بإيقاف ذلك سيساهم في الحد من التسول.