تزيد الإصابة بـ”كوفيد-19″ في أي وقت أثناء الحمل من خطر وفاة الأم، وترتبط بمرض خطير في كل من الأمهات والأطفال الحديثي الولادة.
وبحسب تحليل البيانات المجمعة للأدلة الدولية، فإن النتائج تعزز الحاجة إلى بذل جهود عالمية لتقليل مخاطر العدوى أثناء الحمل من خلال حملات التطعيم المستهدفة وغيرها من التدابير الوقائية.
وهناك مجموعة واسعة ومتنامية من الأبحاث حول عدوى “كوفيد-19” أثناء الحمل، لكن الاختلافات الواسعة في تصميم الدراسات وطرقها ومجموعات المقارنة، تجعل من الصعب الوصول إلى أي استنتاجات مؤكدة، إضافة إلى القليل من الدراسات التي أُجريت في البلدان المنخفضة الدخل، وفقاً للباحثين.
وشكّل الباحثون تعاوناً دولياً، للحصول على بيانات مستقبلية عالية الجودة من الدراسات ذات الصلة التي يتم إجراؤها في العديد من البلدان، وتطبيق نهج تحليلي موحد لتجنب المشكلات المرتبطة بالبحوث السابقة.
وتُقيِّم الدراسة الحالية مخاطر اعتلال الصحة والوفاة بين النساء الحوامل المصابات أو غير المصابات بعدوى “كوفيد-19” المؤكدة أو المحتملة، ويعتمد التحليل على مشاركات في 12 دراسة شملت 13136 امرأة حامل.
ويُظهر التحليل أن النساء الحوامل المصابات بفيروس SARS-CoV-2، المسؤول عن عدوى “كوفيد-19″، كنَّ أكثر عُرضة للوفاة بنحو ثمانية أضعاف مقارنةً بقريناتهن غير المصابات.
وكان احتمال حاجتهن للعناية المركزة أكبر بأربعة أضعاف (15 مرة تتطلب تهوية ميكانيكية)، وما يزيد عن خمس مرات أكثر عرضة للحاجة إلى أي نوع من الرعاية الحرجة، كما أنهن كنَّ أكثر عرضة للإصابة بالالتهاب الرئوي بأكثر من 23 مرة، وأكثر من خمسة أضعاف احتمال إصابتهم بجلطات دموية خطيرة.
ووجدت النتائج أن الأطفال المولودين لنساء مصابات بعدوى “كوفيد-19” كانوا أكثر عرضة لدخول وحدة رعاية الأطفال الحديثي الولادة بمقدار الضعف تقريباً (ما يقارب ثلاثة أضعاف احتمال الولادة المبكرة بشكلٍ معتدل قبل 34 أسبوعاً)، و19% أكثر عرضة لنقص الوزن عند الولادة من الأطفال المولودين لنساء غير مصابات.
ولكن على عكس نتائج المراجعات السابقة، لم تكن عدوى “كوفيد-19” مرتبطة بزيادة خطر ولادة جنين ميت في أو بعد 28 أسبوعاً من الحمل، ولم تكن مرتبطة بالنمو المقيد.
ويشير الباحثون إلى بعض القيود في دراستهم، بينها أنهم لم يأخذوا في الاعتبار التأثير التفاضلي لمتغيرات SARS-CoV-2 التي ظهرت منذ بدء الوباء.
ورغم هذه التحذيرات، يقول الباحثون: “تؤكد هذه النتائج على الحاجة إلى بذل جهود عالمية للوقاية من كوفيد-19 أثناء الحمل من خلال إعطاء اللقاحات والتدخّلات غير الدوائية”.