دخلت سوق العمل متحدّيةً ظروفها القاسية.. فماذا أنجزت؟!

روناهي/ الطبقة –

فاطمة الحميدي امرأة كادحة من أهالي مدينة الطبقة عملت في تجارة بيع الألبسة المستعملة لكي تُعيل أطفالها بعد وفاة زوجها، فهي امرأة ذات إرادة قوية في مجتمع لم يتقبّل وجود المرأة في سوق العمل.

في ظل مجتمع شرقي يحرم المرأة من العديد من المشاركات والأعمال الاقتصادية وينظر إليها على أنها وصمة عار إن وجدت في هذهِ الأعمال، تحارب المرأة لتثبت ذاتها وتحقق استقلالها المادي نتيجة للظروف القاسية والأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها سوريا وتحمّلها المسؤولية الأكبر ضمن الأسرة.

بدأت من الصفر..

في هذا الصدد كان لصحيفتنا “روناهي” زيارة لمحل صغير تعمل فيه امرأة من سكان مدينة الطبقة، فاطمة الحميدي الملقبة  “أم أحمد” حيث تقطن في حي المهاجع والتي تعمل في تجارة الألبسة المستعملة ضمن سوق شعبي بالطبقة متحدثة لنا عن التحديات التي واجهتها في هذا العمل بالقول: “أنا أعمل في بيع الألبسة المستعملة (البالة) على مدى سنوات بعد وفاة زوجي عملت في هذا المجال لكي أعيل أطفالي الثلاث “أحمد ومنير وخديجة” وواجهت الكثير من المصاعب والتحديات حتى استطعت أن أدخل في العمل التجاري الذي يتطلب الحرص في اختيار البضائع المناسبة للتسويق في حسب احتياجات المنطقة وتخطي مصاعب التعامل مع التجار وألاعيبهم إلى أن تمكنت و بمساعدة من بعض أصحاب الخير أن أجد مكان للبيع وتأمين مبلغ من المال لكي أبدأ في العمل”.

وعبّرت فاطمة الحميدي عن استيائها من قرار نقل سوق البالة إلى شارع الصناعة الموجود في سوق الطبقة الرئيسي والذي يتضمن فقط المحلات مما أجبرها على استئجار محل صغير بـ125 ألف ليرة سوريّة لكي تستمر في عملها التجاري وتأمين قوتها اليومي، مضيفةً بأنها تطالب جميع الجهات المعنية والمسؤولين لإعادة السوق للمكان القديم الذي كان لا يقتصر فقط على المحلات وإنما كان يسمح فيه البسطات التجارية.

اكتفاء اقتصادي

وأشارت فاطمة الحميدي أنها بعزيمتها استطاعت أن تحقق نوعاً من الاكتفاء الذاتي وأثبتت للمجتمع أجمع أن المرأة تستطيع أن تنخرط في جميع المجالات الحياتية التي تعود عليها وعلى عائلتها بالكسب المادي متحديةً بذلك جميع المصاعب والظروف القاسية وقيود المجتمع التي تُفرض على المرأة في العديد من الأعمال ولاسيما الأعمال التجارية واقتصارها فقط على بعض الأعمال المنزلية.

واختتمت الأم فاطمة الحميدي حديثها موجهةً رسالتها لجميع النساء اللواتي واجهن مثل هذه الظروف بألا يستسلمن للوضع الراهن، وأن تسعى المرأة دائماً في طريق تحقيق اكتفاءها الذاتي من خلال انغماسها بالعمل المهني والتجاري، وإثبات وجودها واستطاعتها التأقلم والإنجاز في كافة المجالات الحياتية وجدارتها في تحمّل المسؤوليات.