روناهي/ الطبقة –
أَولت دار المرأة في مدينة الطبقة منذُ تأسيسها جُل اهتمامها، للحد من الظواهر الاجتماعية السلبية، التي لازالت سائدة في مجمعاتنا، منها ظاهرة زواج القاصرات، بشكل قسري دون النظر إلى الآثار السلبية، التي تولدها تلك الظاهرة، فحققت دار المرأة، ولجان الصلح عبر التوعية تراجعاً ملموساً في أعداد حالات زواج القاصرات.
انتشرت الأفكار السلبية، التي لا تليق بثقافة مجتمعاتنا العربية، نتيجة العادات والتقاليد البالية، حيث لا زالت ظاهرة تزويج الفتيات القاصرات بشكل قسري سائدة بشكل كبير، لاسيما في الأرياف، والتي تعود إلى أسباب عدة منها المادية للتخلص من العبء الاقتصادي، أو لأسباب ثقافية، واجتماعية، اجتاحت المجتمعات الشرقية دون وعي أسري واجتماعي.
وفي مناطق شمال وشرق سوريا، ومنذ تأسيس الإدارة الذاتية، التي طبقت الفكر الديمقراطي الحر، وفق ما جاءَ، ونادى بهِ القائد والمفكر عبد الله أوجلان، الذي أسس فكر حرية الشعوب، والعدالة والمساواة، وحرية المرأة، فشكلت دور المرأة ولجان الصلح؛ للحد من تلك الظواهر السلبية، التي انتشرت، وشاعت على مر عقود مضت.
وللحديث عن دور دار المرأة في مدينة الطبقة التقت صحيفتنا “روناهي” مع إدارية في لجنة الصلح التابعة لتجمع نساء زنوبيا بالطبقة “خولة الحسين” حيث قالت: “منذ تأسيس لجنة الصلح في عام 2017، فقد سعتّ للحد من الظواهر، التي تتعرض لها المرأة من حالات عنف، وإرغاب قسري في الزواج، وتقييد حرية المرأة، وحرمانها من العمل، حيث كانت ظاهرة تزويج القاصرات دون السن القانوني للزواج الطبيعي سائدة في مدينة الرقة وفي ريفها، لاسيما في عهد مرتزقة داعش، وتعدّ هذه الظاهرة من أكثر القضايا الاجتماعية، ذات التأثير السلبي على الفتاة، وعلى المجتمع نتيجة انتشار حالات الطلاق للفتيات، ما بين 14 و20 عاماً”.
الحد من حالات التزويج القسري
وأضافت إدارية لجنة الصلح بالطبقة: “وضع دار المرأة في الطبقة خطة عمل توعوية، استمرت على مدى سنوات من خلال الجلسات الأسرية، وجولات الكشف، والندوات الثقافية، والاجتماعية، التي تُبيّن خطورة تلك الظاهرة على المرأة والمجتمع، وحالات التفكك الأسري الناتجة عن ظاهرة تزويج القاصرات، حيث كانت في السنوات الأولى ترد أربع أو خمس حالات تزويج قسري إلى دار المرأة بشكل شهري، لكن اليوم نجد انخفاضاً ملحوظاً لتلك الظاهرة، والتي باتت حالات فردية سنوية”.
ووضحت خولة الحسين، أن من أشد الأثار السلبية، التي تخلفها ظاهرة تزويج القاصرات، هي حرمان الفتاة من حقها في التعليم، وتحملها مسؤوليات، وأعباء كُبرى على عاتقها في سن مبكر، ما يزيد من احتمالية فشل الزواج والطلاق، وبالتالي القضاء على مستقبل الفتاة نتيجة نظرة المجتمع للمرأة المطلقة.
التوعية المجتمعية
واختتمت إدارية لجنة الصلح بالطبقة “خولة الحسين” منوهةً إلى أهمية سن القوانين، والتشريعات، التي تحمي، وتصون المرأة من ظلم العادات، والتقاليد المجتمعية البالية، وضرورة تعاون المؤسسات التربوية، والعيادات النفسية، للتنويه إلى المخاطر الصحية، والاجتماعية لمثل هذه الظواهر المجتمعية السائدة، والتي تعود وتنعكس على المجتمع بأكملهِ.