سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

خيمة الأم أصلان.. لوحة فسيفسائية يتمازج فيها الألم والمقاومة

الشهباء/ فريدة عمر ـ

نحب الحياة ونستحق أن نعيشها، نشتاق لطبيعة عفرين ولظل شجرة الزيتون في منزلنا، هذا ما قالته الأم أصلان القاطنة في مخيم برخدان، خلال زياراتنا لها في خيمتها البسيطة التي تكسوها الورود.
يجذب كل من يمر من هنالك، خيمة الأم أصلان المهجّرة من عفرين والتي تقطن في مخيم برخدان بمقاطعة الشهباء، ألوان مختلفة وورود بكافة الأشكال أشبه بلوحة فسيفسائية تمازجت بها قصة التهجير القسري وإصرار المقاومة لتكسو الخيمة كلها.
“وكأنهم أطفالي
رحبت بنا الأم أصلان في حديقة خيمتها التي زرعت فيها العديد من الأشجار والورود، وقالت: “كبرنا في مدينة أشبه بالجنة، كل شيء حولنا كان يوحي بالأمل، طبيعة عفرين وأنهارها وجبالها، وها هي الآن بين أيدي أولئك الأوغاد الذين لا يعرفون الرحمة والإنسانية”.
وتابعت الأم أصلان: “حينما تهجرنا صوب مقاطعة الشهباء، كانت المدينة شبه مدمرة، اخترنا البقاء هنا لنكون بجانب عفرين التي لا يفصلنا عنها سوى بعض كيلومترات”.
واستمرت: “هذه الخيم وضعناها بأنفسنا، وصنعت لنفسي هذه الحديقة المتواضعة، أهتم المزروعات وأراقبهم وكأنهم أطفالي، لكنها لا تشبه منزلي في عفرين، لاشي يعوضني عنه”.
“نقاوم لنعود”
وأكثر شيء يولع القلب حينما كانت أم أصلان تتحدث عن تفاصيل منزلها والدموع تنهار على وجهها قائلةً: “مهما فعلنا، لن تصبح كمنزلنا، نقاوم كل مصاعب الحياة في هذه الخيم لنعود إلى أرضنا وديارنا”.
وأضافت: “بالرغم من أننا هُجرنا قسراً من ديارنا، إلا أننا نتعرّض وبشكلٍ يومي إلى هجمات الاحتلال التركي الذي يريد إمحاء وجودنا، نحن شعب نحب الحياة ونستحقها، نعشق أرضنا ونقاوم بكل إصرار لنعود ونعيش بكرامة وحرية على أرضنا المقدسة، أرض الزيتون”.
في كل خيمة قصة، تروي للعالم أجمع قصة مقاومة أهالي عفرين وعشقهم لأرضهم، فحين التجول بين أرجاء المخيم، نشاهد تعابير المعاناة والألم على الوجوه ومشاعر الإصرار والمقاومة في عيون كل عفريني.