خمس سنوات على تحرير الباغوز وقوات سوريا الديمقراطية تحتفي بالنصر

مركز الأخبار –

---

في 23 آذار قبل خمس سنوات، انتهت حملة الباغوز شرق مدينة دير الزور، ومعها تم القضاء عليه عسكرياً وجغرافياً في إقليم شمال وشرق سوريا، بعد أن شكلت مقاومة كوباني البداية لسلسلة حملات متلاحقة خاضتها وحدات حماية الشعب والمرأة، ولاحقاً قوات سوريا الديمقراطية ضدهم، بدءاً من عام ألفين وأربعة عشر، قدمت خلالها أكثر من اثني عشر ألف شهيد، وأكثر من عشرين ألف جريح.

ومع تحرير الباغوز تم القضاء على المرتزقة جغرافياً وعسكرياً في شمال وشرق سوريا، وتم إلقاء القبض على آلاف المرتزقة.

ورغم القضاء عليه جغرافياً وعسكرياً على الأرض، إلا أن خطره مازال قائماً، حيث يشن المرتزقة هجمات بين الحين والآخر على إقليم شمال وشرق سوريا، في مسعى لتهريب المرتزقة من السجون والبالغ عددهم نحو 12 ألفاً، وكذلك أفراد عوائله في مخيم الهول الذي يضم أكثر من خمسين ألف شخص بينهم الآلاف من نساء وأطفال وعائلات المرتزقة.

وكان الهجوم على سجن الصناعة في العشرين من كانون الثاني ألفين واثنين وعشرين، الأوسع نطاقاً منذ هزيمته، حيث كان المرتزقة يسعون للسيطرة على الحسكة، والوصول إلى مخيم الهول ثم مدينة الرقة التي كانت ذات يوم ما سُميت عاصمة الخلافة، ولكن التدخّل السريع لقوات سوريا الديمقراطية أفشل هذه المحاولة. كما واصل المرتزقة عمليات الاغتيال والتهديد وتدريب الأطفال على الفكر المتشدد في مخيم الهول، إلى جانب القيام بعمليات اغتيال في الرقة ودير الزور والحسكة، ما دفع قوى الأمن الداخلي وقوات سوريا الديمقراطية، لتنفيذ العديد من العمليات ضدها، منها ثلاثة عمليات واسعة النطاق هي (صاعقة الجزيرة، الانتقام لشهداء الرقة، تعزيز الأمن في دير الزور) إلى جانب حملة الإنسانية والأمن في مخيم الهول على شكل ثلاث مراحل.

وتشكل مراكز احتجاز مرتزقة داعش وأفراد عائلاتهم أرضاً خصبة لداعش لإعادة لملمة أوراقه، في ظل الغموض الذي يلف مصيرهم الملغوم بقبول دولهم لإعادتهم، وهذا ما لا ترغب به أغلب الدول، وموقف السويد الأخير ورفضها لإعادة رعاياها أكبر دليل على ذلك.

ولم تقتصر هجمات مرتزقة داعش في إقليم شمال وشرق سوريا، بل يشن المرتزقة باستمرار هجمات على قوات حكومة دمشق، نظراً لتواري المرتزقة في بادية مترامية الأطراف هناك، وكثف المرتزقة من هجماتهم في مختلف أنحاء العالم، من إفريقيا إلى روسيا التي تعرضت مساء الجمعة في الثاني والعشرين من الشهر الجاري، لهجوم أودى بحياة أكثر من ستين شخصاً وإصابة أكثر من مئة وخمسة عشر آخرين.

ورغم مساعي القضاء على مرتزقة داعش، إلا أن دولة الاحتلال التركي بزعامة الفاشي أردوغان، هي من تقدّم الدعم للإبقاء على داعش، لتحقيق أجنداتها من خلالهم، ففي الوقت الذي تحارب فيه “قسد” المرتزقة، يشن الاحتلال التركي الهجمات على هذه القوات، ويوفر الظروف المناسبة لإعادة إحياءه من خلال تدمير البنية التحتية في إقليم شمال وشرق سوريا، واستهداف القادة والقوات التي تحارب القوات.

ولذلك فإن كلمة السر في القضاء على مرتزقة داعش وإنهاء خطره على الإنسانية تكمن في وضع حد للاحتلال التركي، الذي حوّل المناطق التي يحتلها في سوريا إلى أكبر بؤرة للإرهابيين حول العالم، ومقتل أبو بكر البغدادي عام ألفين وتسعة عشر، وأبو إبراهيم القرشي في ألفين واثنين وعشرين في إدلب المحتلة، أكبر دليل على ذلك.

وفي موضوع متصل، شهد حقل العمر في مقاطعة دير الزور، مراسم احتفاء بالذكرى السنوية الخامسة لتحرير بلدة الباغوز، آخر المعاقل التي كان يسيطر عليها مرتزقة داعش في إقليم شمال وشرق سوريا.

بمناسبة ذكرى تحرير بلدة الباغوز والقضاء على مرتزقة داعش وطردهم من إقليم شمال وشرق سوريا، أقامت قوات سوريا الديمقراطية احتفالية في حقل العمر.

وشارك في الاحتفالية قياديون وقياديات من قوات سوريا الديمقراطية، ومجلس دير الزور العسكري، وشيوخ ووجهاء العشائر في دير الزور، وأعضاء مؤسسات الإدارة الذاتية الديمقراطية لمقاطعة دير الزور، ووفد من قوات التحالف الدولي.

وعُلّقت في ساحة الاحتفالية صور شهداء “قسد”، وأعلام قوات سوريا الديمقراطية، وأعلام لمجلس دير الزور العسكري، ويافطات كُتب عليها “من أجل أخوّة الشعوب وهوية الأمة الديمقراطية، نكون على عهدنا من أجل الحرية والسلام والوطن”، “في هذا اليوم أثبتنا للعالم قوة إرادتنا وتحدينا كل الصِعاب”.

وأُلقي في الاحتفالية عدد من الكلمات التي أكدت، على الاستمرار بالمقاومة والنضال لتحرير المناطق المحتلة وإعادة أصحابها إليها، والقضاء الكلي على داعش والإرهاب، لتعيش المنطقة والعالم بأمان واستقرار، وتخلل الحفل فقرات غنائية وثقافية.