سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

خليتان إرهابيتان مرتبطتان بتركيا في قبضة قوات الأسايش

تقرير / إيفا ابراهيم –

روناهي/ قامشلو – لا تزال الخلايا النائمة تختبئ في مناطق شمال وشرق سوريا، ولكن العيون الساهرة على أمن وأمان وطننا تقضي على مخططاتهم، وتلقي القبض عليهم وتحوّلهم إلى المحاكمة لينالوا جزاءهم الذي يستحقونه.
بعد ثورة 19 تموز في شمال وشرق سوريا والإعلان عن تشكيل الإدارات الذاتيّة والمدنيّة، حاول العديد من الأطراف ضرب مشروع الأمة الديمقراطية، وذلك بتنفيذ مخططاتهم العدائية لزعزعة الأمن والاستقرار في مناطق الإدارة الذاتية.
وهذه الخلايا تنتشر على شكل جماعات متفرقة وتتوصل بأساليب وطرق متعددة، وتتحين الفرصة المواتية لتقوم بنشاطاتها التخريبية الهادفة إلى زعزعة الأمن والاستقرار والسلم الأهلي عن طريق الاغتيالات والتفجيرات وبث الفتن والنعرات الطائفية والاجتماعية والقومية، كل ذلك لخدمة أجندات محلية شوفينية أو خارجية غايتها القصوى اليوم ضرب الوحدة الوطنية المتمثلة بمشروع الامة الديمقراطية وأخوّة الشعوب وبخاصة بعد دحر قوتها العسكرية المتمثلة بداعش.
المستفيد الأكبر من هذه الخلايا الاستخبارات التركية:
شهدت مناطق شمال وشرق سوريا خلال أعوام الثورة العديد من المراحل التي حاولت من خلالها الخلايا النائمة تطوير نفسها لخلق الفتن بين الإدارة الذاتية وشعوب المنطقة، وعلى مدار هذه السنوات الفائتة ظهرت العديد من الجرائم والانتهاكات التي لم يُعرف فاعلها.
 ولعل أكثر المستفيدين من أعمال هذه الخلايا هي الاستخبارات التركية، كونها تملك مصالح في إطالة الصراع السوري.
ومع ذلك فالإدارة الذاتية في مناطق شمال وشرق سوريا، عملت ومنذ نشأتها على استتباب الأمن والأمان من خلال قواتها الأمنية المتواجدة في كل مكان، وقامت هذه القوات بعمليات نوعية ومباغتة في جميع المناطق التي تحركت فيها تلك الخلايا النائمة، وهناك أعداد تقدر بالعشرات باتوا في قبضة القوى الأمنية ليتم تقديمهم للعدالة والقصاص منهم.
وفي إطار الجهود الأمنية لمكافحة الإرهاب وتأمين السلامة العامة لكافة المواطنين والمقيمين أسفرت أعمال البحث والتحري التي قام بها جهاز الأمن العام في قوات الآسايش بإقليم الجزيرة، الكشف عن خلية إرهابية مؤلفة من سبعة أشخاص تورطوا في تنفيذ أعمال ارهابية في مناطق الإدارة الذاتية، حيث انقسموا إلى مجموعتين.
وفي سياق هذا التقرير سنتحدث عن اعترافات الخليتين والكشف عن تفاصيلها، ونترك للقارئ قراءة تفاصيل وسرد حكاية اعترافاتهم وتقييمها.
اعترافات الخلية الإرهابية الأولى
الخلية الإرهابية الأولى تم تجنيدها من قبل المرتزق فهد عويد المحمد الملقب (أبو عائشة) من أهالي قرية البكارية التابعة لمنطقة تل حميس، وعمره ثلاثون عاماً، ومن عشيرة الشرابين، في بداية الأحداث انضم إلى الجيش الحر (أحرار الشام)، وعند قدوم مرتزقة داعش قام بمبايعة مرتزقة برفقة أخيه المدعو هايس عويد المحمد، حيث تم قتل المدعو هايس من قبل وحدات حماية الشعب، وبعد انتشار مقتل أخيه وتحرير المنطقة قام المدعو فهد بالهروب إلى تركيا مع زوجته وعائلته، وبدأ يعمل مع الاستخبارات التركية، وهو مسؤول عن تجنيد الأشخاص في المنطقة لصالح الاستخبارات التركية حيث يقوم بتحويل مبالغ مادية كبيرة لهم من أجل العمل، وهو متواجد الآن في تركيا.
المجموعة الإرهابية الأولى كانت تابعة للمرتزق فهد الملقب بـ (أبو عائشة) والمكونة من ثلاثة أشخاص، وهم المرتزق علي سعد الصحن الملقب “مالك” من قرية طويبة من مواليد 1990، والمرتزق نصر عبد الله الدعبو من تل كوجر- أبو المناصب مواليد 1980، والآخر سيف أحمد العلي من قرية الحنونة مواليد 1990.
المرتزق المدعو “نصر” كان يعمل عاملاً في بيع البنزين، في أحد الأيام تلقى اتصالاً هاتفياً من رقم تركي مجهول، وعندما قام بالرد عَرف بأن المتصل هو المرتزق المدعو “فهد” الذي كان من أحد أصدقائه في أيام الدراسة، وفي سياق حديثهم طلب فهد من نصر بأن يعملان سوياً في عمليات الاغتيالات وحرق السيارات، وبعد هذا الاتصال استشار نصر أحد أقاربه الذي يُدعى “سيف” عن هذا الموضوع، فاتفقا بأن يعملان سوياً لصالح المرتزق فهد القاطن في تركيا.
وقام المدعوان بتسليم السلاح لنصر في المكان الذي تم تحديد له، إضافة إلى تسليمه مبلغ مالي والذي يقدر بـ 150 ألف ليرة سورية، وطالب فهد منهم بأن يبحثوا عن القيادين والمسؤولين، إضافة إلى هنالك سيارة في منطقة جزعة يود معرفة تفاصيل تحركاتها.
وفي عام 2018 في شهر آذار المدعو فهد أخبرهم بأن يستلموا ثلاثة عبوات من المواد المتفجرة، وطالب المرتزق فهد من نصر وسيف بالالتقاء بشخص من قرية الطويبة المدعو علي سعد الصحن الملقب “مالك”.
المرتزق مالك ذكر بأنه كان يعمل في تركيا والتقى بالمرتزق فهد الذي يعمل لصالح الاستخبارات التركية، وأخبره ليعملاً سوياً وأن يعود إلى سوريا ليعمل هناك لصالحهم.
وبعد عودته إلى سوريا طلب المرتزق فهد من مالك أن يلتقي بالمرتزقين نصر وسيف ليعملاً سوياً، والمرتزق مالك لم يخضع لأوامر “فهد” لذا تم سحب سلاحه، وبعد فترة تم تسليمه عبوة ناسفة ليقوم بزرعها في مكان سيتم تحديده من قبلهم حسب تعليمات لاحقة، إضافة إلى شرح كيفية تنفيذ هذه العملية.
وبعد مرور أسبوعين تم تسليمه عبوة ناسفة، ليتم تنفيذ عملية إرهابية أخرى، ولكن لم تتم العملية بنجاح كون بطارية جهاز التحكم عن البعد لتنفيذ كانت فارغة، وفي اليوم التالي التقى مالك بكلاً من سيف ونصر في قرية الطيوبية ليتم تسليمه البطارية، وهنا ألقت قوات الآسايش بالقبض عليهم.
اعترافات الخلية الإرهابية الثانية
أما الخلية الإرهابية الثانية تم تجنيدهم من قبل المرتزق فادي فهد عويد، وكانت مكونة من أربعة أشخاص، وهم حسان عبد الكريم التلاوي من مواليد 1987 قامشلو، والمرتزق حسين علي التلاوي مواليد 1995 من قرية أبو المناصب، وقصي طه الشمام 1995 من قرية أبو السعيدة، والمرتزق الآخر كاظم علي الحسين من قرية اليوسفية التابعة لكركي لكي.
العمليات التي تم تنفيذها
من العمليات التي قام المرتزقة بتنفيذها في مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية، تفجيرعبوة ناسفة على الطريق الواصل ما بين قريتي الجنيدية اليوسفية التابعتان لمدينة كركي لكي، تفجير عبوة ناسفة على جسر قرية باب الحديد التابعة لمدينة جل آغا، توزيع عبوات ناسفة على مجموعات إرهابية أخرى، ومن ضمن المهام الموكلة إليهم المراقبة والاغتيال.
تفاصيل عملياتهم الإرهابية
في أحد الأيام طلب المرتزق فادي الذي يعمل لصالح الاستخبارات التركية من حسان بالعمل سوياً في استهداف السيارات التابعة لقوات سوريا الديمقراطية في مناطق الإدارة الذاتية، وحسب ما ذكره حسان بأن فادي كان من أحد أصدقائه في العمل، وبعد موافقته على العمل تم حصوله على مبلغ مالي /50 ألف ليرة سورية/، إضافة إلى تسليمه عدة عبوات ناسفة متفجرة من المرتزق أبو عمر الملقب (أبو تاشفين).
بعد يومين قام المدعوان حسان وحسين بزرع أول عبوة ناسفة على طريق قرية الجنيدية – اليوسفية ما أدى إلى تفجير سيارة تابعة لقوات سوريا الديمقراطية.
وبعد عدة أيام طالب أبو تاشفين منهم اللقاء بشخص يدعى “قصي” وتسليمه أحدى العبوات لتنفيذ عملية إرهابية، وقاموا بزرع عبوة ناسفة على طريق باب الحديد التابعة لمدينة جل آغا وتم تفجيرها عن بعد 400 متر، بالإضافة إلى أنهم استهدفوا إحدى سيارات قوات سوريا الديمقراطية على طريق اليوسفية والجنيدية، وحسب اعترافاتهم بأنهم قبضوا مبلغ مالي يقدر ب250 ألف ليرة سورية.
بعد عدة خلافات بينهم وبين أبو تاشفين ما أدى إلى تركهم للعمل معه، وبعد عدة أشهر تلقوا اتصالاً هاتفياً من فهد، وأخبرهم بأن أبو تاشفين قد توفي ويجب عليهم العودة للعمل، وأن شخصاً آخر سيكون المسؤول عنهم، ويدعى “أبو مصعب” وهو قاطن في مدينة دير الزور.
وتم تسليمهم العديد من العبوات الناسفة من قبل أبو مصعب، وقاموا بزرع أول عبوة منها على الطريق الدولي الواصل لتل كوجر، لكن العبوة لم تنفجر، وعادوا لزرع عبوات أخرى في أماكن مختلفة لكن من دون جدوى كون العبوات كانت معطلة، وقد تم تسليمهم أجهزة متفجرة من صنع ألماني وأيضاً لم تنفجر. وحسب الاعترافات بأن المرتزق كاظم انضم إلى مجموعتهم الإرهابية أيضاً.
وهنا ألقت قوات الآسايش القبض عليهم وتم تحويلهم إلى محكمة العدالة لينالوا جزائهم حسب القوانين. وحسب محكمة الدفاع عن الشعب بأن هؤلاء المرتزقة تم الحكم عليهم بالسجن بمدة عشرين سنة وقابلة للتمديد للمؤبد.