سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

خلايا داعش النائمة تَكشِفُ المزيد عن تبنّي الاحتلال التركي لها

وكالة هاوار-

منذ بروز اسم “داعش” على الساحة في المشهد العراقي والسوري ومن ثم انتشارها كالوباء في المنطقة والعالم، كانت علاقتها مع تركيا تتضح يوماً بعد يوم، بل ظهرت حقيقة تبنّي تركيا لمرتزقة داعش وغيرها، ودعمها اللا محدود لها ومن ثم محاولاتها الحثيثة لإعادتها إلى المنطقة وإنعاشها وبخاصة بعد إعلان قوات سوريا الديمقراطية عن القضاء على آخر جيوبها في دير الزور.
بعد العدوان التركي على مناطق شمال سوريا، كان المؤكد ان الكثير من الخلايا النائمة ستتحرك وستقوم بأعمال إرهابية، لان الحملة الهمجية لتركيا على المنطقة فتحت لها المجال لتتحرك، ولتنفذ العديد من الأعمال الإجرامية في المنطقة.
 بعد تنفيذ هذه الخلايا للعشرات من الأعمال الإرهابية بحق المدنيين،  ألقى جهاز الأمن العام التابع لقوى الأمن الداخلي في الرقة القبض على إحدى أخطر خلايا داعش النائمة والمكونة من 14 شخصاً بينهم ثلاثة نساء ويؤكدون خلال الاعترافات أنهم يتلقون التعليمات والدعم من أمراء أمنيين لداعش من الداخل التركي.
الخلايا محليّة والإدارة تركيّة
تتألف الخلية الإرهابية من/14/ مرتزقاً بينهم ثلاثة نساء زوجات أمراء أمنيين لداعش منهم من يدير أعمال الخلية وغيرها من الخلايا من قلب تركيا حسب اعترافات أفراد الخلية، تعددت واختلفت مهام أعضاء الخلية بحسب المكان والزمان من مؤسسين للخلية، ومهربين للمرتزقة من مناطق سيطرة مرتزقة تركيا إلى مناطق قوات سوريا الديمقراطية ومنهم من يؤمّن الأسلحة والمواد الأولية لصناعة العبوات الناسفة، والمفخخات ومنهم من يسهّل حركة تنقل أفراد الخلية ضمن المناطق وتأمين المسكن وورش التفخيخ لهم.
أعضاء بارزين في داعش بين المعتقلين
وأفاد مصدر مسؤول في جهاز الأمن العام التابع لقوى الأمن الداخلي في الرقة أن معظم المرتزقة الذين يديرون الخلية هم من أوائل الذين انضموا لصفوف داعش مع بداية ظهوره، وعملوا في مختلف المجالات ضمن صفوف المرتزقة، إلى جانب مشاركتهم في معظم المعارك التي خاضها مرتزقة داعش انطلاقاً من ريف حلب وصولاً إلى معقلهم الأخير في شمال وشرق سوريا ببلدة الباغوز بدير الزور وأشار المصدر ذاته إلى أن جهاز الأمن العام قام خلال الثلاثة أشهر الماضية بتتبع أفراد الخلية وإلقاء القبض عليهم تباعاً.
تأكيد معلومات وأسماء لأعضاء الخلية
أعضاء الخلية الـ 14 هم كل من: معاوية عبد القادر الأقرع من مواليد حلب الأتارب 1997، باسل أسعد التمو من مواليد الميادين دير الزور 1988، إبراهيم حسن الحجي من مواليد الرقة دبسي فرج 1990، محمد خلف الطاهر من مواليد دير الزور 1961، أحمد المرعي العبد لله من مواليد الرقة 1995، أحمد جراد الإبراهيم من مواليد الرقة 1992، عبد الرحمن علي الخطيب من مواليد حماة الجرم 1995، حيدر أحمد الصالح من مواليد سفيرة 2001، أحمد سعيد الخلف من مواليد الرقة 1989، محمد خالد كبيب من مواليد دير الزور 1988، حمزة عبد الرزاق عطية من مواليد حمص 1993
 والنساء المشاركات في الخلية هن “عائشة حسن الحسين مواليد الميادين دير الزور 2002، أنوار جاسم السيد 1997 زوجة المرتزق أحمد العبد لله الملقب بـ “أبو حنيفة الشامي”، آية ياسر الصالح مواليد تادف حلب 2003 زوجة المرتزق حمزة عطية وهو الزوج الثاني لها منذ انضمامها لمرتزقة داعش.
بداية العمليات الإرهابية الكبرى واستهداف المدنيين.
التاسع من شهر نيسان من العام الجاري كان موعد الخلية لتنفيذ إحدى أبرز العمليات الإرهابية لها بعد تلقيها تعليمات من أمير الخلية الملقب بـ” الدكتور” وهو الشخصية الغامضة والأكثر أمنية والذي يدير الخلية من تركيا دون أن يعرف أفراد الخلية أي معلومات عنه أو صورة له وهو الذي أوعز للخلية لشراء عربات لبيع خضار وتجهيزها بالعبوات الناسفة، لتنفذ على إثرها الخلية خطتها التي تقتضي تفجيرها في شارع النور المكتظ بالمارة وبالقرب من إحدى النقاط التابعة لقوات سوريا الديمقراطية، وبحسب المخطط الذي رسمته الخلية قامت بتفجير عبوة ناسفة في شارع النور والتي تسببت وبشكل طبيعي بتجمع العشرات من الأهالي وفرق الإسعاف وقوى الأمن الداخلي لإسعاف الجرحى لتعمد الخلية بعد ذلك إلى تفجير عربة الخضار التي كانت مركونة بالقرب من موقع التفجير الأول وأسفر تفجيرها عن سقوط عشرة شهداء والعشرات من الجرحى في صفوف المدنيين.
“الدكتور” الأمير المجهول للخلية والعقل المُدبر لها
الدكتور الاسم الأكثر غموضاً في اعترافات الخلية الإرهابية والذي بقي مجهولاً لحين اللحظة بالنسبة لأفرادها، كل الاعترافات أشارت إلى أن فترة ما بعد استلام “الدكتور” لإدارة الخلية كانت الفترة الأكثر دموية، لا سيما أنه كان يشرف بشكل شخصي على تحديد المواقع ومواعيد العمليات إلى جانب تزويد أفراد الخلية بالمعدات اللوجستية اللازمة، وجاء تعيين “الدكتور” مسؤولاً عن الخلية على خلفية نقل المسؤول الأمني السابق المدعو “براء” إلى مناطق إعزاز وجرابلس التي تخضع لسيطرة جيش الاحتلال التركي ومرتزقته، الخلية أيضاً أجمعت بأن الملقب بـ “الدكتور” يقيم الآن داخل الأراضي التركية ويدير أعمال الخلية وغيرها من الخلايا من هناك.
العملية الأكبر للخلية “تفجير دوار النعيم” عشية عيد الفطر الماضي
في الأول من شهر حزيران من العام الجاري وفي عشية عيد الفطر نفذت الخلية الإرهابية العملية الأكبر لها ضمن سجلها الإجرامي، بعد تعليمات صدرت عن “الدكتور” قامت الخلية بتجهيز سيارة مفخخة قادها المرتزق المدعو “أبو بصير” وهو عراقي الجنسية والذي فجر نفسه داخل السيارة المفخخة عند دوار النعيم تمام الساعة الثامنة من اليوم المذكور، لتخلف هذه العملية الإجرامية تسعة شهداء ثلاثة منهم من مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية إضافةً لأكثر من 32 جريحاً من الأطفال والنساء.
العشرات من العمليات الإرهابية لزعزعة أمن واستقرار المنطقة
الخلية أيضاً عملت على تنفيذ عدة عمليات داخل المدينة من تفجير عبوات ناسفة داخل الأحياء والمرافق الحيوية واستهداف القوى الأمنية والعسكرية بتلك العبوات ومن تلك العمليات التي نفذتها الخلية هي “استهداف دورية لقوات سوريا الديمقراطية عند مطعم الروضة، استهداف دورية لقوى الأمن الداخلي عند دوار الصوامع، تفجير عبوة ناسفة عند مدخل حديقة الرشيد، استهداف أحد أفران المدينة بقنبلة صوتية، تفجير عبوة عند زاوية مشفى التوليد، استهداف مجمع النصر للإلكترونيات في شارع المنصور، استهداف رئيس مجلس حي شارع القطار بعبوة ناسفة”.
لم تقتصر أعمال الخلية على العمليات الإرهابية فقط بل قامت بعمليات عدة بغية تمويل الخلية منها القيام بأعمال تهريب وخطف وسرقة.
وبعد متابعة وتحقيق ورصد لتحركات الخلية من قبل جهاز الأمن العام التابع لقوى الأمن الداخلي تمكن من إلقاء القبض على بعض أفراد الخلية والذين بدورهم اعترفوا بمكان اختباء البقية.
والجدير بالذكر أن خلايا داعش النائمة نشطت في الآونة الأخيرة في أعقاب العدوان التركي على شمال وشرق سوريا مستغلين انشغال مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية بصد العدوان وتمكنوا من تنفيذ عدة أعمال إرهابية في الطبقة والرقة ودير الزور والحسكة وقامشلو راح ضحيتها العشرات من الشهداء والجرحى في صفوف المدنيين ناهيك عن تسهيل الاحتلال التركي ومرتزقته عملية هروب العشرات من مرتزقة داعش من السجون وانتشارهم في مختلف مناطق شمال وشرق سوريا فضلاً عن قتال قسم كبير من مرتزقة داعش وجبهة النصرة إلى جانب جيش الاحتلال التركي في شمال وشرق سوريا.