خلافات إدارات الأندية وتأثيرها على الرياضة بمقاطعة الجزيرة

قامشلو/ جوان محمد ـ

من الطبيعي حدوث إشكالات واختلافات في وجهات النظر بين إدارات الأندية في كل بلدان العالم، ولكن في مقاطعة الجزيرة هذه الخلافات مازالت قائمة ولم تنتهِ، وحتى في بعض الأحيان تصل لمرحلة التجريح وتبادل الاتهامات من أجل مباراة، أو قانون أو عقوبة، وقرار أُصدر من قبل المجلس الرياضي في المقاطعة.

وضعنا مختلف

إن وضع الرياضة بشكلٍ عام لدينا يختلف عن بقية بلدان وأقاليم العالم، فنحن مازلنا نعيش وسط ظروف قاسية سواء إن كانت اقتصادية أو غيرها من تلك الظروف، كما هناك هاجس كبير يعكر صفو المواطنين بشكلٍ عام، وهو تصاعد وتيرة هجمات المحتل التركي على المنطقة كل فترة، والتي أدت قبل فترة إلى تدمير معظم البنية التحتية في المقاطعة وسط صمت دولي مخزي.

أمر طبيعي كما ذكرنا في البداية بحدوث خلافات وإشكالات بين إدارات الأندية، ولكن الكثير منها تتفاقم بسبب دخول بعض الدخلاء على رياضة المقاطعة، ويتخفون وراء شعارات أنهم يريدون الخير لهذه الرياضة، ويتطلب توخي الحذر من هؤلاء، ولكن المصيبة تكمن في بعض الأحيان أنه هناك من يدير بعض الأندية بقولهم فلان أعرفه هو شخص فاسد ولا يريد الخير لرياضتنا، ولكن بعد أيام ترى ذلك الشخص الفاسد قد أصبح عضواً في إدارة النادي لديه! وهذا الأمر منح هؤلاء الفاسدين التغلغل أكثر في رياضة المقاطعة بشكلٍ عام، كونهم يحصلون على الملاذ الآمن من قبل بعض الإدارات، والتي بات مطلوباً منها إبعاد هؤلاء عن بنيتهم الإدارية في النادي، لأنهم يؤذون النادي ويؤثرون على سمعته قبل أذية الآخرين.

التكاتف وترك الخلافات

وهنا يتطلب من الجميع التكاتف والعمل على رص الصفوف، والعمل على تحجيم دور الفاسدين في رياضة المقاطعة بشكلٍ عام، ومطلوب ذلك من الرياضيين الحقيقيين والغيورين على رياضة المقاطعة والإقليم بشكلٍ عام، وذلك من خلال فضح هؤلاء الفاسدين وتحجيم دورهم في أي قضية يحاولون التدخّل فيها، ويتطلب إبعادهم عن أماكن القرار في عموم رياضة مقاطعة الجزيرة، والعمل على تقارب وجهات النظر ونبذ الخلافات القائمة وزرع الصلح والاتفاق بين المختلفين.

ويبقى الخير فمن هم يغارون على مصلحة الرياضة في المنطقة، وهؤلاء هم الأمل في العمل على تطويرها أكثر، لأنه كما يقال ‘‘إن خليت خربت’’، وهؤلاء يعرفون أنفسهم وتدخلوا لأكثر من مرة لحل المشاكل التي كانت تحصل، سواء إن كان بين إدارات بعض الأندية، أو تلك التي كانت تحصل في رياضة مقاطعة الجزيرة بشكلٍ عام.

لذلك على الجميع الإدراك بأننا أمام مرحلة تاريخية ومتغيرات لم تأتِ إلا بدماء الآلاف من الشهداء، والوفاء لهم يكمن بالقفز فوق كل الخلافات والعمل على تحجيمها، وتبقى عملية التنافس الرياضي الشريف فقط في ميدان الملعب وفي البطولات وفي العمل الإداري المنتظم، بعيداً عن النظر للنادي الذي يقابلك كأنه عدو، وعلى العكس، ففي الرياضة لا يوجد خصم، بل هو منافس، ومن هذا المنطلق يُتطلب من الجميع التنافس بطرق شرعية والابتعاد عن الطرق الملتوية ومحاربة بعضكم البعض.

وفي خِضم كل ما ذُكر كل شخص في الرياضة سواء إن كان من الفاسدين فهو يعرف نفسه، والغيور والمحب لهذه الرياضة أيضاً يعرف نفسه، ومن خلال الأيادي البيضاء نستبشر خيراً في مستقبل رياضة المقاطعة والإقليم، وأمثالهم سوف يستطيعون التغلب على كل دخيل على هذه الرياضة، ويحاول النيل منها وهي التي كما ذكرنا نتاج دماء الآلاف من الشهداء.