سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

خطوات لنجاح بطولة كرة الطاولة في شمال وشرق سوريا

قامشلو/ جوان محمد ـ

تتهيّأ هيئة الشباب والرياضة في شمال وشرق سوريا؛ لإقامة بطولات لمختلف الألعاب الفردية، والجماعية ولكلا الجنسين، وأول هذه البطولات هي لعبة كرة الطاولة، والتي من المقرر أن تقام في الطبقة يومي الخميس والجمعة 17/18/2/2022.
ومن المفترض أن يشارك في البطولة منتخبات من: إقليم الفرات ـ إقليم الجزيرة ـ إقليم عفرين ـ الرقة ـ الطبقة ـ منبج ـ دير الزور.
ومنتخب إقليم الفرات هو من مقاطعتي كوباني، وكري سبي، وإقليم الجزيرة من مقاطعتي قامشلو والحسكة، وإقليم عفرين يمثله الرياضيون المهجرون قسراً من عفرين إلى مناطق مقاطعة الشهباء، بينما يمثل منتخب دير الزور الرياضيون في الريف المحرر من المدينة.
بالإضافة إلى منتخبات: الرقة، ومنبج، والطبقة، وهي المدينة، التي تستضيف البطولة على مدار يومين، كما ذكرنا في بداية التقرير، ضمن المدينة الرياضية، وهي تحت شعار “سنحمي وطننا، وثورتنا”.
ومن الجدير بالذكر: أن البطولات التي أقيمت في عامي 2020 ـ 2021، لمختلف الألعاب، لم تكن ذات تنظيم ناجح، وذكرنا في تقارير سابقة الخطوات، التي يتطلب اتخاذها لنجاح هذه البطولات، ولأننا نشهد افتتاح البطولات بلعبة كرة الطاولة، نذكركم بآخر بطولة لهذه اللعبة، وكانت تحت شعار “حتماً سننتصر” وأقيمت أيضاً في مدينة الطبقة، وكانت بمشاركة منتخبات الرقة، ومنبج، والطبقة، وأقاليم الجزيرة والفرات، وعفرين، ووفد كضيف من دير الزور في شهر كانون الأول عام 2020.
وشارك في بطولة السيدات أربعة منتخبات، وهي “عفرين – الطبقة – الجزيرة – الفرات”، وتألقت لاعبات إقليم الجزيرة، وعفرين فيها، وحصلْنَ على المراكز الأولى، بعد منافسات دامت ليوم واحد: آلاء وحيد بالمركز الأول، واللاعبة نور محمد من إقليم الجزيرة بالمركز الثاني، والمركز الثالث كان لمنتخب عفرين عبر اللاعبة أفين بلال.
واختيرت أفضل لاعبة في البطولة، اللاعبة آلاء وحيد من منتخب إقليم الجزيرة، من أصل عشر لاعبات مشاركات من أربعة منتخبات.
البطولة كانت الأولى من نوعها للسيدات على مستوى شمال وشرق سوريا، ولاقت صدى واسعاً وقتها، حيث كانت تعاني المنطقة من ظروف صعبة؛ بسبب هجمات دولة الاحتلال التركي، ومرتزقة ما يُسمى بالجيش الوطني السوري على عين عيسى، ومناطق أخرى، فاستطاعت اللاعبات تخطي مشقات الطرق، وخطورتها، وقدمْنَ لتمثيل مناطقهنّ، وإرسال رسالة للمحتل: أن المقاومة حياة.
أما بطولة الرجال فقد حقق منتخب الرقة للرجال لقب بطولة شمال وشرق سوريا بكرة الطاولة، وكانت بمشاركة ثمانية عشر لاعباً من ستة منتخبات، ودامت البطولة على مدار يومين، وسط منافسات كبيرة، ووصل للجولة النهائية منتخبا الرقة، والطبقة، واستطاع منتخب الرقة حصد اللقب بعد الفوز على الطبقة، بنتيجة 3×2، في بطولة احتضنتها القاعة الرئيسية لمركز الثقافة والفن في الطبقة.
وفي ختام البطولة قُدِّمت دروع تكريمية للمنتخبات، التي حققت المراكز الثلاثة الأولى، وحصلت آلاء وحيد من الجزيرة، كما ذكرنا على لقب أفضل لاعبة في البطولة، وباسل الموح من الطبقة على جائزة أفضل لاعب، كما قدمت اللجنة المنظمة للبطولة بطاقات شكر للمشاركين والمشاركات كافة.
أما بخصوص البطولة الحالية، فقد بدأت بعض التحضيرات من الاتحادات المتواجدة، التي تعمل تحت مظلة الهيئة بتنظيم بطولات للعبة كرة الطاولة، لتشكيل منتخبات تمثلها في البطولة، التي ستقام في الطبقة على مستوى شمال وشرق سوريا، وباشرت بعدها بالتدريب، وبالاستعداد وأثناء البطولة سوف يتوضح مدى النجاح التنظيمي والتحضير، الذي حصل من قبل المنتخبات المشاركة.

لِنتلافَ الأخطاءَ السابقة
الكثير من العوامل تتطلبها البطولات القادمة بشكلٍ عام، ومنها بطولة كرة الطاولة، حتى تصل لنسب عالية من النجاح، وبكل تأكيد المهمة ليست بسهلة، وخاصةً ندرك تماماً في البطولات، التي أُقيمت في السابق كان هناك سوء تنظيمي، وعمّت الفوضى، وبدا الاهمال ببعض البطولات، وانسحابات، وخلافات، ومشاكل أثناء مباريات كرة القدم على وجه الخصوص، وأصدرت عقوبات مختلفة، وكانت غير ناجحة.
هذا علاوة على أن هناك محاولات من قبل حكومة دمشق، للتشويش على هذه البطولات، ومحاولة إفشالها عبر بعض الشخصيات الرياضية، التي تعمل مع الاتحادات العاملة في شمال وشرق سوريا، ويجب الانتباه إلى ذلك، فليس كل من ضمن هذه الاتحادات يعمل بنية صافية، ويريد الخير لرياضة شمال وشرق سوريا، وهذه حقائق يدركها المعنيون تماماً.
عوامل النجاح
لذلك يتطلب الحذر، والعمل بجدية على الخروج ببطولة ناجحة، وأولها تخصيص لجنة إعلامية خاصة لتغطية البطولات، ونشرها بشكلٍ يومي مع الإحصائيات، والمعلومات المطلوبة، فبدون التركيز الإعلامي والتغطية المستمرة للنشاطات، التي ستقام لن تصل البطولات لمرادها.
فاللجان المنظمة، والفنية، والتحكيمية، يجب أن تتصف بالحيادية، حتى إذا كان لديها انتماء للهيئات، وللجان وللاتحادات، التي تشارك المنتخبات بأسمائها، ولكن لو تغلبت لغة الضمير، والقوانين المعمول بها دولياً، فسوف نتخطى الكثير من المشاكل، والأخطاء، فيما لو وجد نظام داخلي لكل بطولة، فسوف يكون الأمر جيداً.
والاتحادات الرياضية تشتكي من قلة الإمكانات المتوفرة، لذلك يُتطلب من هيئة الشباب والرياضة في شمال وشرق سوريا، مد هذه الاتحادات بالمطلوب، وخاصةً من جهة الألبسة للمنتخبات، ويُتطلب أن تكون جديدة وموحدة في البطولات الفردية على وجه الخصوص، وتأمين وسائط نقل مناسبة للاعبات واللاعبين، الذين يمثلون المنتخبات القادمة من خارج مدينة الطبقة، بالإضافة لتوفير مكان مريح للمنامة، إلى جانب إبعاد لغة المناطقية في التعامل في هذه البطولة، والبطولات القادمة، لأن نجاح هذه البطولة، لن يُمثل شعباً معيناً أو اتحاداً رياضياً معيناً، بل يُمثل الشعوب والاتحادات الرياضية كافة، المتواجدة في شمال وشرق سوريا.