سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

خطوات عملية لغرس الثقة بالنفس لدى الطفل

غرس الثقة بالنفس للأطفال، إحدى المهام الأساسية للأبوين، التي يحتاجها طفلهما بشدة منذ سنوات حياته الأولى، وهو ما يمكن القيام به بمجموعة مختلفة ومتنوعة من الطرق على مدار سنوات نمو الطفل وتطوره، لأن ثقة الطفل بنفسه هي وليدة أحداث ومواقف وردود فعل تجاه تصرفاته، تتبلور داخله تدريجياً، وتؤثر فيه منذ طفولته، حتى يكتسب هذه الصفة، وتصبح أساساً لحياته وعاملاً مهماً في بناء شخصيته القوية القادرة على اتخاذ القرارات، وتحمل المسؤولية؛ ومواجهة المشكلات فيما بعد.
وهنالك الكثير من النصائح تخص الأم لتعزز ثقة أبنائها؛ فالثقة بالنفس وتقدير الذات هو أعظم ما يمكنك تقديمه لطفلكِ، فالأطفال الذين لديهم ثقة بالنفس، يشعرون بالحب والقبول والسعادة، وتزيد إنتاجيتهم ويتطورون أسرع ممن لا يشعرون بنفس مقدار الثقة بالنفس، ولكي تزرعي في طفلكِ هذه الصفة اتبعي ما يلي:
ـ راعي الفروق الفردية بين الأطفال، ولا تتجاهلي أن لكل طفل شخصيته وقدراته، لتفادي الأضرار التي تصيب طفلك عندما تقارنينه بالأطفال الآخرين، وحتى لا يشعر بالدونية.
ـ شجعيه على تحسين أدائه الحالي، وقارنيه بالسابق، حتى يشعر بالتقدم والإنجاز، وحددي نقاط قوته وامدحيها، وركزي على الجوانب الإيجابية في شخصيته، فإذا أخفق في شيء ما، اثني على تفوقه في شيء آخر، ليشعر بالثقة والقبول.
ـ أكثري من عبارات الاستحسان والتقدير والتشجيع، مثل “أنت تستطيع فعل ذلك”، حتى تعززي من شعوره بقيمة نفسه، وامدحيه على تفوقه في أي مادة، أو أي تصرف صحيح، ولكن بحدود حتى لا يصاب بالغرور.
ـ أنصتي لحديث طفلكِ بكل حواسكِ، ولا تقاطعيه أو تنهي جملته قبل أن يكملها بنفسه، وافسحي له المجال كي يعبر عن نفسه ويتكلم ويوضح ما يدور بعقله، وناقشي أفكاره معه، لتثبتي المفاهيم الصحيحة لديه وتصححي المفاهيم الخاطئة، وابتعدي عن النهي والأمر دائمًا وكلمة (بدون نقاش)، وردي على جميع أسئلته، ليثق في نفسه ويشعر باهتمامكِ به.
ـ لا تكثري من نقده وتستخدمي الألقاب الهادمة، أو تنعتيه بشتائم تسيء إلى نفسيته وتسهم في تشويه صورته أمام نفسه، حتى لا يصدق هذا الكلام، ويبدأ بترجمة هذا الاعتقاد الخاطئ إلى سلوك فعلي، لينسجم مع الصورة السلبية التي رسمها عن نفسه، فيصبح شخصية مهزوزة، لا تثق في نفسها ولا في من حولها.
ـ لا تسرفي في العقاب واللوم والوعظ إذا انحرف عن الكمال أو واجه مشكلة معينة، حتى لا يشعر طفلكِ بأنه مذنب دائماً، وغير جدير بالاحترام.
ـ لا تقمعي شعور طفلك بالاستقلالية منذ صغره، ولا تمنعيه دائماً من التصرف بمفرده، حتى في الأساسيات البسيطة، خوفاً من أن يتصرف بصورة خاطئة، حتى يتعلم الاعتماد على نفسه ولا يعتاد الاتكالية دائماً.
ـ اصقلي مواهبه وشجعيها، ووفري له الظروف الملائمة والأدوات التي تساعده على إظهار ميوله، كأدوات الرسم إذا كان يحب الرسم، والكتب إذا كان يحب القراءة.
ـ ارفعي من روحه المعنوية عن طريق تزويده بمهارات وخبرات هادفة، مثل إشراكه في عمل خيري أو تطوعي على قدر طاقته، أو تعليمه رياضة معينة حتى يتمكن من التعامل مع الآخرين، ما يعزز ثقته بنفسه.
ـ علميه أن يتحمل مسؤولية تصرفاته، وامنحيه الفرصة للتعبير عن ذاته من خلال التجربة والمحاولة بعد الخطأ، حتى يتعلم تصحيح السلوك غير المرغوب فيه إلى السلوك المرغوب.
ـ امنحي طفلك واجبات ومسؤوليات وكافئيه عند أدائها، لتدعيم ثقته بنفسه، وحتى يشعر بأنه شخص مؤثر، وعلميه كيف يستثمر ماله، ويدافع عن نفسه بما يتناسب مع عمره ومقدرته.
ـ ساعدي طفلك على كسب الصداقات، وامنحيه فرصة تكوين علاقات مع من هم في مثل عمره، وشجعيه على اللعب الجماعي مع أطفال آخرين، ولا تتدخلي بينهم إلا عند الضرورة، حتى يكون صاحب شخصية مستقلة.
ـ شجعي طفلك على إبداء الرأي، وخذي رأيه في أمر من الأمور من حين لآخر، ودعيه يعبر عن مشاعره بدون خوف أو تردد، علميه كيف يتكلم ويشرح ما يريد للناس، وعلميه كيف يخطط لنفسه ويضع هدفاً، ويحاول تحقيقه من خلال خطوات متتابعة، فيشعر بثقة في نفسه وبقدرته على التصرف، ومسؤوليته عن تحقيق النجاح.
ـ امنحيه فرصة الاختيار وتحديد ما يريده، ولا تختاري له دائمًا الملابس والألعاب والكتب التي تعجبكِ أنتِ دون أن تسأليه عن رأيه، واحترمي خصوصياته ولا تأخذي شيئاً من أشيائه دون استئذانه، لتزيد ثقته بنفسه.
ـ عبري له دائماً عن حبكِ، وأحسني معاملته، ولا تقللي من قدره أو تسخري منه أمام الآخرين، حتى يشعر بالأمان والثقة فيمن حوله.
ـ تصرفي بثقة أمام طفلكِ، فثقتكِ بنفسكِ وصدقكِ في تعاملكِ مع الآخرين، ستعزز هذا المفهوم عنده.