سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

حِرفيّون بريف دمشق يُفضلون العمل في الحارات والأزقة

عادت مناطق ريف دمشق إلى وضعها شبه الطبيعي، لكن لم تَعُد الحِرف التي تميزت فيها تلك المناطق إلى سابق عهدها. ومازال أصحاب عشرات الورش يفضلون البقاء في شوارع دمشق والعمل على الأرصفة دون العودة إلى المناطق الحِرفيّة التي تم تجهيزها حتى بالكهرباء.
يبلغ عدد الحرفيين في ريف دمشق نحو 100 ألف حرفي، ربعهم فقط مسجل لدى اتحاد حرفيي ريف دمشق (أي 25 ألف حرفي).
إذ تتعدد الحِرف التي تميزت بها مناطق ريف دمشق، فهنالك صناعة المفروشات في داريا وسقبا، وهنالك الصدفيات والمشغولات اليدوية في دير عطية والنبك، والحِرف التراثية والشرقية في تل منين وغيرها.
نقص المواد الأوليّة
كما كل أصحاب المهن والحِرف في سوريا يشكو الحرفيون من مشكلة عدم توفر الكهرباء، والنقص في المواد الأولية اللازمة لمهنهم بسبب منع استيراد بعضها وقلة إنتاج بعضها الآخر محلياً.
وعن صعوبات تأمين المواد الأولية لبعض الصناعات، قال حرفي يعمل في صناعة الصدف لموقع “نورث برس”، إن عدداً محدوداً من التجار يحتكر استيراد المواد الأولية الداخلة في حرفة الصدف، وكذلك المواد الأولية التي تحتاجها حرفة صناعة قمر الدين في الغوطة مثلاً.
وطالب الحِرفيّ بأن يسمح لهم باستيراد موادهم الأولية التي يحتاجونها في صناعاتهم، ولكن هذا لم يحظَ بالموافقة حتى الآن رغم كل المراسلات التي تقدم بها الاتحاد للجهات الرسمية.
محلات شاغرة
أولت الجهات الرسمية اهتماماً لافتاً لموضوع المناطق الحِرفيّة، وذلك بعد هجرة الكثير من الحرفيين خلال الحرب، وبسبب استحواذ جهات رسمية على بعض المناطق التي كان يتمركز فيها الحرفيون مثل منطقة القابون وسوق المهن اليدوية. ولكن لم يتم إشغال كل المساحات الجاهزة في تلك المناطق، إذ أكد معظم الحرفيين على أنهم يفضلون العمل في الحارات وضمن شوارع دمشق المزدحمة أكثر من الخروج إلى المناطق الحرفية التي يرون أنها بعيدة، ولا يوجد فيها حركة زوّار كثيفة كما اعتادوا على ذلك في الأماكن التي كانوا يشغلونها. إذ أن شوارع دمشق تضيق بمحلات تصليح السيارات، ولم تنفع كل الإغراءات بنقلهم إلى المناطق الحرفية.
ورغم تجهيز أكثر من منطقة في الريف، لكن لم تجد هذه المناطق إقبالاً عند الحرفيين، بالتمركز فيها، ولهذا فضّل أغلبهم البقاء ضمن الحارات التي يعملون فيها رغم عدم توافر الكهرباء وخضوعها للتقنين، ولكن قربها من مناطق السكن ومن صالات العرض التي يعرضون فيها بضائعهم تجعلهم يفضلونها على المناطق الحرفيّة المجهزة حسب تأكيد بعض الحرفيين.
مناطق جديدة
عضو في اتحاد الحرفيين بريف دمشق، أشار إلى أن تلك المناطق كما الحال في سقبا وحموريه، وكفربطنا مجهزة بالكهرباء على مدار الساعة، على عكس المحلات التي يعملون فيها ضمن الحارات، وأنه من غير الممكن إيصال الكهرباء إلى المحلات في الحارات السكنية، بينما بقيّة المناطق تخضع للتقنين.
ولكن لم يوافق أي من أصحاب الحِرف على الانتقال إلى تلك المنطقة، وشدد على أنه يتم العمل على تجهيز منطقة حرفية في نجها لحرفيي ببيلا وداريا وكراجات بور سعيد في القدم حيث تمتد على مساحة تفوق الألفي دونم.
وأضاف المصدر أن المنطقة الحرفية لا تبعد أكثر من كيلو مترين اثنين عن دمشق، وأنه بإمكانهم استخدام صالات العرض لمنتجاتهم في دمشق، فهذا سيوفر عليهم تكاليف تشغيل الأمبيرات التي يدفع ثمنها الزبون في النهاية.
وبيّن العضو في اتحاد الحرفيين أن تكاليف الحجز في مقاسم المنطقة الحرفية تُدفع لمرة واحدة، ويمكن للفارق بين تكاليف تشغيل الأمبيرات واستخدام الكهرباء أن يوفر الكثير من التكاليف التي سَتُدفع عند الانتقال إلى المنطقة الحرفية.
وكالات