حنان عثمان: هجمات الاحتلال التركي استهداف لمكتسبات الثورة

قامشلو/ رشا علي ـ

شددت ممثلة مؤتمر ستار في لبنان “حنان عثمان” على ضرورة وعي الشعوب في مناطق شمال وشرق سوريا، لما يحاك ضدها من قبل دولة الاحتلال التركي، التي تسعى الى ضرب استقرار المنطقة، ونشر الفوضى وتهديد السلم الأهلي، وأكدت أن استهداف قياديات وأعضاء المؤسسات الأمنية والعسكرية في المنطقة، هو استهداف لمكتسبات ثورة 19 تموز.

تتعرض مناطق شمال وشرق سوريا لتهديدات وهجمات مستمرة من قبل دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها، في محاولة لضرب استقرارها، وللوقوف في وجه هذه التهديدات أعلن المجلس العام للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، حالة الطوارئ العامة، والاستعداد لمواجهتها، والتحرك وفق خطورة المرحلة.

هدف الاحتلال… ضرب استقرار المنطقة

وحول هذا الموضوع، تحدثت “حنان عثمان” ممثلة مؤتمر ستار في لبنان لصحيفتنا “روناهي” وأشارت إلى استمرار دولة الاحتلال التركي الفاشية بتصعيد هجماتها ضد مناطق وشعوب شمال وشرق سوريا، وبأنها تستخدم في هجماتها الطائرات المسيرة والأسلحة الثقيلة، وبأن هدف الاحتلال من هذه الهجمات، هو ضرب استقرار المنطقة، ونشر الفوضى، وتهديد السلم الأهلي، وبأنها تهدف أيضاً إلى ضرب الحاضنة الشعبية لـقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي قضت على مرتزقة داعش، وحررت شعوب المنطقة من دنس الإرهابيين.

وبينت حنان، أن دولة الاحتلال التركي تهاجم شمال وشرق سوريا تحت ذريعة حماية أمنها القومي، وقالت: “تصعد دولة الاحتلال التركي، وتزيد من وتيرة قصفها الجوي والمدفعي بشكل يومي، مستهدفة الأماكن المأهولة والمكتظة بالمدنيين، بدءاً من ريف عين عيسى، إلى ريف منبج وتل تمر وكوباني، وصولاً إلى الشهباء، لكن الجديد في الأمر هذه المرة استهدافها مناطق جديدة، ألا وهي قامشلو، ومدناً وقرى حدودية أخرى في إقليم الجزيرة، مثل عامودا، وقرى الدرباسية وغيرها. إن تصعيد وتيرة الاعتداءات الوحشية التركية، قد أتى متزامناً مع الذكرى السنوية العاشرة للثورة النسائية الكردية الوليدة في شمال وشرق سوريا”.

لا تستهدف الكرد فقط

وتابعت حنان في حديثها بأن الاحتلال التركي يستهدف النساء الرياديات لثورة روج آفا، والقادة الميدانيين، الذي أنجزوا هذه الثورة، وبأن الاحتلال يستهدف أيضاً المدنيين من النساء والأطفال والشيوخ، ممن آمنوا بهذه الثورة، ووضعوا حجر الأساس لها، وقالت: “يستهدف الاحتلال التركي أبناء وبنات المنطقة من عموم الشعب السوري في هذه البقعة الجغرافية، التي شهدت حرباً ضروساً ضد إرهاب داعش، وتحولت إلى منبع الأمل، والإلهام للعالم كله”.

وأوضحت حنان، بأن الانتهاكات والجرائم التركية بحق شعوب شمال وشرق سوريا، تهدف إلى القضاء على كل منجزات، ومكتسبات ثورة روج آفا، وذلك من خلال خلق حالة من الذعر والخوف بين عموم أبناء الشعب السوري: “يهدف الاحتلال التركي، إلى ضرب الوحدة الرصينة التي أسستها شعوب المنطقة من كردٍ وعربٍ وسريان، وآشور بصورة خاصة، وإلى تحقيق أكبر تهجير وتغيير ديمغرافي ممكن في مناطق شمال وشرق سوريا”.

نوهت حنان إلى أن الهجمات الأخيرة جاءت بعد قمة سوتشي بين روسيا وتركيا في السادس من الشهر الحالي، وبأن الاتفاقية الأخيرة بينهما، يبدو أنها تخطت الجوانب الاقتصادية، وبأن موسكو تهدف إلى كسب أنقرة في حربها ضد أوكرانيا إلى جانب لعب روسيا دوراً هاماً في قضية تطبيع العلاقات بين حكومة دمشق وتركيا، كما بينت بأن الدولة التركية المعادية للكرد تغيّر بسهولة من تحالفاتها وعلاقاتها ما دامت تأتي ضد الكرد ومشروع الإدارة الذاتية.

أردفت حنان: “ليس مستبعداً أن تقوم تركيا بتسليم ملف ما تسمى بالمعارضة السورية، التي طالما ائتمرت بإمرتها للحكومة دمشق، وبأنها يمكن أن تتخلى عنهم علناً لصالح الاتفاق مع دمشق، لضرب المكتسبات الكردية في المناطق التابعة للإدارة الذاتية، وأن الاحتلال التركي يهدف في هذه المرحلة إلى عودة نفوذ قوات حكومة دمشق على كامل الأراضي السورية، بما في ذلك المناطق المحتلة الخاضعة للنفوذ التركي ومرتزقته، وذلك في تهديد للقضية الكردية التي ينبغي أن تموت حسب أوهام العثمانية الجديدة”.

صمت المجتمع الدولي

وتطرقت حنان في حديثها إلى العمليات النوعية، والمؤثرة التي قامت بها قوات سوريا الديمقراطية مؤخراً في إطار حملة الدفاع المشروع عن النفس، وخاصة بعد استشهاد عدد من القياديين في قوات سوريا الديمقراطية، كما أشارت إلى أن تركيا ماضية في سياساتها التوسعية وتهديدها المستمر للسلم الأهلي ولاستقرار في المنطقة، وبأن القوى العظمى، والمجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان الدولية تتعامى عن الأعمال التركية، ولا تسعى حالياً إلى محاسبة حكومة العدالة والتنمية على جرائم الحرب التي يرتكبها: “رغم أن دولة الاحتلال التركي ترتكب انتهاكات فاضحة لجميع المعاهدات، والمواثيق الدولية، إلا أن المجتمع الدولي يتعامى ولا يحرك ساكناً، لذلك كان واجباً على قوات سوريا الديمقراطية أن تبدأ بحملة الدفاع المشروع لحماية مواطنيها، وأرضها ومنجزات ثورة روج آفا”.

ولفتت ممثلة مؤتمر ستار في لبنان، بأن عملية “القَسم” تأتي ضمن حملة الدفاع عن النفس، وإحباط خطط المحتل التركي، الذي لا يكل ولا يمل من شراء الذمم الرخيصة، في سبيل الوصول إلى حلمه في القضاء على الكرد أينما كانوا: “تأتي أهمية هذه العملية من خلال تجفيف الأرضية الخصبة، التي تعمل عليها الدولة التركية الفاشية، وتنظيف الصف الداخلي من الشوائب المتمثلة في الجواسيس والعملاء، الذين يصبحون كدود الشجر، إذ يسعون إلى نخر الجذع الذي يعتاشون منه وعليه”.

وعي الشعب لما يُحاك ضده

وأكملت: بأن “من واجب القوى الدولية، أن تتبنى مسؤولياتها وأن تتخلى عن سياسة الكيل بمكيالين، فيما يخص القضية الكردية بصورة خاصة، ويجب أن تنفذ مطالب شعوب شمال وشرق سوريا، بفرض الحظر الجوي على تركيا في أجواء شمال شرق سوريا، وبأن ذلك من باب رد الجميل لأبناء هذه المنطقة، الذين دحروا مرتزقة داعش، وقدموا عشرات الآلاف من الشهداء في سبيل خلق فسحة من الأمن والأمان، والاستقرار للشعوب هناك”.

واختتمت “حنان عثمان” ممثلة مؤتمر ستار في لبنان حديثها بالقول: “ألاعيب الدولة التركية والحرب الخاصة التي تديرها، ينبغي على كل أبناء وبنات المنطقة، أن يكونوا يقظين أكثر من أي وقت مضى تجاه هذه الألاعيب، في إطار الحرب الخاصة، والحرب النفسية، وألا ينجرّوا وراء مكاسب صغيرة ومؤقتة لا جدوى منها، فإن الحياة الحرة الكريمة تستحق التضحية بكل ثمين وغالٍ في سبيلها، على الأقل، كي ينعم أولادنا بحياة كهذه تسودها الحرية والعدالة والأمن والاستقرار والرفاه”.