سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

حكومة دمشق تمنع عبور مسافرين كرد إلى مناطق سيطرتها

تحت لهيب شمس حارقة، ووسط درجة حرارة تجاوزت الأربعين، اضطر خوشناف، للانتظار لأكثر من ساعتين، ريثما تأكد الضابط من هويته، ليأتيه الجواب بأنه يُمنع عليه إكمال الرحلة، “لأنه كردي”.
وغادر خوشناف السيد (55 عاماً) وهو اسم مستعار لأحد سكان قامشلو، في السادسة والنصف صباحاً، ووصل “حاجز الطبقة” عند الخامسة مساءً، ليُبلَّغ بعد انتظار ساعتين بأن عليه العودة لقامشلو. وبحسب مصادر مطلعة، فإن الحاجز يتبع لفرع حلب من الأمن العسكري، ويعرف باسم حاجز “أبو علي”.
وقال “السيد”، الذي يعمل كموظف لدى حكومة دمشق، خلال اتصال صوتي مع نورث برس، إن: “السُبل انقطعت به في صحراء الطبقة، وهو ينتظر عربة تقله للمنزل، وسيحاول الوصول للعاصمة عبر مطار قامشلو”.
ووفقاً لمقربين منه، فإن ابن “السيد” جرح في وقت سابق، ضمن صفوف قوات حكومة دمشق، خلال معارك مع فصائل معارضة موالية لتركيا.
“السيد” لم يكن الوحيد صاحب هذا النصيب، حيث مُنع مسافر آخر في الحافلة نفسها، من تجاوز حاجز تابع لقوات حكومة دمشق، على الطريق الواصل بين مدينتي الطبقة وآثريا، وسط سوريا.
تضارب الروايات
ومنذ الرابع والعشرين من حزيران الجاري، تمنع قوات حكومة دمشق، عبور مسافرين كرد، من أول حاجز يفصل مناطق سيطرتها عن مناطق الإدارة الذاتية، بحسب شهادات لمسافرين مُنعوا من إكمال الرحلة.
وبحسب مواقع إعلامية، أنزلت القوات الحكومية، الجمعة الفائتة، 25 مسافراً من حافلات تعود لشركات نقل عام متعددة، منها شركات هفال، والرافدين، وإيزلا. وتعتبر مدينة الطبقة خطاً فاصلاً بين مناطق سيطرة حكومة دمشق والإدارة الذاتية. وقال سائق حافلة يعمل لدى شركة نقل عام، إن عدد ركابه انخفض من نحو 40 إلى حوالي 15 راكباً، لأن “المسافرون الكرد يخشون من منعهم العبور”.
وأضاف السائق، الذي طلب عدم ذكر اسمه، لأنه يقصد مناطق سيطرة حكومة دمشق، إن عنصراً من القوات الحكومية دخل حافلته وقال: “كل شي كردي، يقول أنا كردي، يلي ما يعترف ونحقق معو ويطلع كردي رح يشوف شي ما يعجبو”، وفقاً لما قاله لنورث برس عبر تطبيق المراسلات السريعة “واتس آب”.
وذكر السائق أن اثنين من المسافرين: “ممن شك العنصر أنهم كرد”، تم إنزالهم من الحافلة قبل أن يعودا بعد أن تأكد عناصر الحاجز من “هويتهم العربية”.
وتضاربت الروايات حول سبب هذه الإجراءات، حيث ربطها أحد المصادر، بتعليمات قادمة من قيادات في دمشق، دون الإفصاح عن سببها. فيما قالت مصادر أخرى لنورث برس، إن السبب هو تبدُّل الضابط المسؤول عن الحاجز.
ولم يتسنَّ لنورث برس التأكد من صحة المعلومة نتيجة عدم رد جهات مطلعة ضمن حكومة دمشق.
وقالت بروين إبراهيم، وهي رئيسة حزب مقرب من حكومة دمشق ومرخص منها، على صفحتها في موقع فيس بوك، إن: “كل جهة تقوم بإنزال الركاب من الباصات لأنهم كرد هي جهة معادية للدولة وتسعى لخلق فتنة، وعلى القيادة محاسبتها فوراً، وهذه التصرفات لن تمر دون محاسبة”.
ووفقاً للسائق الذي تحدث مع نورث برس، خلال رحلته من قامشلو لدمشق: “قام الحاجز يوم الجمعة الفائت بإنزال سبعة ركاب من حافلته، والسبت خمسة، والإثنين ستة، وجميعهم كرد”.