حكومة دمشق تستمر بحصار حيي الأشرفية والشيخ مقصود والمجتمع الدولي في غيبوبة

روناهي/ الطبقة –

ما زالت حكومة دمشق تفرض حصارها على حيي الأشرفية، والشيخ مقصود للأسبوع الثاني على التوالي، مستخدمةً سياسة التجويع التي تمارسها، كورقة ضغط على أهاليها ذوي الأغلبية الكردية، مؤكدةً بذلك رفضها للحلول، التي دعت إليها الإدارة الذاتية في الحوار الوطني والحل السوري -السوري.

نتيجة للحصار الذي فرضتهُ الفرقة الرابعة التابعة لحكومة دمشق على حيي الشيخ مقصود، والأشرفية، فقد بات أكثر من مئتي ألف شخص يواجهون الخطر، ويواجهون كارثة تجويع حقيقية، لا إنسانية، ويتكرر فيها سيناريو الحصار، التي مارستهُ حكومة دمشق على عدة مناطق، خرجت عن سيطرتها كوسيلة ضغط، وخضوع لتلك المناطق، وإجبارهم على الاستعانة بهم.

حيث باتَ حيّا الشيخ مقصود، والأشرفية أحياءً كما يقال “خاوية على عروشها” وفقدت تلك الأحياء مادتي الطحين، والخبز، وشهدت غلاءً في الأسعار، وفُقدت المواد الغذائية الأساسية، وبات حلم كل مواطن فيها تأمين موادها.

وللحديث أكثر عن تداعيات تلك الممارسات، التي تمارسها حكومة دمشق التقت صحيفتنا “روناهي” أحد مثقفي مدينة الطبقة “عامر العناد” ليحدثنا عن الحصار، والذي بدأ حديثهُ: “حكومة دمشق ليست جديدة لتلك الممارسات بحق الشعب السوري، فسياسة التجويع والحصار، كانت السلاح الأكثر تأثيراً في حربها، وقد استعملتهُ منذ بدء الحرب السورية على المناطق الخارجة عن سيطرتها في حمص، وحماة، وريف دمشق وغيرها، وذلك لإخضاع أهلها”.

ويشير العناد: إن الغاية من الحصار، الذي فرضتهُ حكومة دمشق في السادس من نيسان الجاري على حيي الأشرفية، والشيخ مقصود، هو ضرب شعوب تلك المنطقة، ذات الأغلبية الكردية، وإخضاعهم لسياسة التجويع، وبذلك تؤكد حكومة دمشق التزامها بسياستها القمعية، التي باتت واضحة لدى الشعب السوري منذ عقود.

سياسة قمعية

ويقول العناد: “تزمّت حكومة دمشق لمثل هذه الممارسات يؤكد أيضاً رفضها للحوار السوري – السوري، وبالتالي إطالة الأزمة في سوريا، فالإدارة الذاتية دعت منذ تأسيسها حكومة دمشق إلى طاولة الحوار، لحقن سفك الدم السوري، وتأكيد وحدة التراب السوري، لكنها رفضت الحوار واستمرت في مسرحياتها، التي تؤكد عقليتها الواحدة، منها مسرحية الانتخابات، ومسرحية ما تُسمى المصالحات، والتسويات للشعب السوري، وإغلاق المعابر والحصار الاقتصادي، الذي تفرضهُ على مناطق شمال وشرق سوريا كحرب اقتصادية، كما فعلت بحيي الأشرفية والشيخ المقصود في الشهباء، التي يقطن فيهما أكثر من 200 ألف شخص، وهم بحاجة ماسة الآن إلى المواد الأساسية، والأدوية التي مُنع دخولها من قبل قوات الفرقة الرابعة التابعة لحكومة دمشق في السادس من نيسان الجاري”.

المطالبة بدور فعّال للمجتمع الدولي

 وشددَ العناد على ضرورة تحرك المجتمع الدولي، ومنظمات الحقوق العالمية إزاء هذا الحصار الخانق، على هذه الأحياء، الذي قد يخلق كارثة إنسانية لتجويع الأهالي، علماً أن حكومة دمشق ليست المرة الأولى التي تحاصر، وتقطع المواد الغذائية عن حيي الأشرفية، والشيخ مقصود، إذ تشهد الأحياء، والمعابر الحدودية كل فترة حصاراً، وقد استمر بعض الحصارات مدة عام واحد، مُنع فيه دخول المواد الغذائية عن الحيين، ما أدى لارتفاع أسعارها، وفقدانها كما يحصل اليوم، ناهيك عن التضييق الأمني، والاعتقالات التعسفية بحق أهاليها على الحواجز الأمنية المتاخمة لها تحت ذرائع، وحجج واهية.

وقال عامر العناد في الختام: “يجب إنصاف أهالي حيي الأشرفية، والشيخ مقصود، الذين وجهوا نداءاتهم عبر التظاهرات الجماهيرية، التي انطلقت منذ أيام رفضاً للحصار المفروض عليهم، ما أدى لتفاقم أوضاعهم، ولاسيما أننا في شهر رمضان، الذي يكون فيه الإقبال على الأسواق لشراء احتياجاتهم الضرورية، ونحن كمثقفين من مدينة الطبقة، ندين، ونستنكر الصمت الدولي، كما وندين الاستمرار في الحصار المفروض على حيي الشيخ مقصود والأشرفية، ونحذر من تفاقم الأزمة الاقتصادية والإنسانية هناك.