حكاية حلم، ومسيرة نجاح

منبج/ آزاد كردي ـ

---

بطل حديدي من العيار الثقيل، إلا أن الأضواء لم تُسلط عليه بالقدر الكافي، واستطاع في الآونة الأخيرة أن يقود دفة رياضة كمال الأجسام في منبج إلى المكان الصحيح والمراتب الأولى في أكثر الرياضات شعبية ورواجاً، أنه اللاعب السابق والمدرب عبد الجليل الأحمد الذي في جعبته حصاد كبير مليء بالكفاح والعمل.

وتنقّل عبد الجليل الأحمد بين منبج ودمشق وعدد من البلدان العربية منها؛ بيروت وطرابلس اللبيبة ومراكش والقاهرة حتى كان بطلاً لبلاده في الغربة وقبل أن يحط رحاله في منبج ويغدو مؤخراً سفيراً في نشر محبوبته الرياضة بافتتاحه نادياً لكمال الأجسام وآخر للألعاب القتالية تحت اسم” نادي النمور”. وفي هذا السياق التقت صحيفتنا” روناهي” به ليحدثنا عن مسيرته وأبرز محطاته الرياضية.

شغف وشظف

ويقول الأحمد:” ولدت في قرية الجب الطويل التابعة لبلدة أبو قلقل في عام 1972م، ومنذ صغري أحب الرياضة وتحديدًا كمال الأجسام لتسحرني صلابتها وعزمها وأنها ستكون كل شيء بحياتي خاصةً أني سأكون بطلاً بها ذات يوم، دفعني هوسي وجنوني بالرياضة أن أترك دراستي لحساب شغفي الوحيد آنذاك، وربما كان لقلة المواصلات بين المدرسة والبيت في الريف سبباً في ذلك الأمر الذي أثار سخط وشجب شديدين من أهلي لكن طموحي كان كافياً لتخطي وهزيمة العقبات والعثرات”.

ويضيف: “بداياتي كانت في صالة العباسيين الرياضية في عام 1988م إثر انتقالي للعاصمة دمشق وإقامتي في منطقة السيدة زينب وتدربت حينئذ على يد المدرب جهاد الشقيري الذي كان صيدلانياً إلى جانب امتلاكه نادياً للتدريب، ويرجع الفضل له في جذبي لرياضة كمال الأجسام إذ أثارني شكل عضلاته المفتولة والكبيرة في المقابل كانت منبج في ذلك الوقت خالية من أي مظاهر للقوى البدنية”.

المشقة والفرصة

ويتابع القول: “سافرت خارج سوريا في عام 1990-1991م إلى الدولة الليبية لاستكمال مشواري الرياضي وتدربت في صالة الرفيق الرياضية بمدينة الزاوية في طرابلس لمدة سنة وشهرين، وسافرت بعد ذلك لعام واحد إلى المملكة المغربية، وتدربت في صالة مراكش الرياضية على يد المدرب الكبير حسام فؤاد وللإشارة فهو مدرب تشادي لمدة سنتين وثماني شهور وعمري لم يتجاوز العشرين بعد”.

ويذكر: “في صيف عام 1993 – 1995م انتقلت إلى بلد مصر وتدربت في نادي جمبو العرب على يد المدرب شحات مبروك، ثم انتقلت إلى تونس حيث تدربت في نادي صفاقس التونسي على يد المدرب أحمد توفيق في عام 1995م”.

ويبيّن الأحمد: “بالطبع، رحلتي الطويلة في الغربة كانت غاية في الصعوبة وأضافت لي الكثير من التجارب واكتسبت في كل بلد العديد من الطرق في الخبرة والمهارة، كانت بدافع العمل لكن كانت الفائدة الأكبر هي تعلم كمال الأجسام عموماً لأني كنت أتلقى الدعم المادي خلال هذه السنوات من أخي حسين الأحمد وكان من الصعوبة التوفيق بين العمل والتدريب أضف إلى ذلك تعرضت للتهميش فعملي لا يكاد يكفي لسد كافة مصاريفي الشخصية”.

مواقف وتجارب

ويشير الأحمد: “عدت إلى سوريا بتاريخ 27/1/1996 وعند استقراري في منطقة السيدة زينب في العاصمة دمشق تدربت في نادي” الشوتوكان” لمدة سنة ونصف وخلال فترة قصيرة شاركت في عدد من الفعاليات الرياضية، منها بطولة على مستوى ريف دمشق في جرمانا، وحصلت على المركز الأول إلى جانب المركز الثالث في بطولة سيد الشاطئ في 2003/2004 في اللاذقية، ويمكن اعتبار المشاركات مقبولة إلى حد ما”.

وينوه الأحمد: “بدأت رحلتي كمدرب في عام 2001م في لبنان الشقيق في نادي الجمبو لصاحبه خالد مزهر واستمرت حتى عام 2006 م وخلال هذه الفترة حصل النادي على الترتيب الثاني في بطولة جنوب لبنان في عام 2006 م ثم عدت إلى العاصمة دمشق لمدة عامين اثنين، وثم عدت بعد ذلك إلى لبنان الشقيق في نفس نادي الجمبو حتى عام 2018م”.

ويواصل الأحمد حديثه بالقول: “في عام أواخر 2018 م عدت إلى سوريا وتحديداً إلى منبج، وعملت على التدريب في نادي أبو أيوب مدة عام واحد وفي منتصف عام 2019م افتتحت نادي مدرسة النمور، وهو حلم كنت أصبو إليه منذ زمن طويل ظننت أنه حلم بعيد المنال لكن لأخي الفضل في إنجاز ذلك”.

ختامها مسك

ويتابع: “يضم نادي مدرسة النمور بالإضافة إلى كمال الأجسام والقوى البدنية رياضات أخرى ليست أقل منها حضوراً وقوة كرياضات؛ قتال الشوارع والجمباز ونيشاكو (يستخدم فيها العصي)، وهي رياضة تدريبية واستعراضية بإشراف المدرب حكيم المصطفى أما رياضة الجمباز يقوم  بالتدريب فيها المدرب أحمد رياض، كما وتضم مدرسة النمور قسماً خاصاً بتخفيف أو زيادة الوزن”.

وفي ختام حديثه يقول المدرب؛ عبد الجليل الأحمد: “نطمح في المستقبل القريب أن تخوض مدرسة النمور تجربة المنافسات والمشاركات الخارجية ولا سيما أننا على الاستعداد للمشاركات في غضون موسم الربيع. كما ونعمل على افتتاح فرع آخر لمدرسة النمور في بلدة أبو قلقل الواقعة في الجنوب الشرقي لمدينة منبج مما يسمح في انتشار واسع لرياضة كمال الأجسام خصيصاً والرياضة بشكل عام”.