حقيقة قصر القامة وانحناء الظهر مع التقدم بالسن

قد يظن البعض، أن قصر القامة أو انحناء الجسم، أمرٌ حتمي مع التقدم في السن، إلا أن الأطباء ‫يؤكدون أنه ليس حالة مرضية حتمية، بل مؤشر على الإصابة بمرض هشاشة العظام، الذي يمكن الوقاية منه، ‫أو تأخير الإصابة به. ‫

‫ فهشاشة العظام ‫تعد حالة مرضية تضعف العظام وتعرضها لخطر الإصابة بالكسور المفاجئة وغير ‫المتوقعة، فإن هذا المرض يعد أكثر ‫أمراض العظام شيوعاً، إذ يصيب واحدة من كل ثلاث نساء، وواحداً من كل خمسة ‫رجال فوق سن الخمسين في جميع أنحاء العالم.

‫كسور مؤلمة

‫ إن مرض هشاشة ‫العظام يتطور غالباً من دون أية أعراض أو آلام، وعادةً لا تُكتشف الإصابة ‫به، حتى يتسبب ضعف العظام في كسور للمريض، وتحدث معظم هذه الكسور في ‫مناطق الورك، والمعصم والعمود الفقري،  التي يمكن أن تكون خطيرة للغاية، ‫خاصة كسور الورك والعمود الفقري، لأنها غالباً تسبب آلاماً مزمنة ‫وإعاقة، كما أن الكسور في هاتين المنطقتين يمكن أن تؤدي إلى مشاكل طويلة ‫الأمد لدى المريض مقارنة مع غيرها.

‫وحسب الأطباء، فإنه حتى سن الثلاثين تقريباً تكون عملية ‫بناء العظام لدى الأفراد أكثر نشاطاً مقارنة بفقدانها، إلا أنه بعد سن 35 ‫يصبح فقدان العظام أسرع مقارنة مع عملية بنائها؛ ما يؤدي إلى فقدان ‫تدريجي لكتلة العظام، وفي حال كان الأفراد مصابين بهشاشة العظام، فإنهم ‫يفقدون كتلة العظام بمعدلات أكبر، ولدى السيدات يتسارع معدل تراجع ‫العظام بشكل أكبر بعد انقطاع الطمث.

‫لذا؛ فإن فرص الإصابة بهشاشة العظام تكون أكثر مع التقدم في السن، لكن هناك مجموعة من ‫الخطوات يمكن أن تساعد في الوقاية من هذه الحالة وتجنبها.

‫هشاشة العظام وفقدان الطول

‫وعن الرابط بين هشاشة العظام وفقدان الطول، أوضح الخبراء أن ‫فقدان القليل من الطول مع التقدم في العمر، يعد أمراً طبيعياً، لأن الأقراص ‫بين فقرات العمود الفقري تتسطح، إضافة إلى أن العضلات تبدأ خسارة ‫كتلتها، وتضيق المسافات بين المفاصل، إلا أن فقدان الطول على نحو ملحوظ ‫يمكن أن يشير إلى الإصابة بهشاشة العظام.

‫كما أن الاعتقاد الخاطئ والسائد بين كثير من الناس، ‫بأن فقدان الطول هو دائماً أمر طبيعي، بما أن فقدان ‫نصف بوصة أو ثلاثة أرباع البوصة (أقل من 2 سنتيمتر) قد يكون أمراً طبيعياً، لكن في الحقيقة الأمر ‫ليس كذلك”.

‫كيفية تجنب فقدان العظام

‫ هناك العديد من الأدوية الآمنة، والفعالة ‫حالياً لمنع الكسور الناتجة عن هشاشة العظام، ولكن من المهم أيضاً للمرضى ‫العمل على منع فقدان العظام والكسور من خلال معالجة عوامل الخطر، التي ‫يمكن السيطرة عليها.

‫ فإن النظام الغذائي ونمط الحياة المتّبع يشكلان ‫اثنين من عوامل الخطر الأكثر أهمية، التي يمكن للأفراد التحكم فيها ‫للوقاية من هشاشة العظام، ويعني ذلك الحرص على اتباع نظام غذائي غني ‫بالكالسيوم بشكل دائم، ومستمر، ويجب أن يحرص الأفراد على الحصول على 1200 ‫مليغرام من الكالسيوم يومياً للمساعدة في منع فقدان العظام.

كما يمكن أن ‫يلعب النشاط البدني المنتظم دوراً مهما في حماية العظام وتقويتها، لا ‫سيّما التمارين والأنشطة، التي تجعل العضلات تعمل ضد الجاذبية، مثل ‫المشي والركض والتمارين الهوائية ورفع الأثقال، ويجب على الأفراد أيضاً ‫تجنب التدخين.

كسر في ‫الورك

‫ من المهم للغاية اكتشاف ‫المشاكل وتشخيصها مبكراً، حيث إنه في بعض الحالات يمكن أن تتسبب الكسور ‫في معاناة مزمنة تستمر مدى الحياة، ومن المرجح أن تؤدي الإصابة بكسر في ‫الورك إلى وفاة المريض في العام التالي، كما أن كسر العمود الفقري يمكن ‫أن يؤدي أيضاً إلى الوفاة، ولهذا ينبغي أن نكون أكثر استباقية بشأن تشخيص ‫المشاكل في وقت مبكر.

‫وفيما يتعلق بالسيدات، يجب بدء فحص ‫كثافة العظام بعد انقطاع الطمث، أي في منتصف إلى أواخر الأربعينيات من ‫العمر، بينما ينبغي أن يبدأ الرجال إجراء الفحوص في منتصف الستينيات ‫من العمر، كما أنه من الجيد للغاية الحصول على تقييم لكثافة العظام إذا ‫أصيب الشخص البالغ بأي كسر في العظام.