سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

حقوقيو إقليم الجزيرة: اعتقال القائد أوجلان تعسفي وغير قانوني

قامشلو / دعاء يوسف –

أكّد حقوقيون في إقليم الجزيرة، أن العزلة المفروضة على القائد أوجلان، هي انتهاك صارخ لحقوق الإنسان، وانتهاك للقوانين الدولية كلها، ورفضوا الصمت الدولي حيال ما يجري بحق قائد الأمة الديمقراطية، عبد الله أوجلان.
لا يزال الاحتلال التركي يفرض العزلة المشددة على القائد عبد الله أوجلان، وبالرغم من الإجراءات المحدودة لتخفيفها، بفعل حالة الضغط الشعبي، والتي بدت ذروتها مع النضال، والمقاومة الكبيرة، التي قادتها، ليلى كوفن، بحملة الإضراب عن الطعام، غير أن أردوغان لا يتوانى عن سياسته الإقصائية، والعدائية لشعوب المنطقة.
المشاركون بالمؤامرة لا تُرتجى حلولُهم
وفي هذا السياق، التقت صحيفتنا بعض الحقوقيين في قامشلو، وبداية تحدث الرئيس المشترك لاتحاد المحامين في إقليم الجزيرة، المحامي، شاهين لالي: “إن مؤامرة الخامس عشر من شباط، كانت بالأساس مؤامرة دولية، اشترك فيها العديد من دول العالم، التي لن نتأمل منها، أن تقوم بإصدار مواقف إيجابية تجاه قضية المناضل عبد الله أوجلان الإنسانية؛ لأنها أسهمت في أسره”.
وأوضح لالي: “إن كل ما تقوم به تركيا من انتهاكات لحقوق الإنسان في السجون، وما تقوم به من انتقاص وجحد حقوق السياسيين، والمعتقلين، ولاسيما الكرد، ذلك كله يجري تحت أنظار العالم، والمجتمع الدولي، ولا يسعون جاهدين لتغيير النظرة التركية حيال ما يجري للسجناء، مع العلم أن تركيا داعمة للإرهاب، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على وجود مصالح، ومنافع مشتركة، فتركيا عضو في حلف شمال الأطلسي، وبسبب وجود مصالح اقتصادية، وعسكرية، بينها، وبين الأنظمة، التي تتحكم في القرار الدولي، نرى أنه من المستحيل أن تصدر منظمات حقوق الإنسان مواقف مستنكرة للعزلة المشددة حيال القائد أوجلان، لأن هذه المنظمات، لا تتحرك سوى مع مصالح الدول، التي تقوم بتمويلها، فمصلحتها تأتي أولاً”.
وأشار لالي: “منع تركيا السماح للمحامين من مقابلة موكليهم، أو ذويهم، وأهلهم، يصنف هذا المنع في حقل انتهاكات لحقوق الإنسان، وللقوانين الدولية، ولا سيما عندما تدهور الوضع الصحي للقائد، ولم يتح المجال أمام المحامين، حتى لجنة مناهضة التعذيب، للقاء به”.
وتابع لالي: “إن العزلة المفروضة على القائد عبد الله أوجلان، هي انتهاك صارخ للعهود والمواثيق كافة، ذات الصلة بحقوق الإنسان عامة، وحقوق السجناء السياسيين بخاصة، وقانونياً لا يمكن أن نقول: إن هناك سبب للعزلة، فالعزلة المفروضة على القائد، أي منع محاميه، وذويه، ومنع مندوبي المنظمات الدولية من زيارته، والتواصل معه، هي خرق للقوانين الدولية”.
واختتم لالي حديثه: “العزلة تدل على فاشية الدولة التركية، وتبين أن تركيا تضرب بعرض الحائط، الأعراف، والقوانين الدولية، لحقوق الإنسان”.
دولة الاحتلال التركي تنتهك قوانينها أولاً
وفي السياق ذاته، بين لنا قاضي النيابة العامة في قامشلو عكيد بشير بركات: “إن حق الزيارة، والتواصل مكفول بالقانون، ومصادرة هذا الحق، هو انتهاك لأبسط قيم ومبادئ العدالة، وأن قرار المنع، الذي أصدرته الدولة التركية، هو مخالف للقانون، ويدخل في خانة قرارات حالة الطوارئ، والدولة التركية بإصدارها لهذا القرار، تكون قد انتهكت قانونها المحلي قبل القانون الدولي”.
وأكد بركات: “إن الاجراءات، التي اُتخذت بحق القائد أوجلان منذ اعتقاله، حتى اليوم تخالف القوانين الموجودة في دستور الدولة التركية، قبل القوانين الدولية، القائد يمثل إرادة شعب كامل يدعو للسلام، وكل ما تقوم به الدولة التركية، بعيد كل البعد عن القوانين، والدساتير الدولية”.
فبات العالم يدرك ضرورة إطلاق سراح القائد، وعدم قانونية اعتقاله، وظروف سجنه، وهذا مانوه إليه بركات: “إن الشعوب، التي اطلعت على فكر، ونهج القائد أوجلان، فأيقنت أنه شخص استثنائي، ويحمل فكره حلاً لأزمات المجتمع، فهذه الشعوب باتت مدركة، أن اعتقاله مؤامرة دولية على قضية شعب كامل، ولذلك نجد الكثير، ممن تعرفوا على فلسفة القائد، كاتحاد نقابة العمال البريطاني، تضامنوا معه”.
وأضاف بركات: “إن سجن القائد اعتقال تعسفي، وظالم، وغير قانوني، ولا يستند لأي بند، أو قانون دولي، فالأحكام كلها، التي أُصدرت بحقه، هي أحكام غير قانونية، شاركت فيها الدول الأوروبية، والدول التي تنادي بحقوق الإنسان، وتركيا لا تعترف بوجود القضية الكردية، وهي تتهم حزب العمال الكردستاني، أنه منظمة إرهابية، فتضع تركيا أمالها بفرض العزلة على القائد عبد الله أوجلان؛ لعدم اكتمال مشروع الأمة الديمقراطي، وقطع الصلة بين المشروع القائم، وفكر، وتوجيهات القائد، التي تتناقض مع مصالح تركيا”.
وأشار بركات: “يجب على الشعوب في الشرق الأوسط، ألا تتوقف عن تصعيد النضال على المستويات كافة، لتشكل قوة ضغط على تركيا، وعلى الدول المؤيدة لسياساتها؛ لإنهاء العزلة على القائد، وإطلاق سراحه، فالشعب الكردي، والشعوب، التي ترتوي من فكر القائد أوجلان، وترى فيه الخلاص، والحرية لن يروي ظمأها المطالبة برفع العزلة فقط، وإنما تتطلع إلى خروج القائد من السجن”.
واختتم عكيد بشير بركات حديثه، بمناشدة الحقوقيين كلهم في العالم، بالضغط على المؤسسات الحقوقية الدولية، لرفع العزلة عن القائد، والكشف عما يحدث في سجون الدولة التركية، من خرق للقوانين الدولية بحق سجنائها.