حقوقية سودانية: أطروحة القائد عبد الله أوجلان رؤية استراتيجية لشرق أوسط ديمقراطي

قامشلو/ دعاء يوسف –

أكدت الناشطة الحقوقية، والسياسية السودانية “نعمات كوكو” أن مرافعات القائد أوجلان المتمثلة في الإدارة الذاتية المعتمدة على الأمة الديمقراطية، هي مشروع مصغر للشرق الأوسط الذي تطمح إليه، مبينةً، أن اعتقال القائد أوجلان خطة فاشلة من القوى الإمبريالية للقضاء على انتشار أفكاره.

يعد القائد عبد الله أوجلان من المناضلين القلائل، الذين اتخذوا حرية الشعوب أساساً لنضالهم، فكان محور أطروحات ومرافعات القائد أوجلان، المرأة، والمجتمع الديمقراطي الحر؛ ما جذب انتباه آلاف النساء حول العالم، حقوقيات، وناشطات سياسيات، يبحثن عن حرية شعوبهن بعيداً عن استبداد الدول الرأسمالية.

شرق أوسط ديمقراطي

ومن النساء، اللواتي رأين فكر القائد حلاً للأزمات المستعصية في بلادهن، مديرة مركز الدراسات الجندرية، والباحثة السودانية في قضايا التنمية والسياسات البديلة، والناشطة النسائية، والسياسية والحقوقية “نعمات كوكو”، فبالرغم من الحرب الدائرة في بلادها سعت للتواجد في أحد المؤتمرات، “معاً من أجل شرق أوسط ديمقراطي ـ طريق السلام”، التي طرحت أفكار القائد أوجلان من أجل شرق أوسط ديمقراطي، فقد تنقلت من مدينة إلى أخرى، حتى وصلت أروقة المؤتمر مثبتةً بذلك أنها على ثقة تامة بالأطروحات، التي وضعها القائد عبد الله أوجلان من أجل الشرق الأوسط..

ولأن الفكر الديمقراطي كان غايتها؛ تعرفت إلى فكر القائد أوجلان: “اهتمامي بموضوع الديمقراطية، وخاصة الديمقراطية في الشرق الأوسط والسودان، الذي يمر اليوم بمرحلة مفصلية، كل ذاك جعلني أدرس أطروحات القائد أوجلان، التي أعدها مفتاح الحل للعديد من القضايا العالقة في الشرق الأوسط، ومنها الظروف الصعبة، والحرب، التي تمر بها بلادي”.

وبينت نعمات، أن قضية الديمقراطية في السودان مرتبطة بقضية الديمقراطية في الشرق الأوسط، لأن الدول الرأسمالية تقف في وجه الشعوب الحرة، باستقطاب سياسي إقليمي ساخر: “كل من تدخل في الوضع بالسودان سعى إلى نهب الموارد، وسعى إلى قتل حرية الشعوب، التي تبحث عن الديمقراطية، وإعادة تشكيل المجتمع في إطار السيادة الوطنية، والقرار الاقتصادي المستقل، والسودان جزء من خطط الدول الاستعمارية في نهب الثروات، وتغييب حقوق الشعوب للصالح الشخصي”.

وتابعت نعمات: “فمن أجل توسيع قاعدة الديمقراطية، وتوسيع قاعدة المشاركة للمتابعات المحلية، حدثت الأزمة السياسية في السودان، ومن هنا كان لدي اهتمام كبير بكل ما يتعلق بالمؤتمر، والأفكار التي طرحها القائد أوجلان من أجل حرية الشعوب، فتوطين الديمقراطية، واستدامتها تعتمدان على الشعوب الحرة”.

منوهةً عبر حديثها، أن قيام شرق أوسط ديمقراطي، سيساهم في استقرار الدول، وسيادتها وحفظ حقوقها، وحقوق شعبها، ويعمل على توطين، وتوحيد دول الشرق الأوسط بما فيها السودان، وبالتالي يمكن تحقيق الحلم، بأن يكون هناك شرق أوسط ديمقراطي يستند إلى منظومة الحقوق العالمية، وحق المواطنين في المواطنة، ونتيجة لهذا الفكر الحر تنتهي الحروب والنزاعات للاستيلاء، ونهب ثروات المناطق.

أطروحات القائد أوجلان حق تقرير المصير

ترى نعمات، أن مشروع الأمة الديمقراطية، التي طرحها القائد عبد الله أوجلان، مرتبط تماماً بمنظومة حقوق الشعوب في تقرير مصيرها، وبأن تكون جزءاً من المنظومة السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، وبالتالي أوضحت: “هذه القيم المدنية، والإنسانية، التي طرحها القائد أوجلان، هي الأساس لبناء مشروع الشرق الأوسط الديمقراطي، الذي نطمح إليه”.

وتابعت نعمات حديثها في أن مشروع الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، قد صور كيفية خلق الأمة الديمقراطية، التي تستند عليه الشعوب الديمقراطية، ففي هذا المشروع أتيحت الفرصة للشعوب بممارسة الديمقراطية، والتعلم من القيم المدنية: “لقد كان مشروع الإدارة الذاتية مشروعاً استراتيجياً، لأنه يحمي القيم الإنسانية، والمدنية، وحقوق الشعوب في المشاركة في تحرير الإنسان من القهر، والتخلف، وتحرير قدراته، واستغلالها في بناء الأمة الواحدة”.

حيث تجد نعمات، أنها لم تتمكن أي دولة من بناء أمة واحدة، تتسم بالتعدد العرقي، والتنوع الديني، والتميز، وحفظ حقوق الشعوب سابقاً: “أن القيم المدنية والديمقراطية، التي طرحت في مرافعات القائد عبد الله أوجلان، كانت الأولى من نوعها، ولربما العديد من الدول قد طرحت أفكاراً مشابهة إلا أنها لم تتمكن من تطبيقها على أرض الواقع، كما يجري اليوم في شمال وشرق سوريا”.

فيما لفتت إلى، أن قيام شرق أوسط ديمقراطي يعتمد على أفكار القائد، سيسهم في تقدم الدول، ومنها السودان، وسيعمل على توطين، واستدامة الأمة الديمقراطية، التي تستند إلى منظومة الحقوق العالمية وحق المواطنين في حق الحياة بحرية، وبالتالي تنتهي النزاعات.

تعسف الدول الإمبريالية

تطرقت نعمات إلى سبب اعتقال القائد مبينةً في حديثها: “أصبحت هذه المساهمات الفكرية للقائد عبد الله أوجلان محط رعب للقوى الإمبريالية، وقوى الرجعية في المنطقة، واعتقاله، وعزله ضمن سجن، مجرداً من حقوقه كلها، هي محاولة لقطع طريق شعوب الشرق الأوسط للوصول إلى شرق أوسط ديمقراطي”.

وعن العزلة المفروضة على القائد نوّهت: “إن تعامل الدولة التركية لا ينفصل عن طبيعة السلطة الفاشية التي تديرها، وخاصة أن هذه الدولة ذات مشروع أحادي الرؤية، لا يحترم التعدد، والتنوع الثقافي، والديني والعرقي داخل حدوده، ولأن سياسة تركيا مشروع قائم على هيمنة الثقافة الواحدة، والحزب الواحد، واللغة الواحدة، شرعت تركيا لنفسها فرض عقوبات انضباطية بالإضافة إلى عزلة مشددة على القائد داخل سجنه، فلم تدع مقابلته مسموحة لأحد، منتهكة بذلك القوانين الدولية التي تحفظ حقوق السجناء”.

واختتمت مديرة مركز الدراسات الجندرية والباحثة السودانية في قضايا التنمية، والسياسات البديلة والناشطة النسائية، والسياسية والحقوقية “نعمات كوكو” حديثها: “علينا العمل بشكل جماعي لاستدامة الديمقراطية، وتوسيع قاعدة مشاركة الشعوب لبناء الأمة الديمقراطية المرتبطة بأفكار القائد، وهذا الاعتقال بحقه هو استهداف لحقوق شعوب تبحث عن القيم المدنية، والديمقراطية، وبإطلاق صراح القائد أوجلان سيولد شرق أوسط ديمقراطي، وتنتهي الأزمات العالقة في الشرق الأوسط”.