حفاظاً على سير العملية التعليمية.. جامعة روج آفا تبدأ التعليم عن بعد “أونلاين”

تقرير/ عادل عزيز –

روناهي/ قامشلو- لمواصلة العملية التربوية والتعليمية لطلبة جامعة روج آفا تزامناً مع فرض حظر التجول في شمال وشرق سوريا بسبب وباء كورونا، تم البدء بالتعليم عبر النت “أونلاين”، وفي إطار هذه التحضيرات تم إعداد سلسلة برامج للمدرسين والطلبة للبدء بعملية التعليم عبر النت لكافة طلبة الجامعة في شمال سوريا.

بعد إصدار الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا قراراً بإغلاق المدارس والجامعات وفرض حظر للتجوال لمواجهة فيروس كورنا الذي يجتاح العالم، علقت جامعة روج آفا الدوام في كلياتها ومعاهدها ضمن الإجراءات الاحترازية والوقائية من فيروس كورونان، وعليه بدأت الهيئة الإدارية للجامعة باتخاذ التدابير اللازمة لمواصلة العملية التربوية والتعليمية لطلبة الجامعة في المنزل وعبر النت.

بدأت جامعة روج آفا بعملية التعليم عبر الإنترنت منذ الثالث من شهر أيار الجاري، وكان التخطيط مسبقاً لعملية التعليم “أونلاين” قبل شهر لوضع خطة متكاملة، والبداية كانت بتشكيل لجنة لمتابعة الأمور التقنية والخبرات في مجال التعليم عبر النت، واستطاعوا بوقت قياسي جمع المعلومات اللازمة لتحقيق وكسب الوقت لإنجاح هذه المهمة.

خيارات عدة للتعليم عن البعد

وبخصوص ذلك التقينا مع الرئيس المشترك في جامعة روج آفا “عبد الإله المصطفى” حيث أكد لنا بأنه كانت هناك عدة خيارات للتعليم عن بعد مثل تقنية التدريس عبر التلفاز التي أطلقتها هيئة التربية والتعليم، مشيراً بأنها كانت تجربة لا بأس بها، وأردف قائلاً: “كما هو معروف موضوع الكهرباء سيئة جداً في مناطق روج آفا وشمال سوريا ومع انقطاع الكهرباء تنقطع سلسلة التفاعل بين المدرس والطلبة المشاهدين، ولكن حاولنا تلافي هذه المشكلة والبدء بالتعليم عبر الإنترنت كونه فضاء أوسع وهناك إمكانية تحميل الفيديوهات للمحاضرات، حيث يمكن للطلبة تحميل المحاضرات بعدة أشكال منها الـ word وpdf وpower point وتسجيل الصوت وتسجيل الفيديو ويتم إنزالها على مجموعات مشكلة عبر الواتس آب أو التليغرام وبعد التجهيز يتم إرسال الملف للمجموعة التي شكلت لمشاهدة المحاضرات عليها، ومن ثم تحميله من قبل الطلاب”.

دورة تأهيلية للمدرسين

وتابع المصطفى بأنه كان هناك مصاعب تواجه بعض المدرسين من حيث إمكانياتهم التقنية الضعيفة، وتم تحضير المدرسين لمدة أسبوعين تقريباً وإخضاعهم لدورات مكثفة تدريبية وتأهيلية للعمل على برنامج “الزوم والتليغرام”، وكانت الدورة عبارة عن كيفية “تسجيل الشاشة (سكرين) وريكوردر” وكانت المتابعة جيدة من قبل المدرسين، كما تم تأهيل مدرسي الأقسام من كل كلية وإعادتهم إلى مكان عملهم للبدء بإعطاء المحاضرات بحسب المصطفى.

شرح مفصل للمحاضرة عبر برنامج الزوم

وأردف المصطفى بأنه يتم لقاء مباشر بين المدرس والطالب على برنامج الزوم، حيث يتم شرح المحاضرة كاملةً في قاعة تقليدية بالإضافة إلى استماع وجهة نظر الطلاب وتكون عملية اللقاء عبر برنامج الزوم ويشرح المحاضرة بشكل مفصل بالإضافة إلى سد الثغرات التي قد يكون الطالب تعرض لها أثناء متابعته للمحاضرة، وهناك مجال للسؤال والجواب لمناقشة المحاضرة وتكون الأمور تفاعلية، كما أن هناك برنامج أسبوعي لأوقات إعطاء المحاضرة، بحيث يتم إعطاء ثلاث محاضرات في اليوم حسب البرنامج المحدد، وتكمن في حرية اختيار الساعة التي تناسب كل مدرس، مؤكداً بأنه لا يجوز خلط المواد بل حسب تسلسل البرنامج.

وضع خطة لتقييم الطلبة

وأشار المصطفى إلى أن آلية تقييم الطلبة ستتم عبر وضع خطة من نفس اللجنة التي قامت بتشكيل جمع المعلومات والتقنيات المطلوبة، وبصدد دراسة مشاريع الطلبة والتقييم بشكل جيد، ذكر: “النظام العام للجامعة يتكون من امتحانين في كل فصل “امتحان نصفي وامتحان نهائي”، كما أن هناك صفحة للجامعة على شبكة الإنترنت وتفعيل قسم للأون لاين فيها بشكل كبير، وهناك قسمين من الدرجات لتقييم الطلبة ففي القسم الأول 60%  من اختبارات ووظائف وحلقات بحث بحيث يتم التواصل المباشر من قبل المدرس مع الطالب، والقسم الثاني 40% يتم توزيعه على قسمين: الامتحان النصفي الأول 16% والامتحان النهائي 24%،  وتفعيل فضاء مناسب لعملية الأونلاين كونها التجربة الأولى لنا، كما أن هناك صعوبة في تقييم المواد المخبرية عبر الأونلاين باعتبار الدروس العملية بحاجة إلى حضور الطلبة للتفاعل مع المدرس حيث تم التركيز حالياً على موضوع النظري بشكل كامل، وهناك إمكانية تفعيل خاصية الفيديو بحيث يكون المدرس في المخبر ويعمل على الاختبارات وتحميل الفيديو أو إمكانية المشاهدة المباشرة بين الطلاب والمدرس عبر برنامج الزوم”.

تجربة جديدة بحاجة إلى دعم متكامل

وختم الرئيس المشترك في جامعة روج آفا “عبد الاله المصطفى” بأنهم يتجاوزن الأزمة الحالية بعد انتشار فيروس كورونا بتفعيل خاصية الأونلاين، وتابع بالقول: “العملية التعليمية عبر النت تجربة جديدة بالنسبة لنا وهي بحاجة إلى دعم متكامل من الإدارة والمدرسين بالإضافة إلى التعاون بين المدرسين والطلاب، على أن يكونوا فاعلين في حمل المسؤولية جميعاً، ونرغب التزام جميع المدرسين والطلبة بالتعلم عبر الأونلاين لأن الحياة يجب أن لا تتوقف بالرغم من كافة الظروف”.

ظهر التعليم عبر الإنترنت أو كما يُعرف باسم “التعليم عن بُعد” بالتزامنِ مع انتشار الإنترنت بشكل كبير، ويمكن الجزم بأنه قد رأى النور لأول مرة في غضون العشرين سنة الماضية؛ إذ بدأت رقعة الإنترنت بالاتساع تدريجياً بازدياد حجم قواعد البيانات والمعلومات فيه، ومن الجديرِ بالذكرِ أن الإنترنت قد سهل طرق نقل المعلومات وتسويقها وإيصالها لمن يحتاج إليها بكل سهولة، فأصبح الإنسان يختلط ويندمج مع فئات متفاوتة التعليم والثقافة والمعرفة، هذا ويعود الفضل لهذا النوع من التعليم بإخراجِ الطالب من روتين التعليم الممل ووضعه أمام منصة أكثر سهولة في التعليم ومتعة، وفي الوقت الراهن وبعد انتشار وباء كورونا وتوقف سير العملية التعليمية أصبح “التعليم عن بعد” الحل الأمثل للتعلم في وقتنا الراهن.