روناهي/ الرقة ـ بعد العدوان الهمجي والوحشي الذي شنه جيش الاحتلال التركي ومرتزقته على الأراضي السورية، بحجج ومبررات واهية، الأمر الذي عمَّق وعقَّد من الأزمة السوريَّة، ويُدخل لاعبين جدد في مناطق شمال وشرق سوريا، وخلطَ الأوراق، بين كافة القوى الإقليمية والدولية الطامعة بهذه المناطق، ويُثار في هذه المرحلة الكثير من الأسئلة واشاراتِ الاستفهام بخصوص مُستقبل هذه المنطقة، ومستقبل الحل السوري ككل، والجرائم التي ارتكبتها دولة الاحتلال التركي، ولا زالت ترتكبها بحق أبناء هذه المنطقة.
هذه المواضيع كانت في محور اللقاء الذي أجرته صحيفتنا مع عضو مكتب الدراسات والعلاقات العامة بحزب سوريا المستقبل حسين ملا:
العدوان التركي سبب جرائم حرب وانتهاكات بحق الانسانية
حيث بدأ حديثه بالقول:” منذ بداية العدوان الذي شنته اردوغان على مناطق شمال وشرق سوريا، بحجج، ومبررات واهية، ولا ترتقي الى مستوى الشرعية والقانونية، وتخالف القوانين، والمواثيق الدوليَّة المُتعلقة بالعلاقات بين الدول، وسيادتها ووحدتها، الهدف التركي من هذا الهجوم هو ضرب حالة الاستقرار بدءاً من مدينتي كري سبي/ تل ابيض، ورأس العين/ سري كانييه، ضاربة بعرض الحائط كل القوانين والأعراف الدولية، وفوجئنا بسحب القوات الأميركية لقواتها من على الحدود، مما أعطى الفرصة لجيش الاحتلال، ومرتزقته لشن هجوم وحشي على مناطق السورية الآمنة، الأمر الذي سبب استهداف الأمينة العامة لحزب سوريا المستقبل هفرين خلف ومرافقيها، وقتلها بدم بارد، ومتعمد مما يشكل جريمة جنائية متعمدة، وكان الضغط الدولي خجول الى حد ما، ولم يتجاوز الطموحات، بحيث طال عدد من الشخصيات في الدولة التركية، وبعض العقوبات الاقتصادية”.
قسد وفت بالتزاماتها… ودولة الاحتلال مضت بعدوانها
وأضاف الملا” مع بدأ المفاوضات التي رعتها واشنطن مع دولة الاحتلال التركي كان هنالك تجاوب والتزام من قبل قوات سوريا الديمقراطية، أولاً لسحب الذريعة من قبل الجيش التركي، وثانياً حقناً للدماء، لأنه كان هنالك تجربة في عفرين، ولا يجب أن تتكرر نفس السيناريو الذي أرادها الأتراك في القتل والتدمير والتهجير …وغيرها من الممارسات الوحشية واللا انسانية، وعلى الرغم من الالتزام، والتجاوب من قبل قوات سوريا الديمقراطية إلا أن دولة الاحتلال التركي أبت إلا أن تنفذ ما هددت به”.
وتابع الملا حديثه بالقول:” باعتقادي أن المخطط التركي المرسوم والذي تسعى له، أُحبط نتيجة المُقاومة الأسطوريَّة التي أبدتها قوات سوريا الديمقراطية، وخاصة في رأس العين/ سري كانييه، ورأينا المواقف الدولية المعارضة للعدوان التركي والذي أثر الى حد ما في كبح جماح الهجوم”.
وأكد الملا” موقف حزب سوريا المستقبل كان واضحاً منذ البدايَّة من العدوان التركي، من خلال البيانات التي أطلقها الحزب، والمظاهرات الشعبيَّة التي شَارك بها، ولا سيما الموقف الشعبي، والدولي الذي استنكر قتل الأمينة العامة للحزب هفرين خلف بتلك الطريقة الهمجيَّة”.
نجهز لإضبارة حقوقية لرفعها للجنايات الدولية
وبين عضو مكتب الدراسات بحزب سوريا المستقبل: “نحن كحزب وثَّقنا الجريمة الوحشيَّة التي طالت الشهيدة هفرين خلف من خلال تصوير موقع الجريمة، ورفع كافة الأدلة الموجودة من مكان الجريمة، وتوثيقها بالصور والفيديو والأضابير المطلوبة، ومن خلال تقرير الطبيب الشرعي، وجهزنا بما يعني إضبارة حقوقية، أو ملف قانوني بالتعاون مع كافة المنظمات الحقوقية في شمال شرق سوريا بهذه الشأن بغيَّة رفعها الى محكمة الجنايات الدولية”.
وبالنسبة لآفاق الحل أشار الملا: ” بالتوازي مع الاعتداء التركي على الأراضي السورية كان هنالك تطورات ديناميكية حصلت على المستوى العسكري والسياسي، ولا ننسى أن هنالك اجتماعات للجنة الدستورية على الأبواب، وضرورة ملحة لإدخال ممثلي شمال وشرق سوريا في اللجنة المذكورة، أما فيما يتعلق بالنظام السوري، ودوره في المنطقة هنالك تفاهمات بين قوات سوريا الديمقراطية، والنظام ولم تصل إلى مرحلة الاتفاق بالمعنى الحقيقي، وكان من الواجب على قوات النظام السوري الانتشار على كافة الحدود السيادية للدولة السورية، ولسد الذريعة لدولة الاحتلال التركي، ومنعها من التوغل في الأراضي السورية”.
وختم الملا حديثه بالقول:” حزب سوريا المستقبل ينادي بوحدة الأراضي السورية، وينادي بالحل السياسي للأزمة السورية، ضمن مرجعيات مؤتمر جنيف، والقرار الأممي 2254، والتأسيس لمرحلة جديدة للوصول إلى الحل السوري الشامل مع كافة القوى السورية التي تؤمن بشكل جدي به كمخرج لسوريا في هذه المرحلة الصعبة التي تمر بها”.
تقرير/ حسام اسماعيل
