النساء الإيزيديات، اللواتي تعرضن للعديد من المجازر حتى الآن، واجهن أكبر مأساة في الثالث من آب 2014، حيث تعرضن للهجوم من قبل داعش، وأُختطفت 5000 امرأة وطفل، وقُتل الآلاف منهم، ولذلك فإن شنكال لا زالت جرحاً لم يندمل، فعندما احتل داعش شنكال تُرك الشعب الإيزيدي بمفرده من قبل الحكومة الفيدرالية في إقليم كردستان، والحكومة المركزية في العراق، وظل الإيزيديون في ذلك الوقت بدون حماية، بعد أن فرت القوات الموجودة دون الدفاع عنهم، وبعد تحرير شنكال شكل الأهالي قواتهم الدفاعية، وأنشؤوا مؤسساتهم وتنظيماتهم المدنية الخاصة، وشكلوا تنظيماتهم النسائية، والاجتماعية، والعسكرية، ويديرون الآن شؤونهم الخاصة في شنكال، وفي التاسع من تشرين الأول 2020، اجتمعت الحكومة العراقية، وحكومة إقليم كردستان مرة أخرى مع الأتراك، وصادقتا على بعض البنود الجديدة، وعقدوا اتفاقية لارتكاب مجزرة أخرى ضد شنكال، وبهذا الشكل تعرض أهالي شنكال مرة أخرى للتهديد بارتكاب مجزرة أخرى، ونُظمت العديد من النشاطات والفعاليات ضد ما تتعرض له شنكال.
![]()
وبمبادرة من النساء، بدأت فعالية خيمة الكرامة، لحماية قوات الأسايش والمؤسسات المدنية، حيث قررت النساء عدم تسليم أمور الدفاع والحماية لأية قوة أخرى مرة ثانية، وبهذا الوعي أشرفن على الفعالية.
وبمبادرة من النساء، بدأت فعالية خيمة الكرامة، لحماية قوات الأسايش والمؤسسات المدنية، حيث قررت النساء عدم تسليم أمور الدفاع والحماية لأية قوة أخرى مرة ثانية، وبهذا الوعي أشرفن على الفعالية.وأُعلن عن تأسيس حركة حرية المرأة الإيزيدية في مؤتمرها المنعقد في 20 أيلول 2016، لتوسيع تنظيمها الاجتماعي والأمني، والسياسي، والاقتصادي تحت شعار “المرأة الحرة في مجتمع حر”، صبيحة صبري المتحدثة باسم حركة حرية المرأة الإيزيدية، تحدثت حول أنشطة حركتهم خلال العام، واستذكرت في بداية حديثها جميع شهداء مجزرة شنكال في شخص الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي في شنكال “مروان بدل” والقيادي في وحدات مقاومة شنكال “سعيد حسن”.
المقاومة أفشلت الاتفاق
ذكرت صبيحة صبري: أن النساء الإيزيديات والشعب الإيزيدي عارضوا اتفاقية 9 تشرين الأول وقالت: “العام الماضي كان عاماً مليئاً بالمقاومة والنضال فيما يتعلق بنا كحركة حرية المرأة الإيزيدية، خلال هذا العام ازدادت الهجمات، وخطط الإبادة الجماعية على المجتمع الإيزيدي، لقد أدى نضال الشعب، وخاصة النساء ضد الاعتداءات إلى فشل الاتفاقية، لأن المعتدين كانوا يخشون من إرادة الشعب؛ لذلك شنوا هجمات شعواء وبكل الوسائل على شنكال، لقد فقدنا في هذا النضال العديد من رفاقنا، ورغم ذلك تصاعدت المقاومة في مواجهة كل هجوم، خلال العام أظهرنا، كأهالي شنكال، مقاومة كبيرة لاتفاقية 9 تشرين الأول بقيادة النساء، كانت هناك نشاطات وفعاليات مختلفة ضد الاتفاقية، نظمنا الأنشطة والاجتماعات، وأجرينا العديد من الزيارات والاجتماعات مع الأهالي؛ لمناقشة الهجمات والخطط، ناقشنا وشرحنا للأهالي أهداف حركتنا والمخاطر التي تحدق بشنكال، زياراتنا كانت قوية لأننا رأينا يقظة ورد فعل الأهالي ضد محاولة الاحتلال والهجمات”.
واصلت صبيحة صبري حديثها شارحة: إن مجال التدريب والتعليم، هو الأهم فيما يتعلق بحركة حرية المرأة الإيزيدية: “المهمة الأولى فيما يتعلق بنا كحركة هي تثقيف المرأة والمجتمع، خلال العام نظمنا أكثر من 10 دورات تدريبية تحت مظلة حركتنا، إلى جانب دورات تدريبية عامة في المجالس أيضاً، قدمنا في هذه التدريبات دروس حول تاريخ الإيزيدية وتاريخ نضال المرأة والقضايا الاجتماعية والتعايش الحر والعديد من الموضوعات الأخرى، نحن نرى أن هذه التدريبات مهمة من أجل بناء مجتمع حر وديمقراطي، كما نظمنا تدريبات حول الحماية للدفاع عن أنفسنا ضد أي هجوم، كما قدمنا تدريبات عسكرية للنساء على استخدام السلاح، وتحظى هذه التدريبات باهتمام كبير من قبل جميع النساء”.
المرأة الإيزيدية في نظام الرئاسة المشتركة
واصلت صبيحة صبري حديثها، مؤكدة على أن الحركة، أولت اهتماماً خاصاً لتعزيز تنظيم المرأة خلال العام: “هدفنا الأساسي للحركة منذ تأسيسها وحتى اليوم، هو أن نصل إلى كل امرأة في المجتمع، وأن نتمكن من توعية وتثقيف النساء والتأكيد على أن المرأة قادرة على الوقوف على قدميها في المجتمع والنضال بكل الوسائل، لقد حقق نضالنا في تنظيم النساء هذا العام، مستوى أوسع، وحقننا نجاحات في هذا الصدد، ففي يومنا الراهن تم إنشاء مجالس نسائية في كل قرية، وأخذت المرأة الإيزيدية مكانها في كل مؤسسة، وأخذت مكانها في نظام الرئاسة المشتركة، كل هذا تحقق بجهد ونضال المرأة، فنحن بحاجة إلى زيادة نسبة النساء المشاركات في الأعمال والخدمات الاجتماعية هذا العام”.
جهود النساء
كما تحدثت صبيحة صبري، عن دور ومشاركة المرأة الإيزيدية في مؤتمر مجلس الإدارة الذاتية في شنكال، قائلةً: “انعقد مؤتمر مجلس الإدارة الذاتية في شنكال خلال هذا العام، كان هناك دور وحضور قوي للمرأة الإيزيدية في المؤتمر، فعلى وجه الخصوص، تمت مناقشة المخاطر على المجتمع بشكل مفصل، في القضايا القائمة كلها، وحُددت سبل الحل، في ذلك المؤتمر عقدنا العزم كنساء على بناء شنكال حرة، وقد أعربت النساء كلها في المؤتمر عن آرائهن ووجهات نظرهن وأعدن النظر في أعمالهن، مداخلات وآراء النساء، أثرت بشكل كبير على المؤتمر بشكل عام، كما منحت الدعم لبرنامج عمل السنة المقبلة”.
