سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

حرب غزة تُدغدِغ مشاعر تركيا بإنشاء كيان إخواني في الشمال السوري

فواز حمود_

كل من عهِد السياسة التركية التي يقودها الفاشي أردوغان، علِم عِلمَ اليقين أن ما يطرحه للإعلام، هو بمعظم حالته عكس ما تروّج له حكومة العدالة والتنمية الإخوانية، التي يقودها في الخفاء، حيث اعتمدت سياسته على انتهاز الأحداث والتلون حسب ما يطرحه الواقع، لتحقيق أكبر قدر من المكاسب لأجنداته الاحتلالية التوسعية على حساب دول الجوار.
وتزامنت هجمات أردوغان على مناطق شمال وشرق سوريا الأخيرة والتي سعى من خلالها لتدمير البنى التحتية لإحداث حالة تهجير قسرية جديدة، بعد أن احتل مدن عدة وهجر سكان ثلاث مدن بفترات سابقة (عفرين ـ سري كانيه ـ كري سبي/ تل أبيض) بشكلٍ مريب مع الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة، وطلب الأخيرة من مصر استقبال الفلسطينيين لأنها تنوي تهجيرهم…!!!
زلة لسان تكشف خططاً تركيّة لتوطين الفلسطينيين عوضاً عن سيناء في عفرين
ومع اشتعال الجدل العربي (المصري – الأردني) الإسرائيلي، على رفض طلب الأخيرة لتهجر فلسطينيي غزة إلى سيناء، والرد المصري بمقترح أن يُهجروا إلى صحراء النقب، يخرج الدور التركي المريب بالاصطفاف “المريب” إلى جانب مصر، والإعلان على لسان وزير خارجيتها هاكان فيدان، إن بلاده تقف إلى جانب مصر في رفض تهجير الفلسطينيين من القطاع.
ليأتي صحفي تركي يُدعى (نديم تركمان) وبزلة لسان يكشف خفايا وأسباب رفض الفاشية التركيّة توطين الفلسطينيين في مصر، لأن الأولى وبحسب الصحفي نفسه لها مشاريعها في هذا الشأن، وأن وافقت بلاده على هذا فإنه يهدد مستقبل خططها بـ “إنشاء كيان إخواني داخل الأراضي السوريّة المحتلة على الحدود التركية”.
وقال الصحفي تركمان خلال بث مباشر على إحدى القنوات التركيّة في الخامس عشر من الشهر الجاري أن بلاده تستعد لقبول الفلسطينيين الذين شرّدتهم إسرائيل، وأضاف قائلاً: “بناءً على ما سمعته في أنقرة، فإن الاستعدادات جارية لقبول 500 ألف فلسطيني في تركيا، ولقد سمعت أيضاً أن الاستعدادات تجري في أنقرة وفي جنوبنا”.
وامتنع الصحفي عن قول كلمة (سوريا)، واختار بدلاً منها مصطلح (جنوبنا)، قبل أن يقاطعه فجأة مدير البرنامج، ويقوم بتغيير الموضوع بعد أن اكتشف هول ما كشفه الصحفي.

تشاركيّة تركيّة فلسطينية إخوانيّة في تغيير ديمغرافية الشمال السوري
وهذا يتوافق مع الهجمات الاحتلالية التي تشنها دولة الاحتلال التركي المثيرة للجدل في المدن السورية المحتلة، والتي أدت إلى تغييرات ديموغرافية كبيرة ممنهجة في التركيبة السكانية عبر تهجير أكثر من ستمئة ألف من المواطنين الأصليين.
وهنا السؤال أصبح حقاً بالنظر إلى الدور الإخواني الفلسطيني، في بناء المستوطنات في الشمال السوري، على وجه الخصوص عفرين المحتلة، هل كانت الحرب على غزة مُتفق عليها بين دولة الاحتلال التركي وإسرائيل؛ والتي عرّضت فكرة توطين الفلسطينيين في الدول العربية؛ التي رفضت عشرات المشاريع المماثلة طوال أعوام الصراع الفلسطيني الإسرائيلي؟
وهل سيأتي أردوغان في نهاية المطاف على شكل “المُخلّص” كما يصدّر نفسه في كل الحروب السابقة القومية منها والإثنية، ويقبل توطين الإخوان من فلسطينيي غزة في الشمال السوري المحتل، وينهي معضلة إسرائيل ومصر والأردن، على حساب مئات الآلاف من السورين الذين هجرهم قسراً؟ ويزرع كيان إخواني له في تلك المناطق ويواليه ويتبعه في مشاريعه في المنطقة بعد أن خلصهم من ظلم إسرائيل؟!
ولا نستبعد تلك الخطوة مع النظر إلى عدد المشاريع الاستيطانية التي نفذتها جمعيات إخوانية فلسطينية في الشمال السوري؛ مثل الهلال الأحمر وجمعية العيش بكرامة 48 وغيرها الكثير من المنظمات الإخوانية التي تتخذ من “العمل الإنساني” غطاء لإتمام عمليات التغيير الديمغرافي في المناطق السورية المحتلة، التي كان آخرها في الثامن من تشرين الأول.
وعلى سبيل المثال لا الحصر افتتحت ما يسمى بجمعية “حجر الصداقة التركية” قرية استيطانية في ناحية جندريسه بريف عفرين المحتلة تحت مسمى” أشبال بيت المقدس” والتي تضم 270 وحدة استيطانية في الثامن من تشرين الأول الجاري، واسم المستوطنة يثير الغرابة والتساؤلات، والغرابة في الوقت الذي يجري العمل على تهجير الفلسطينيين من ديارهم.
وبحسب تقارير موثّقة فإن عمليات دولة الاحتلال التركي في الشمال السوري أدت إلى تهجير السكان الكرد الأصليين واستبدالهم بمجموعات من الإخوان المسلمين، وهذا جزء من استراتيجية أوسع لتغيير التركيبة الديموغرافية لهذه المدن، وهي سياسة تدعمها تقارير من منظمات حقوق الإنسان مثل منظمة العفو الدولية، وأشارت التقارير إلى أن تصرفات تركيا الحالية تتجاوز الإجراءات السابقة مثل مشروعي الحزام العربي والإصلاح الشرقي من حيث النطاق والديمومة.