سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

حرب القهوة

د. محمد فتحي عبد العال (كاتب وباحث مصري)_

تتعدد الأساطير حول اكتشاف هذا المشروب، الذي يتربع على عرش المشروبات بالعالم، ومن أقدم الروايات ما يرجع باكتشاف البنِّ إلى عهد النبي سليمان عليه السلام، في قصّة يرويها ابن العِماد الحنبلي في” شذرات من الذهب“ وأنّ جبريل قد أوحى إلى سليمان -عليه السلام- لمّا نزل على قوم مرضى – أوحى إليه أن يأمر الجن، أن يأتوه بثمر البن من بلاد اليمن، وأن يحرقه بالنار، ثم يطبخه ويسقيهم منه، ففعل، فبرئوا من علّتهم، يقول ابن عماد الحنبليُّ: ”ثم تناسى أمرها الناس، حتى ظهرت في القرن العاشر الهجري“.
والبعض يربط بين اكتشافها، وبين حياة الرهبان وصلواتهم الطويلة في جوف الليل، فتذهب الأسطورة إلى أن راعي غنم اسمه (كالدي) قيل: إنه أثيوبي، وقيل: يمني اكتشف نشاطا غير عادي في قطيعه، حينما أكلت من إحدى أشجار التوت، فسارع إلى إخبار رئيس الدير، والذي أعجب بالمشروب الساحر من وقتها، واحتضنته حياة الرهبان، لكن قصصاً أخرى تأخذنا إلى العالم الإسلامي، وتحديدا عالم الصوفية، فتدعي أن أحد مشايخ الصوفية، وهو أبو بكر بن عبد الله العيدروس هو أول من مر بأشجار البن أثناء سياحته في الجبال، فأكل من ثمرها، فكانت معينا له على العبادة، وقيل أيضا: إن مكتشفها هو الفقيه الصوفي محمد بن سعيد الذبحاني، كما ذهب البعض إلى أن مكتشفها، هو: أبو الحسن علي بن عمر الشاذلي مؤسس الطريقة الشاذلية، وقد صح عنه أنه قام برحلة إلى الحبشة، وقيل: تلميذه ومن هنا كانت تسمية أهل الجزائر، للقهوة باسم الشاذلي.
لقد استطاعت القهوة أن تشكل المجتمع من حولها، فتحولت من مشروب مفضل بالمنزل، إلى مشروب يستلزم مكانا أوسع يختلط فيه احتساء القهوة، بتبادل الدردشة، والجدال والنميمة، ومناقشة الأخبار، وتبادل الآراء الفكرية، ومن هنا نشأت المقاهي أو مدارس الحكمة، لقد أحدثت القهوة بذلك ثورة اجتماعية حقيقية، جعلتها هدفا للهجوم عليها.
كانت بداية التحريم في مكة، حيث وجد حاكم مكة الأمير خاير بك عام 1511 م والذي كان مكلفا من قبل سلطان مصر قانصوه الغوري جمعا من الناس، يشربون القهوة بجانب المسجد الحرام، والتي أحضروها معهم من اليمن، فما رأوه أطفؤوا الكشافات، فهاله الأمر، وأثار ريبته فاجتمع بفقهاء مكة، ويحسب للشيخ نور الدين بن ناصر الشافعي مفتي مكة آنذاك اعتراضه على تحريم القهوة، فالبن عنده مباح، حارق للبلغم، ولكن كان لزاما أن تعلو كفة خاير بك، والذي عاضده الطبيبان أحمد العجمي الكازروني، وأخاه علاء الدين من أن القهوة مفسدة للبدن، وأصبح الشيخ نور الدين في وسط هذا الجمع هو الواعظ الجاهل! وسارع الجميع إلى إصدار فتوى في تحريمها، واعتبارها خمرة مسكرة مذهبة للعقل، ومضرة بالبدن، وتفنن الفقهاء في إيجاد الأسباب للتحريم، فذهب البعض لكونها تساعد على السهر، ما يؤدي إلى ضياع صلاة الفجر، ويحشر من يشربها يوم القيامة ووجهه أسود من أسافل أوانيها! وذهب البعض إلى كونها بدعة مضلة، حيث لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه شربها، وقال بعضهم: إن الذهاب إلى الحانات أفضل من ارتياد المقاهي، وأمر خاير بك بالقبض على كل من يضبط بهذه الجريمة الشنعاء، وتجريسه والطواف به على حمار ليكون عبرة لغيره!!
فضلا عن إغلاق محال بيع القهوة، وإحراق البن المستخدم في صنعها… وحينما بلغ الأمر السلطان قانصوه الغوري حاول الغوري التنصل من إعطاء أمراً قاطعاً في هذه المسألة، وفي ضميره: أن القهوة لا شيء فيها، ولكن المماليك حين يعملون عقولهم، فينقلب الحق باطلا، والباطل حقاً، واكتفى المرسوم السلطاني بمنع التظاهر بالقهوة، أي شهّر بها جهارا، وحاول الغوري التخفيف من حدة التوترات بمكة؛ بسبب المنع الذي أمر به خاير بك، فبعث في العام الثاني الأمير قطلباي خلفا لخاير بك فرفع الحظر عن القهوة، وشاع شربها، ولكن هذا لم يخفف من حدة المسألة، فقد انطلقت المساجلات الفقهية دون نهاية بين مؤيد، ومعارض.
في مصر، وفي العقد الأول من القرن السادس عشر بمصر، حينما أفتى الفقيه الشافعي أحمد بن عبد الحق السنباطي بحرمة شرب القهوة، فاجتمع المتشددون، واغلقوا الحانات، وهدموا كوانين القهوة، وكسروا آنيتها ومع تصاعد حدة المشهد تدخل قاضي مصر الشيخ محمد بن إلياس الحنفي، وصنع القهوة في منزله لاختبار تأثيرها، وإثبات أنها غير مسكره!!إلا ان الواضح، من أن المعركة بين محرّمي القهوة، ومحلّليها لم تتوقف عند هذا الحد، وأسفرت معارك القهوة عن قتلي وجرحى!!
أما في عاصمة الخلافة العثمانية، فلم يختلف الشكل كثيرا، فقد طالب القاضي محمد الحسيني بإبطال شرب القهوة، وإغلاق المقاهي، وحينما رفع الأمر لسليمان القانوني إحالة إلى شيخ الإسلام أبو السعود أفندي، والذي أفتى بتركها مخافة التشبه بالفجار، وأن اجتماع الفسقة على إدارتها، وعلى الملاهي والملاعب، وعلى الغيبة والنميمة، يجعلها حراماً بلا شك!! لم يتغير الأمر بوفاة سليمان القانوني، وتولى ابنه سليم الثاني، فبقيت القهوة ممنوعة، وفي عهد مراد الثالث شهد الأمر انفراجة مع إقناع تجار البن للصدر الأعظم، والسلطانة صفية، وتقديم رشوة لمراد الثالث مقابل إصدار فرمان بالسماح بشرب القهوة، وفتح المقاهي مرة أخرى، فأصدر شيخ الإسلام بستان زاده محمد أفندي فتوى، تبيح شرب القهوة لكن الأمر تعرض لانتكاسة كبيرة في عهد السلطان مراد الرابع، والذي حرم القهوة بشكل نهائي، وجعل عقوبتها الإعدام فقد اعتبرها العدو المستتر ضد حكمه، وأنها قد تدفع البعض بتأثيرها للثورة عليه.
هذه المشاهد العبثية لم تكن تطفو على السطح هكذا، لولا تغييب لدور العلم، كحكم فصل في قضية تناول مشروب طبيعي مثل القهوة، وهو صاحب الرأي الأول والأخير في مثل هذه القضايا…
رأي العلم
تحتوي القهوة على مركب الكافيين، ويعد الكافيين منبها للجهاز العصبي، وكابحا للشهية، ويجدد النشاط، ويعود الفضل للكيميائي الألماني فريدليب فرديناند رونغه في اكتشاف الكافيين، أثناء تحليله لحبوب البن، وذلك بناء على طلب الشاعر والسياسي الألماني الشهير غوته.
وفي النهاية انتصرت القهوة، وانتصر العلم، وزال ما علق بها من خرافات، وأصبحت القهوة مشروبا لا غنى عنه بالمشرق وبالمغرب على حد سواء.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle