حبران… درة قرى جبل العرب

إعداد/عبد الرحمن محمد_

الطبيعة الجميلة الساحرة، تعانق الجبل والوادي، طيبة السكان واعتزازهم بالذات، والنفس الأبية كما جبل العرب، هي صفات باتت تُميّز قرى وأرياف السويداء. ما زالت تحتفظ بغناها التاريخي وإرثها الثقافي والشعبي.

على ارتفاع 1400 متر عن سطح البحر، وعلى بعد 14كم عن مركز المدينة، تتربع قرية حبران في الريف الجنوبي من محافظة السويداء.  اسم القرية له عدّة معاني، ولعل أبرزها المعنى الآرامي لفعل “حبر” ومعناه عقدة الوصل بين المناطق المتعددة وذلك كون قرية حبران تشكّل صلة وصل بين سهل حوران وجبل العرب “بصرى والسويداء وقنوات” وقد حوله الأنباط بعد ذلك إلى حبران، ومن المعاني المرادفة أيضاً “هيرانا” التي تعني الغابة الكثيفة، كما ورد في المعجم الجغرافي. وفي معاجم اللغة العربية فالفعل حبر الشيء أي زينه وحسّنه.

وجميع المعاني تدل على جمال القرية في مختلف مراحل التاريخ، وعلّ ذلك يعود لأول الصور التي تنطبع بذاكرة الزائر إليها هي اللون الأخضر الذي يطغى على القرية فهي تشتهر بالمساحات الكبيرة المزروعة التي تصل 4000 دونم معظمها من التفاح والعنب.

فضلاً عن الأشجار الحراجية التي تنتشر بكثرة ومنها السنديان، البلوط والبطم، تلك الأشجار يَكثُر توضعها بالقرب من السد “سد حبران ” الذي يقع بمنطقة ترتفع عن سطح البحر 1350 متر ويشكّل نقطة جذب سياحية للقرية من كافة محافظة السويداء وذلك للطبيعة الجميلة التي تحيط فيه من الأشجار الحراجية وامتداده على رقعة كبيرة من الأرض وتنتشر هواية صيد السمك بهذا السد ويشكّل محطة توقف لأنواع عديدة من الطيور المهاجرة. يبلغ عمق السد حوالي 26 متر ويتسع لحوالي ثلاثة مليون متر مكعب من المياه، وذلك حسب مصادر في مديرية مياه السويداء، بالإضافة لوجود محطّة تصفية عليه تساعد بتنقية المياه وتوزيعها على القرى المجاورة له.

وقد ذكر الأهالي عن عدّة أودية توجد بالقرية تجري فيها المياه وقت فيضان السد ومنها “وادي الجعار” الذي ينبع من الجبل ويصب في السد، “وادي الزيدي” الذي يمر من جنوب القرية ويتابع سيرة لمحافظة درعا، ويلتقي وادي الجعار والزيدي بأراضي قرية القريّا، “وادي حور الصون” الذي يمر من القرية ويصب في سد قرية “سهوة البلاطة” ويتابع طريقه لحوران.

 تكتسب قرية حبران كما الكثير من قرى جبل العرب الأهمية من كونها تجمع بين عدّة ظواهر طبيعية منها الوديان والسد والأشجار الحراجية التي تجذب الزوار من محافظة السويداء، وقد قام أهلها إضافة لجمال طبيعة قريتهم إلى الاعتناء ببناء منازلهم بشكلٍ فنّي لتشكّل وجه حضاري للقرية ولم يستغنِ أهل القرية عن دوالي العنب التي تزين معظم مداخل البيوت فيها.