حباً لمهنتها.. الأم كيبار تواصل ممارسة مهنتها لعقود

كوباني/ سلافا أحمد –

حبها وشغفها لمهنتها دفعها لممارسة حرفتها بصنع السجاد اليدوي على مر عقود، ومواصلة العمل وتعليمها لبناتها أيضاً، إنها الأم كيبار شاهين التي لا زالت متمسكة بتراثها الذي ورثتها من أمها وجدتها.

لاتزال الكثير من النساء الكوبانيات يحافظن على تراثهن من الاندثار من خلال الحفاظ على أدواتهن التراثية التي ورثنها من أسلافهن، وممارسة حرفهن إلى يومنا هذا.

تشتهر النساء الكرديات بذوقهن الرفيع بصناعة الحرف اليدوية المختلطة وتفننهن بها، فيمارسن هوايتهن بإتقان كالصناعات اليدوية القديمة التي تعكس مواهب النساء الكرديات بذوقهن الرفيع في العمل المتوارث من الأمهات والجدات.

وتعتبر مهنة حياكة السجاد واحدة من إحدى المهن التراثية القديمة التي تميزت بها المرأة الكردية بمهارتها وذوقها في صنعها، إلا أن هذه المهنة باتت تتبدد في يومنا الحالي، ولكن لا يزال البعض منهن يمارسنه لوقتنا هذا، في ظل اعتماد الأهالي على الصناعات الجاهزة، ومثالاً على ذلك الأم كيبار شاهين.

الأم كيبار شاهين بالغة من العمر 45 مهجرة من مدينة سري كانيه ذات أصول كوبانية، لا زالت تعمل في صناعة السجاد اليدوي على الرغم توفر الصناعات الجاهزة لسجاد في الأسواق، “إلا إنها تصر على أن تواصل حرفة أمها وجداتها في صنع الحرف اليدوية والعمل على تعليمها لبناتها”.

بالرغم من إنها تركت منزلها وأدواتها التي كانت تصنع بها السجاد في سري كانيه، ولكن لحبها وشغفها لمهنتها، حاولت مرة أخرى تأمين أدوات حياكة السجاد من أقربائها، وبدأت العمل مجدداً بحرفتها لصنع السجاد. تعلمت الأم كبيار صنع السجاد من أمها منذ نعومة أظافرها، وهي الآن تعلم فتياتها، ليحافظن على تراثها ومهنتها من الاندثار.

فمنذ ساعات الصباح الباكر تجلس كيبار داخل منزلها المحاط بسور والكائن في حي الشهيد بيمان بكوباني، تحت شجرة زيتون لتستظل من أشعة الشمس، واضعةً أمامها كافة أدواتها ومستلزماتها التي تستخدمها في حياكة السجاد والتي تتألف بحسب اللغة الكردية منşivik- dargûr- hepî- darpişt- tevin-quc” “masûr- befiş- pijik- وتعمل على صناعة السجاد لساعات طويلة يومياً.

وبحسب كيبار؛ فإن صناعة كل سجادة تستغرق معها من سبعة حتى 20 يوماً على التوالي، بحسب طول السجادة التي تصنعها.

وتقول الأم كيبار شاهين بأن حبها وشغفها لحرفة صناعة السجاد اليدوي دفعها لممارسة مهنتها حتى الوقت الحالي، وبالرغم من إنها قد تركت في منزلها بسري كانيه جميع أدواتها وخيوطها، لكنها لم تستسلم وأمنت أدوات حياكة السجاد لتمارس مرة أخرى مهنتها التي ورثتها من أمها وجدتها فحافظت عليها كما حافظت على جذورها المتعلقة بأرضها.

وعبرت كيبار عن مدى عشقها لنسيج السجاد وعاهدت بالحفاظ على التراث الذي ورثته من أمها وجدتها كما حافظت عليه على مر العقود المنصرمة.