سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

جيرو دفنكجيان الأرمني الوحيد ببلدة تل كوجر.. ذاكرة تاريخ تعصف بالحنين

جل آغا/ غزال العمر ـ

ارتكب الأتراك مجزرة بحق الأرمن الذين هُجروا قسراً من ديارهم منذ عام ١٩١٤م، ولا تزال قصة تهجيرهم يرويها الأجداد للأبناء والأحفاد بغصة لم يستطع الزمن محو قسوتها وآثارها النفسية، هذا ما يرويه الأرمني الوحيد ببلدة تل كوجر الذي يجسد باندماجه وتعايشه عنواناً للتآخي بين شعوب البلدة التي يسكنها وعائلته منذ عام ١٩٥٠م.
جيرو دفنكجيان الأرمني الوحيد ببلدة تل كوجر مثال للتعايش بين أبناء المنطقة، يسكن بيتاً صغيراً أشبه بالمتحف، غني بالأثريات القديمة، تعصف به رياح الذكريات من كلّ جانب. من مواليد 1961م ذو بنية قوية وشخصية اجتماعية مرحة، “خدوم” بحسب شهادة جيرانه.
أسير الذكريات
اعتاد الرجل العيش وحيداً في بيته بعد أن هاجرت عائلته لأميركا منذ عشرين عاماً، وهو أب لطفلين تربيا بأحضان الغربة بقرار من أمهم، يتنقل بين بيته ومحله الذي يجاوره “الميكانيكي الوحيد في البلدة” يقصده الجميع لخبرته ومهارته بعمله.
لم يفكر دفنكجيان بالارتباط مجدداً، رغم هجرة زوجته مع أولاده منذ 25 سنة إلى أميركا، وخاصة بأنّ أعداد الأرمن بدأت تتناقص لتتلاشى خلال الحرب السورية، ويقول عن هذا الأمر: “الزواج من غير ملة أو دين صعب، فعادات الأرمن ولغتهم خاصة، لذا أفضل البقاء وحيداً مع ذكرياتي”.
يتجول الرجل الستيني كلّ حين بشوارع البلدة وكأنّه يسلم على جدران خلت من ساكنيها الأصليين، ويقول: “هنا بيت جدي كربيت، وهذا بيت أبرهام قلجيان، وذاك دكان لزكي نعوم”. فالأرمن كانوا يشكلون 80 بالمئة من سكان المنطقة، وغالباً ما تنتهي الأسماء الأرمنية بـ “يان” الأمر الذي يجعل القارئ أو السامع للاسم يعرف بأنّ صاحب الاسم أرمني.
ويتابع المعلم جيرو دفنكجيان وقد انشغل بتنظيف نظارته قائلاً: “للأرمن علمهم الخاص الذي يحمل ألوان، برتقالي أزرق أحمر، راية غالباً ما يرفعونها فوق كنائسهم ومدارسهم وشرفات بيوتهم لتميزهم عن باقي الطوائف التي تدين بالدين المسيحي” .
الأرمن أصحاب صنعة
يتحدث دفنكجيان عن الصناعات التي أبدع فيها الأرمن: “كانوا صناعيين من الطراز الأول، سكابين وصائغين وميكانيكيين، فهم يعتبرون أصحاب صنعة وحرفة وذوي خبرة صناعية، أغنوا المنطقة بخبرتهم، علموا الحرف للكردي وللعربي ولكلّ سكان المنطقة، تراه أمياً لا يقرأ ولا يكتب لكنه ابن صنعة”.
يتبادل المعلم جيرو دفنكجيان أطراف الحديث مع جاره التركماني الذي يكبره بعشر سنوات وكان صانعاً يعمل لدى والد دفنكجيان، حيث تربط الرجل الأرمني علاقة طيبة مع أهل منطقته ويشعر بأنّهم أهله وأخوته ويعبر بقوله: “عاشرت سكان تل كوجر ولم أعاشر الأرمن وأحبهم وأستفقدهم أكثر من أولادي”، فأولاده وعائلته اختاروا حياتهم ومن المستحيل أن يعودوا حتى ولو زائرين، كما قال لنا.
أضاف دفنكجيان بأنّه لا يشعر بالوحدة، وبأنّ سكان تل كوجر هم أهله وأحبته، وتجلّى له ذلك بوضوح عندما سافرت عائلته وتعرض لحرق بيديه فيشرح لنا: “زارني الجميع واطمئنوا عليّ، البعيد قبل القريب من الجيران”.
يتبادل الرجل الأرمني الزيارات مع جيرانه في مناسباتهم ويعايدون بعضهم في الأعياد قائلاً: “نعاتب بعضنا عند تأخر أحدنا عن تهنئة الآخر بعيده أو مناسبته، سواء فرح أو حزن”، صور اجتماعية تعكس اندماج الشعوب وتآخي الأديان بحسب كلام دفنكجيان.
لا أمل بالعودة
كما يستبعد دفنكجيان عودة الأرمن للبلد، خاصة وأنّ حركة هجرتهم نشطت مع بداية الحرب السورية لأرمينيا التي فتحت أبوابها لهم واعتبرتهم سكاناً محليين، ويضيف: “حصلوا على الجنسية وألزمتهم الحكومة الأرمينية بالخدمة الإلزامية للعسكرية، بحسب ما سمعته من أصدقائي الذين استقروا هناك منذ الخمسينات، ويعتبر الأرمن من أثرياء العالم، وتعد مدينة حلب عاصمة لأرمن سوريا وهي عصب الصناعة فيها، يبلغ عدد الأرمن 90 ألفاً أغلبهم كانوا بحلب”.
يحتفظ دفنكجيان بلغته الأم التي كان يتحدث بها مع آخر مهاجرة أرمنية غادرت البلدة منذ أشهر: “أتكلم الأرمنية مع أولادي عبر وسائل التواصل الاجتماعي”، كان خيار عائلته الهجرة لأميركا لكنه رفض وفضل البقاء مردداً: “اعتدت على الناس، هذا بيتي وهنا عملي، وأفضل الموت في بلدي وربما أدفن بدكاني”.
“جدي يصلح الأسلحة”
وأشار من خلال حديثه الشيّق المفعم بالحنين بأنّ عائلة دفنكجيان تحمل هذا الاسم نسبة لجده الذي اتخذ من تصليح الأسلحة مهنة له منذ أيام فرمان ومذبحة الأرمن عام 1914م، وتعد هذه المهنة سبب انتحار جده نازار دفنكجيان الذي وقع أسيراً بيد الأتراك ورفض الإفصاح عن الجهة التي يصلح لها الأسلحة: “كانوا ثورجية من العرب والكرد والأرمن ضد الأتراك”.
وتابع: “نزحت عائلة دفنكجيان من تركيا، من مدينة أورفا، لتترك كبيرها يرزح بالسجن تحت التعذيب، دقوا المسامير برجليه، ليبق ابن له يتفقده كلّ يوم ويأخذ له الطعام، في يوم محاكمته وجدوا جدي مقتولاً بآلة الحلاقة الحادة، ترك عبارة كتب عليها يموت شخص أفضل من أن تموت من وراءه الشعوب، رافضاً الاعتراف بأنّه يصلح الأسلحة لرفاقه الثوار بحسب دفنكجيان”.
“عشنا وتعايشنا” كانت تل كوجر محطة نزوحهم الأولى، فهم من أوائل السكان الوافدين إليها وتكاثرت العائلة وكبرت ليشكل الأرمن وممن جاء مع عائلة دفنكجيان آنذاك أغلبية في السكان.
“مجازر لن ينساها التاريخ”
يتكلم المعلم جيرو، كما ينادونه أهل بلدته الذين يرتادون محله لتصليح سياراتهم، بألم عما لحق بالأرمن أثناء رحلة النزوح المحفوفة بالمخاطر من كلّ حدب وصوب، بحسب ما تحدث له جده الذي لا يزال يحتفظ بصليبه وأغراض حجه لبيت المقدس، ويكمل: “في عام 1914م انشغلت الدول الأوروبية بالحرب العالمية الأولى لتنفرد تركيا بمحاربة الأرمن والكرد والعلوية وترتكب مجازر بحقهم”.
حيث تتحدث كتب التاريخ (علي ثابت مدرس مادة بقسم التاريخ بجامعة دمنهور) عن تلطخ أيادي الأتراك بدماء الأرمن، وارتكب السلطان العثماني عبد الحميد أفظع الجرائم الحميدية بحق الإنسانية وقتل ما يقارب المليون ونصف المليون من الأرمن لذلك لقب بالأحمر؛ مما أثار حفيظة شيخ الأزهر سليم البشري الذي أصدر فتوى تحريم قتل الأرمن رغم خضوع مصر للحكم العثماني آنذاك، ووجه رسالة للمسلمين بتركيا عام 1909م أن يتقوا الله في كافة الرعايا من كافة الأديان، حيث سبقت حركة النزوح والإبادة مجزرتان بحق الأرمن، مما دفع بمحامٍ مصري يدعى حسين صبري بتصوير نحو “25 ألف نسخة” من تلك الفتوى وإرسالها على نفقته إلى تركيا لوقف مذابح الأرمن.
جرائم فظيعة لحقت بطائفته
ويستذكر دفنكجيان أثناء جلوسه بحديقة في البلدة، حلت محل مقبرة تجاور فيها الأرمن والمسلمون، كلام جده عن المآسي التي لحقت بالأرمن أثناء رحلة تهجيرهم من أورفا خلال الإبادة التي تعرضوا لها، ليرافقهم الجنود الترك الذين ارتكبوا أبشع المجازر الوحشية وتراهنوا عما تحمل النساء الحوامل في بطونها من ذكر وأنثى ليتأكدوا من ذلك عبر شق بطونهن، عدا عن التعذيب وانتهاك الأعراض والخوازيق: “ممارسات تشبه ما قام به الدواعش خلال فترة تواجدهم، لا يمتون للدين ولا للإنسانية بصلة”.
ويتابع دفنكجيان: أكثر من 150 ألف نازح وصلوا لسوريا مجردين إلا من ثياب لا تكاد تسترهم، يعيش ثلثاهم بحلب، ويتوزع البقية بكسب وإدلب والحسكة ودير الزور، عاشوا بمخيمات ليجتهدوا ويجدوا ويحولوا الخيم لبيوت كونهم أصحاب صنعة، تبنت عائلات سورية بعض الأطفال الذين وصلوا دون أهلهم: “نسبوهم إليهم واعتنقوا الإسلام وتزوجوا منهم”.
منزله متحف
يعتبر بيت دفنكجيان الذي يبدو خالياً هادئاً للوهلة الأولى متحفاً صغيراً فيه أنواع وأشكال من الأواني والأغراض الفلكلورية العتيقة، وما يبعث به الحياة محمصة للقهوة وطقم آواني نحاسية وجرامافون وعجلات عربة قديمة، وجرن حجري وكتب قديمة ودليل هاتف فيه الأرقام التي تعود للأرمن الذين كانوا متواجدين في بلدة تل كوجر، وقطع نقدية معدنية وورقية تعود للثلاثينات من القرن العشرين.
لأحد أجداده تذكار نحاسي من الشاعر اللبناني خليل مطران يعود لعام 1948م، لا يزال يحتفظ به، فهو يحب جمع هذه الأشياء والاحتفاظ بها.
 يستحضر دفنكجان صورة والده مع تلك الأشياء الذي لم يرث عنه جمع الأشياء القديمة والاحتفاظ بها فقط، بل ورث عن والده حبه للطبخ والتفنن به أيضاً، الطبخ ذوق وفن، ويعتبر دفنكجيان بأنّ طبخ الرجال ربما يتفوق على النساء، حيث يشهد له أهل البلدة بتميزه: “لطالما طبخت لهم في كافة المناسبات”.
ويتمنى الرجل الأرمني الوحيد في بلدة تل كوجر أن يعم السلام والأمان أرجاء هذا الوطن الذي يصلي من أجله.

kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle