جودة الخبز في ديرك

استطلاع/ عصام عبد الله –

يعتبر الخبز المادة الرئيسية في معظم بلدان ودول العالم، وتختلف نوعيتها وصناعتها من بلد لآخر، ويوجد العديد من الطرق لإعداد الخبز، وتختلف من منطقة إلى أخرى ومن مجتمع إلى آخر، حيث تعتمد غالبية السكان على هذه المادة والتي تعتبر الغذاء الرئيس في معظم الدول.
يعاني سكان مدينة ديرك في مقاطعة قامشلو من رداءة جودة خبز الأفران الآلية، وسط غياب الرقابة من قبل الجهات المعنية والتموين، وحول نوعية الخبز ورداءتها، كانت لصحيفتنا استطلاع حول مادة الخبز في مدينة ديرك، وبدورها حدثتنا نجمة سليمان من أهالي مدينة ديرك قائلةً: «إن الأهالي يعانون من نوعية الخبز بسبب زيادة نسبة النخالة فيها بالإضافة إلى حرقه وسواده».
وتابعت نجمة: «إن ربطة الخبز التي نحصل عليها من الفرن نصفها بايت ومحروق، بالإضافة إلى رائحة الحموضة وطعمها، عدا ذلك رداءتها نوعيتها، علماً أنَّ إقليم الجزيرة معروف بنوعية القمح الجيدة وإنتاجها العالي، ويعود سبب رداءة وضعف جودة الخبز أيضاً إلى الطحين المنتج، وحرارة المياه المستخدمة لإعداد العجين، ونوعية الملح المستخدم»، ونوهت نجمة إلى إن زيادة عدد الخبز في الربطة لا يعني مساعدة الأهالي وتأمين المادة الأساسية لهم، ولكن نرجو تقليل عدد أرغفة الخبز وزيادة نوعيته بدلاً من إتلاف أكثر من نصف الربطة، لأن نصفها لا يتم استهلاكها لرداءة النوعية وطعمها وحموضتها.

ومن جانبه حدثنا رشيد حمكمور من أهالي منطقة ديرك قائلاً: «كانت ديرك معروفة بجودة الخبز ونوعيتها، إلا إن في هذه الفترة وبخاصة خلال شهر رمضان لم تكن مادة الخبز في المستوى المطلوب أبداً، حيث تراجعت بنسبة كبيرة مقارنة مع السابق من حيث النوعية والطعم».
ونوه حمكمور: «إن غالبية الأهالي يضطرون إلى شراء الخبز من الأفران الخاصة رغم غلاء الخبز، حيث يصل سعر الرغيف الواحد 100 ليرة سورية».
وحول معاناة الأهالي وشكواهم عن مادة الخبز أكد حمكمور: «على أنَّ سكان ديرك وقراها بشكل عام يعانون من رداءة جودة الخبز، ويضطر السكان إلى شراء خبز ‹السياحي›، وهو منتجاً محلياً أيضاً، لكن جودته أفضل ويبلغ سعر الربطة الواحدة 200 ليرة سورية، أي ضعف سعر الربطة العادية بخاصةٍ وأنَّ المخابز لديها القدرة على تحديد الدقيق، ونستبعد أن يكون التخزين هو سبباً في نوعية الإنتاج».
وأكد حمكمور على أنَّ سبب رداءة الخبز يعود إلى زيادة كمية النخالة، وعدم عجن الطحين وقلة الرقابة على الأفران، كون الأفران الخاصة الموجودة في ديرك تنتج نوعية عالية وممتازة من الخبز مقارنة بالفرن العادي.
وناشد حمكمور الجهات المختصة والمعنية وإدارة التموين بمراقبة الأفران كونها العامل الأساسي في المنطقة، وخاصة هيئة الرقابة والتموين ووضع حلول لهذه المشاكل والاهتمام بهذه المادة الرئيسية لأن الأهالي يعانون من رداءة ونوعية الخبز، وهناك طبقة فقيرة جداً لا تستطيع شراء الخبز السياحي، والخبز العادي لا يملك المواصفات من حيث نوعيتها وجودتها.
وبعد زيارتنا لفرن ديرك تبين وجود إهمال وفوضى في الفرن وعدم الاهتمام بالنظافة، وعدم تغطية الطحين، وتعرضه للغبار والحشرات وبخاصةً الذباب، عدا ذلك عدم جدية المشرفين على الفرن ولا سيما من ناحية النظافة وتغطية العجين وحمايتها من الحشرات، وبعد تجولنا في الفرن إثر شكاوي الأهالي ومعاناتهم من رداءة نوعية الخبز، أكد لنا مدير الفرن طالب حسن عمر قائلاً: «إن مادة الخبز كانت ممتازة من حيث النوعية والجودة لأن قمح الجزيرة معروف بنوعيتها، أما الآن الطحين الذي يرسل للأفران خالية من العديد من المواد مثل النشاء وغيرها وزيادة نسبة النخالة فيها، كما نعاني من نقص شديد من المواد لأن أغلب معدات الفرن أصبحت قديمة، الأمر الذي يؤدي إلى نقص ورداءة الخبز وبخاصة ضغط العمل وكميات الخبز التي يتم تحضيرها بشكل يومي، لتغطية مدينة ديرك ونواحيها، بالإضافة إلى نقص اليد العاملة التي نعاني منها».
وتابع عمر: «إن السبب الأساسي هو مادة القمح وبخاصةٍ نقص مادة النشاء فيها بالإضافة إلى تعرض القمح أثناء الموسم لحشرة السونة والإضرار بنوعية القمح».
وأكد عمر على أنهم ناقشوا مع إدارة التموين والمطاحن في مقاطعة قامشلو، وعرضهم المشاكل والمعاناة التي يتعرض لها الأهالي وعلى وجه الخصوص معاناتهم من رداءة الخبز ونوعيتها وبخاصةٍ في شهر رمضان التي أصبحت سيئة لا تصلح للاستهلاك اليومي، وبعد خروج القمح من الفرن لفترة قصيرة تتعرض للتلف نتيجة نقص مادة النشاء فيها، وتصبح غير صالحة للأكل لوجود رائحة الحموضة فيها.
وأختتم عمر حديثه بالقول: «إن هذه المشاكل سيتم حلها خلال هذه الفترة بعد اجتماعنا مع إدارة المطاحن والتموين في قامشلو، لتلافي هذه المشاكل ولا يمكن الاعتماد على الخبز السياحي والأفران الخاصة، لعدم استطاعتهم تأمين الخبز للمنطقة برمتها، كون مادة الخبز تعتبر المادة الرئيسة في المنطقة ولا يمكن الاستغناء عنها، وسيتم حل هذه المشكلة في أقرب فرصة».