جن وار تفتح أبوابها لتسكن المرأة في موطنها الحقيقي

تقرير/ ميديا غانم –

روناهي / قامشلو-تم افتتاح قرية المرأة (جن وار) في الـ 25 / تشرين الثاني من الشهر الجاري، والذي يُصادف اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، وذلك عبر احتفالية حضرها العديد من النساء من كافة مناطق شمال وشرق سوريا.

بجهود المرأة وروحها التواقة للعيش بحرية؛ شاركت المؤسسات التالية: “مؤتمر ستار، لجنة الجنولوجيا، عوائل الشهداء، هيئة المرأة، أساييش المرأة، وحدات حماية المرأة وغيرها من المؤسسات المعنية بشؤون المرأة، في افتتاح قرية جن وار في الـ25/ تشرين الثاني، والذي يتزامن مع اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، تأكيداً على إن المرأة قوية وقادرة على إدارة نفسها وتحقيق التكامل الاقتصادي والعيش بحرية ضمن خلية موحدة، ولن يكسرها العنف المُمارس بحقها منذ آلاف السنين.

قرية جن وار موطن المرأة الحرة

ويُذكر بأنه تم التحضير لقرية جن وار منذ أكثر من سنتين، هذا وتم اختيار اسم “jin war” بعد مباحثات ونقاشات بين النساء المشاركات لبناء هذه القرية، وكان الهدف من اختيار المقترح المناسب هو إظهار حقيقة المنطقة (حقيقة أراضي ميزوبوتاميا)، وفي الوقت نفسه أن يكون مصطلحاً دولياً. واسم “jin war” (موطن المرأة) هو نموذج للحياة الجوهرية المُعاشة ضمن المنطقة كما في العصر النيوليتي، حيث الحياة الكومينالية والاعتماد على الذات في تدبير شؤون الحياة، وتأمين مستلزماتهن بأنفسهن.

هذا وتقع قرية جن وار في منطقة الدرباسية، والتي تم اختيارها لبناء هذه القرية فيها، لأنها المكان الأنسب لبناء أول قرية خاصة بالنساء، وكان هناك بحث منذ سنوات لاختيار منطقة تتلاءم مع الأخلاق المجتمعية دون الاستيلاء على أملاك أبناء المنطقة، وقد تم أخذ آراء أبناء المنطقة حول تقبلهم لبناء القرية في المنطقة المحددة، بالإضافة إلى ذلك كان يجب أن يكون هناك مراعاة للأمن والسلام في المنطقة لتجنب المشاكل، وأيضاً النظر إليها ببحث عميق فيما إذا كانت تتوفر فيها شروط الحياة ومستلزماتها.

قاطنات القرية أسرة متعاونة متكاملة

ولنتعرف أكثر على قرية جن وار وسبب اختيار هذا اليوم لافتتاحها، كان لنا لقاء مع العضوة في مجلس عوائل الشهداء واللجنة التحضيرية التي ساهمت في بناء القرية، جيهان درويش من الدرباسية، والتي حدثتنا بالقول: “بجهود المرأة الحرة وبتعاوننا تم افتتاح قرية جن وار، والتي تم الانتهاء من بناءها بشكلٍ كامل بإرادة المرأة بعد سنتين من العمل الجاد”.

وتابعت جيهان بأن القرية مؤلفة من 21 منزل، ومستوصف ومدرسة ومعهد للتدريب، وكل ما يلزم للعيش بحرية وتم توفير كافة الخدمات لقاطني القرية، وهناك عشر عائلات تسكن القرية ومن بينهن عوائل الشهداء وعوائل أجنبية من ألمانيا، ونوهت بأنهن قدِمنَ للعيش في قرية المرأة ليعشن بحرية ويثبتن بأن المرأة قادرة على إثبات ذاتها وإنها قادرة على إدارة نفسها بنفسها بروحٍ جماعية.

وأكدت جيهان بأنه تم اختيار اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة لافتتاح هذه القرية، ليثبتنَ للعالم بأن المرأة لم ولن تخضع للعنف وتناهضه بكل ما أوتيت من قوة، وإنه ببناء قرية جن وار أثبتت بأنها قادرة على ردع هذا العنف، والعيش بحرية.

إحدى القاطنات: بتكاتفنا أنجحنا المشروع

وفي السياق ذاته حدثتنا ملكة عواد من دير الزور من الشعب العربي وأم لثلاثة أطفال، وزوجة الشهيد خليل العلي والذي استشهد ضمن حملة دير الزور، ويجدر بالذكر بأن خليل العلي كان مقاتلاً ضمن صفوف وحدات حماية الشعب، حيث قالت: “لقد كنت في دير الزور وكنت أسكن بيتاً للآجار، وجئت إلى قرية جن وار بعد استشهاد زوجي، وأنا هنا منذ أكثر من سنة، وساهمت في بناء القرية مع العديد من النساء، حيث تكاتفنا لإنجاح هذا المشروع الحضاري والمنفرد من نوعه”.

وذكرت ملكة بأنها كانت بدورها تخبز للعاملين والعاملات في القرية، وأضافت ملكة بأنها تشعر براحة وامتنان في القرية، بسبب توفر كافة الخدمات من ماء، ومستوصف ومدرسة يدرس فيها أطفالها، وأشارت ملكة بأنها تعمل على إعداد الخبز لتكون بذلك مؤثرة وفعّالة ضمن القرية.

افتقرنا للعيش بحرية فاتجهنا نحو جن وار

وفي السياق ذاته أكدت فلك أحمد من كوباني، وأم لطفلين والبالغة من العمر عشرين سنة، يُذكر بأنها كانت تعاني من سوء في الوضع الصحي بداية قدومها للقرية، وقد تلقت العلاج ضمن مستوصف القرية، حيث قالت: “زوجي مفقود منذ أكثر من سنة، وجئت إلى هنا لأثبت بأني قادرة على أن أعيش بحرية وأن أعيل أطفالي، وأنا هنا منذ أكثر من شهرين ولم أشعر بأني غريبة بينهن بل أشعر بأننا عائلة واحدة، نعمل معاً ونأكل معاً، ولا ينقصنا أي شيء”.

واختتمت فلك حديثها بالقول: “أنصح كل امرأة تفتقر للعيش بحرية، أو تعاني من مشقة الحياة بالقدوم إلى قرية جن وار، لتتعرف على لذة العيش بحرية هنا، ولتعرف المعنى الحقيقي للصداقة والأسرة الواحدة”.