سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

جرائم الشرف والمجتمع الذكوري

محمد المحمود (كاتب وباحث)-

تتكرر المشاهد والأخبار المأساوية التي تحكي عن قتل النساء على أيدي أقرب أقربائهن في المجتمعات الذكورية الشرق أوسطية. ففي الأردن وفلسطين وسوريا والسعودية والعراق وباكستان وإيران ومصر، وغيرها، لا تغيب أخبار قتل النساء بدافع “غسل العار”؛ إلا ريثما تعود، ولا تكاد تغيب إحدى هذه الجرائم عن الذاكرة قليلاً؛ إلا وثمة جريمة أخرى من نوعها هي أبشع وأشنع تتصدر المشهد الإخباري والتواصلي/ التداولي.
جريمة الشرف التي تطال النساء في الأغلب الأعم (بعض الإحصائيات تصل بالنسبة النسائية إلى 93%)، تقوم على مبدأ “غسل العار”، من قبل ذوي قرابة المرأة.
ففي المجتمعات الشرق أوسطية يرتبط شرف العائلة كلها بالسلوك الجنسي لأي امرأة تنتسب إليهم، وكلما كانت العلاقة أقرب؛ كان الشعور بالعار أشد؛ وبالتالي؛ واجب الأخذ بثأر الشرف ألزم. وفي الغالب لا يُشْترَط ـ عُرفا ـ للشروع في الجريمة التأكد من ارتكاب المرأة لخطأ أخلاقي (متحدد هنا في المسلك الجنسي) ولو كان خطأ واحداً، وإنما يكفي مجرد الشك والظنون لتقرير الإدانة، وهو ما يخضع في النهاية لتقدير أفراد العائلة، بل لتقدير فرد من أفرادها، إذ قد يقوم الأب أو الأخ ـ منفرداً ـ بتقرير الإدانة بنفسه وفق ما يرى، ثم تأكيد الحكم بالإعدام بنفسه أيضاً، ثم الشروع بتنفيذه بنفسه أيضاً. فالتحقيق، والحكم، والتنفيذ، كلها مرتبطة بمزاج فرد واحد يتوهم أنه يمتلك حياة المرأة لمجرد أنه يرتبط معها بنسب ما.
يلاحظ أن هذه الجرائم المرتبطة بـ”غسيل العار” تنتشر في المجتمعات العشائرية، أي المجتمعات الموغلة في تقليديتها. فحتى داخل الدولة الواحدة تتزايد معدلاتها في المناطق التي تقطنها العشائر، بينما تكاد تنعدم في المناطق الأخرى ذات التاريخ المدني، ونجد في بعض البيئات أن هذا المسلك الجرائمي تحوّل إلى ما يشبه العُرف الاجتماعي الذي يجري تدعيمه بمزيد من الجرائم المماثلة، فضلاً عن الأدبيات المصاحبة؛ بينما يقف رجال الدين (الذين يفترض بهم مكافحته من منظور ديني، حيث أحكام الشريعة التي يبنون مشروعيتهم عليها لا تجيزه، بل تعده من شرائع الجاهلية الأولى)، ورجال القانون (الذين يفترض فيهم تشريع أقسى العقوبات لمرتكبيه)، على الحياد؛ هذا إن لم يُسَاهموا ـ بشكلٍ غير مباشر ـ في استمراره؛ كرد فعل على ما يرونه انفتاحاً غير مقبول في المجتمع.
ليست الخطورة في وقوع الجريمة فقط، فالجرائم تقع باستمرار، وبما هو أشنع، وإنما الخطورة في تبريرها اجتماعياً (وقانونياً من وراء ذلك)، فعندما تَقرأ التعليقات على جرائم الشرف/ غسل العار تجد أن كثيرين يحملون لها تبريراً مضمراً يظهر في فلتات اللسان. بعضهم يقلل منها بمقارنة العدد ببقية الجرائم (أو حتى بضحايا حوادث السير/ المرور!)، وبعضهم يقارن عدد الضحايا في مجتمعات العرب بعدد النساء اللاتي وقعن ضحايا عنف الرجال في أميركا وأوروبا مثلاً. يقول أحدهم: لماذا تبالغون في غضبكم، إذا قُتِلت ـ بدافع غسل العار ـ خمسين امرأة مثلاً في الأردن خلال عام، فإن هناك آلاف النساء الأميركيات اللاتي يُقْتَلن على أيدي رجال تربطهم بهن علاقة ما (زوج، عشيق، صديق…)، فلماذا تُضَخِّمون الموضوع؟
إن هذه الظاهرة لا تعكس واقعا مُلَوّناً بالعنف؛ كما تبدو في تمظهرها المباشر، وإنما تعكس ما هو أهم، إنها تعكس الواقع المزري للنساء في وعي/ ثقافة المجتمعات الشرق أوسطية. ليست الجريمة في واقعة القتل فحسب، وإنما واقعة القتل هي رأس جبل الجليد الذي يخفي تحته سلوكيات مجتمعية طافحة بانتهاك الحريات والحقوق النسوية على أكثر من مستوى، وليس القتل إلا الإعلان الأقسى والنهائي عن حالة الاضطهاد التي تطال الأغلبية الساحقة من النساء.
لهذا، لا بد من حملة ذات منحى فكري وتنظيمي/ قانوني طويلة الأمد، حملة تُسَائل الثقافة وتعيد تنضيد مقولاتها الرئيسية وفق أحدث وأرقى مسارات التحضّر؛ كما تسائل البنية القبلية/ العشائرية السائدة وتشرع في تثبيت الحضور المدني، فاليوم لا يشك أحد في أن تفكيك بنية القبيلة وحلحلة النظام العشائري هو أحد الحلول الجذرية/ بعيدة المدى لمثل هذه السلوكيات التحيزيّة التي ليست قضية المرأة بأكملها إلا فرعاً على أصلها.
وفي هذا المجال، لا بد أن يكون للتعليم دور محوري في جَمْهَرة الرؤية التنويرية المدنية التي تكافح كل صور التحيز والإقصاء. لا يكفي أن يقف التعليم ـ كما هو في أحسن أحواله اليوم ـ على الحياد من هكذا قضايا، بل لا بد أن يكون طرفاً في تعزيز الوعي الإنساني بها من خلال رؤية تنويرية أوسع وأشمل، بحيث يتمدد الوعي بها من خلال التعليم إلى الفضاء الجماهيري العام.
أيضاً، لا بد ـ كإجراء عاجل ومباشر ـ من سن قوانين رادعة لمثل هذه الجرائم، لا بد أن تكون عقوبات هذه الجريمة “غسيل العار” كعقوبة جرائم القتل الأخرى، إذ ليس من المعقول أن يقتل الأخ أخته ـ تحت بند جريمة شرف ـ ثم لا يكون عقابه ـ في بعض الدول ـ أكثر من ثلاثة أو أربعة أشهر يقضيها في السجن، ثم يخرج منه ـ كما يقال عنه ـ مرفوع الرأس.
لا بد من تعزيز حضور المرأة في الفضاء العام، عملاً وتعاملاً. كما لا بد من سن قوانين أخرى، تضبط علاقة المرأة بأسرتها أولاً، وبزوجها لاحقاً، وتمنحها كل صور الحماية وكل فضاءات الحرية التي تجعل منها ذاتاً مستقلة، متفردة، فما تعززه القوانين والأحكام القضائية وتؤكده بحسم، يتعزز ـ بمرور الأيام ـ في الوعي العام، ويصبح ثقافة عامة حتى لغير المتعلمين. سيصبح ما كان قسراً وإكراها بقوة القانون/ النظام/ سلوكاً طبيعياً بديهيا يأته الفرد طوعاً؛ لأنه تطبّع به، ولا يخطر في باله تجاوزه إلا على سبيل العدوان الصريح الذي يعترف فيه المجرم بجريمته في انتهاك حقوق الآخرين.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle