سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

جرائم الاحتلال تتضاعف في عفرين… وسيبان حمو يؤكد: »عملياتنا مستمرة»

مركز الأخبار ـ قتل جيش الاحتلال التركي ومرتزقته مواطناً عربياً في مدينة عفرين، دون معرفة أسباب القتل، وانتقاماً له قتلت زوجة المغدور أحد المرتزقة رداً على قتل زوجها.
أفاد مصدر من مقاطعة عفرين لمراسل وكالة أنباء هاوار أن جيش الاحتلال التركي ومرتزقته مما تسمى (كتيبة الحمزات) أقدموا (الجمعة) على قتل مواطن من المكون العربي في مقاطعة عفرين دون معرفة الأسباب، وذلك أثناء مداهمة منزله الواقع بالقرب من حديقة حي الأشرفية ضمن مدينة عفرين.
ونوه المصدر أن زوجة المغدور انتقمت لزوجها وقتلت أحد المرتزقة، وذلك بإلقاء حجر اسمنتي (بلوك) من فوق سطح منزلها، على رأس المرتزق الذي كان تحت المنزل.
وأكد المصدر أن مرتزقة الاحتلال التركي فرضوا بعدها حظر تجوال على الحي وأجبروا الأهالي كافة على إغلاق محالهم، وداهموا منزل المرأة واختطفوها واقتادوها إلى جهة مجهولة.
والجدير بالذكر أن اشتباكات عنيفة اندلعت مساء الجمعة بين مرتزقة الاحتلال التركي عند مدرسة الكرامة بالقرب من مقر مرتزقة الشرطة العسكرية، وذلك بسبب اختلافهم على تقاسم المسروقات، وأدت الاشتباكات إلى مقتل مرتزقين وإصابة خمسة آخرين بجراح.
وفي سياق الانتهاكات المرتكبة بحق أهالي عفرين من قبل الاحتلال التركي ومرتزقته؛ استطاع (ر.ج) الذي فضل عدم الكشف عن اسمه؛ النجاة بنفسه وأسرته المكونة من زوجته وأطفاله الأربعة من المرتزقة، متحدثاً عن الانتهاكات التي تمارسها دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها بحق الأهالي في مقاطعة عفرين واصفاً إياها بأنها تحولت إلى مدينة أشباح؛ وذلك أثناء حديثه لوكالة فرات للأنباء، حيث وبعد محاولات عدة استطاع من خلالها الوصول برفقة أطفاله وزوجته إلى إحدى المخيمات في مناطق الشهباء.
وتحدث المواطن (ر.ج) عن بداية هجمات قوات الاحتلال التركي على مقاطعة عفرين قائلاً: «كنت منذ بداية المعارك أقيم في مقاطعة عفرين في قريتي، التي كانت مثل القرى الأخرى تقصف باستمرار في الوقت الذي كان يدعي فيه الاحتلال التركي بأنه يحارب ويقصف وحدات حماية الشعب. لكنه؛ كان يستهدف المدنيين باستمرار فقمت بالتوجه برفقة عائلتي إلى مدينة عفرين، حيث كنا نعتقد بأنهم لن يستهدفوا المدنيين في قلب المدينة لكن سرعان ما أصبح القصف يستهدف المدنيين حيث مكثنا في أحد الأقبية ولم نكن نستطيع الخروج بسبب شدة القصف كما استهدف القصف مشفى آفرين بشكل متعمد».
وتابع: «ومع دخول قوات الاحتلال التركي إلى مدينة عفرين عدنا إلى قريتنا وبدورهم قاموا بنشر الأخبار بين الأهالي بأنهم لا يتعرضون للمدنيين. لكن؛ مع وصولنا إلى القرية شاهدنا الكثير من الانتهاكات التي حدثت أمامنا وكنا شاهدين عليها، حيث كانت هناك اعتقالات عشوائية بحجج انتماء المعتقلين والمخطوفين لوحدات حماية الشعب بالإضافة لمطالبتهم بمبالغ مادية ضخمة من أهالي المخطوفين».
وأضاف: «كما قاموا باعتقال أحد أصحاب محلات المواد الغذائية بحجة انتمائه إلى الخلايا النائمة في حين أنه لا ينتمي لأي حزب سياسي واستولوا على أمواله وبعد مرور أربعة أيام أحضروه إلى منزله وهو في حالة يرثى لها وقد تعرض للتعذيب الشديد».
واستطرد: «ومن الجرائم الأخرى أيضاً التي مارسوها في قريتي كان الاستيلاء على سيارة ابن عمي من نوع البيك آب وخيروه بين إعطائهم السيارة أو مبلغ مليون ليرة فأعطاهم المبلغ، وبالمقابل استولوا على سيارة زوج عمتي بحجة تأييده للحزب لأنه كان يقيم خارج البلاد، فالتهم دائماً ما تكون جاهزة، كما جمعوا أيضاً الهواتف النقالة واستولوا عليها. هناك بعض المنازل أصحابها يقيمون خارج البلاد تقوم الفصائل المرتزقة بالسيطرة عليها وعند انتقالهم إلى قرى أخرى يقومون بسرقة محتويات تلك المنازل ومضخات المياه، مؤخراً اعتقلوا أحد المواطنين وعذبوه بوحشية، حيث كان يصرخ ويقول أنا لا أنتمي لأي حزب وكانوا يجيبونه بالقول: يكفي بأنك كردي».
وتابع: «التعذيب يكون حسب الهوية، كل كردي معرض للتعذيب والإهانة، مثلا يأخذون أجهزة الهواتف النقالة من المواطنين ويضعون الصور والرموز الكردية فيها عبر أجهزتهم ومن ثم يتهمونهم بالانتماء إلى الأحزاب السياسية، مثلاً عند سماعهم بوجود أقرباء أحد المواطنين في الدول الأوروبية فإنهم يبتزوهم ويتصلون بأقاربهم لطلب مبالغ مالية ضخمة منهم مقابل الإفراج عنهم، فهؤلاء هم عبارة عن قطاع طرق ولصوص وسيدهم أردوغان، فهو أيضاً لص وقاطع طريق ولو لم يكن كذلك لما أطلق العنان لهؤلاء اللصوص في عفرين».
وتابع (ر.ج) قائلاً: «عدت إلى المنزل الذي كنت أقيم فيه في مدينة عفرين لاسترجاع بعض الحاجيات التي اصطحبتها معي عندما غادرت منزلي في القرية وعند وصولي إلى المنزل شاهدت عدداً من عناصر مرتزقة احرار الشرقية يقفون أمام منزلي ومحتوياته كلها قد سرقت. عرضوا بعض الصور أمامي، حيث كانوا يملكون ألبوماً للصور لعدد من الأشخاص وهددوني بحجة وجود صورتي بينها، لكنني أنكرت تلك الادعاءات».
وأضاف: «ذهبت في ذات يوم إلى إحدى القرى فشاهدت أحد الفلاحين يقوم بتحميل الفواكه في شاحنته كي يذهب ويبيعها في سوق الهال لكنهم استولوا عليها بالإضافة إلى الاستيلاء على محاصيل المواطنين، كما واعتقلوا أحد الأشخاص واتهموه بتأييد الأحزاب السياسية وعذبوه بوحشية من خلال أنابيب التمديدات الصحية البلاستيكية الخضراء، التي أحرقوها ووضعوها على ظهره».
وأكد أن هنالك ظلم كبير يمارس ضد المدنيين مشيراً إلى اعتقالهم لإحدى السيدات بتهمة تعاملها قديماً مع الكومينات، وبقيت معتقلة لمدة 45 يوماً إلى أن تم اطلاق سراحها بعد مرضها نتيجة التعذيب الشديد الممارس عليها، وهي مريضة حتى هذه اللحظة.
وأشار إلى أن هناك اقتتال بين المرتزقة بشكل مستمر لأجل الغنائم، حيث كان في زيارة لإحدى القرى ونشب نشب اقتتال بين عنصرين من أجل الغنائم وشاهد أن الاقتتال انتهى بمقتل أحد العنصرين ومن ثم أتى عنصر ثالث وقتل العنصر المتبقي، كل هذه النزعات من أجل السرقة ومن يسرق أكثر يحصل على حصة أكبر.
وعن آثار الحرب التي خلفتها المعارك على أطفال (ر.ج) تابع قائلاً: «إلى الآن ما زال أطفالي يعانون من تلك اللحظات التي عشناها هناك، فعند سماعهم لأصوات الطائرات يختبؤون خلفي، وعند سماع أصوات الرصاص يشعرون بالخوف والقلق، هناك في القرية كانت المرتزقة تتجول في شوارع القرية ويقومون بإطلاق الرصاص عشوائيا كنوع من التسلية، حتى النساء كن يشعرن بالرعب والخوف».
وعن واقع المدارس والتعليم تحدث (ر.ج) قائلاً: «الاحتلال التركي يروج بأنه افتتح المدارس ويقوم بتصوير الأطفال وهم يحملون الأعلام التركية. لكن؛ كل تلك الصور تكون بالإكراه، حيث يقومون بإخافة الأطفال وتهديد الأهالي، تلك الصور يتم الترويج لها لخداع العالم وإظهار أن الأوضاع في عفرين تسير بالشكل الجيد، وأيضاً يقومون بالضغط على الأهالي لإجبارهم على إرسال أطفالهم إلى المدارس.
وأشار إلى أن المرتزقة يتجولون في الشوارع ويطلقون الرصاص، وأضاف: «عفرين أصبحت مدينة أشباح، وأردوغان ينافي الحقيقة عندما يقول بأن السلام حل في مدينة عفرين بعد احتلالها، فأنت لا تسطيع الخروج بمفردك، منذ فترة كانت هناك عائلة أعرفها كان لديهم شاب من أفراد الخدمة الإلزامية العسكرية قديماً، قاموا بالضغط على والده كي يقوم بإحضاره من الخارج بعد طمأنته بأنهم سيقومون بحمايته من الاعتقال والتعذيب واستدعاه والده مجبراً ودفع مبلغ 2500دولار للمرتزقة وبعد إحضاره اعتقله المرتزقة وحتى الآن لا أحد يعرف مصير ذلك الشاب، أيضاً في المقابل هناك من يروج بأن المرتزقة يعفون عناصر الأسايش والترافيك والخدمة الإلزامية من السجن والتعذيب وهذا كله عار عن الصحة».
وفي ختام حديثه؛ أكد (ر.ج): «أنصح كل من في الداخل بالخروج وإنقاذ أنفسهم من العذاب والذل، وبخصوص المتواجدين في الشهباء هناك من يروج بأن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح في عفرين أتمنى ألا تصدقوا تلك الأكاذيب، فهناك عمليات خطف بشكل مستمر والاستيلاء على الهويات الشخصية وارتكاب الجرائم فيها، والاستيلاء على الأموال كل هذه الأمور موجودة، وهناك جرائم قتل أيضاً من خلال الاستيلاء على السيارات، التي يرفض أصحابها تسليمها لهم، وكذلك موضوع الهويات، حيث نشروا الأكاذيب من خلال الترويج للهويات التي أصدروها بحجة أنها تسمح لصاحبها بالسفر إلى الدول الأخرى لكنهم كانوا يكذبون فقط كانوا يهدفون من خلال تلك الهويات إلى تحديد هوية كل أبناء عفرين وكشف تحركاتهم وأماكن إقامتهم».
وبهذا الصدد؛ أكد القائد العام لوحدات حماية الشعب سيبان حمو أن عملياتهم العسكرية مستمرة في عفرين ضد الاحتلال التركي ومرتزقته، وقال إنها: «ستتضاعف مع مرور الوقت».
كما ووصف القائد العام لوحدات حماية الشعب سيبان حمو، في حديثٍ لصحيفة الشرق الأوسط، الهجمات على أهالي السويداء بـ «الهجمات الوحشية»، وأضاف قائلاً: «وجع أهلنا الدروز وجعنا نفسه، كما حصل مع أهلنا في كوباني وعفرين (التي يحتلها جيش الاحتلال التركي ومرتزقته)».
وأوضح حمو أنهم لا يفرقون بين الهجمات التي تعرضت لها كوباني وعفرين والهجمات على أهالي السويداء، وأكد أن وحدات الحماية جاهزة لإرسال قوات إلى السويداء لتحريرها من المرتزقة إن تطلب الأمر.
وأشار حمو إلى تقديم عرض المساعدة في السويداء إلى «الأطراف المعنية»، وقال: «إن وحدات الحماية أثبتت أنها ناجحة في قتال مرتزقة داعش، إذ إنها حررت ضمن قوات سوريا الديمقراطية ثلث مساحة البلاد منهم». وفيما يتعلق بالأوضاع في عفرين، أكد القائد العام لوحدات حماية الشعب أن العمليات العسكرية لوحداتهم ضد الاحتلال التركي ومرتزقته مستمرة في عفرين وقال: «إن هذه العمليات ستتصاعد مع مرور الوقت».
هذا وشن مرتزقة داعش في الـ 25 من تموز الماضي هجوماً في السويداء، فقد فيه حوالي 250 شخصاً لحياتهم، كما اختطف المرتزق عشرات المدنيين بينهم 14 امرأة. وانهارت مفاوضات بين داعش ووجهاء السويداء لإطلاق مخطوفين من نساء وأطفال لدى داعش بعد رفض شيوخ من الدروز مطالب داعش.