ديرك/ هيلين علي –
يعاني العديد من الأهالي في مدينة ديرك بإقليم الجزيرة في شمال وشرق سوريا, من صعوبة شراء غذائهم وموادهم التموينية, نتيجة ارتفاع الأسعار إلى مستويات غير عادية، وسط تردي الواقع الاقتصادي.
يعاني الأهالي في مناطق شمال وشرق سوريا, من ارتفاع الأسعار لا سيما المواد الغذائية الأساسية، خصوصاً مع تراجع سعر صرف الليرة السوريّة أمام الدولار, واقتراب الأخيرة خلال الأسبوع الثالث من شهر آذار الجاري، من حاجز 5000 ليرة سوريّة، وسط ارتفاع في الأسعار شهدته كافة المناطق السوريّة, ومع التحسن الواضح خلال اليومين المنصرمين في قيمة الليرة السوريّة أمام العملة الأجنبية, بقيت الأسعار ثابتة في الأسواق والمحلات التجارية دون تراجع في قيمتها.
وبهذا الخصوص؛ استطلعت صحيفتنا “روناهي” آراء الأهالي في مدينة ديرك وريفها الذين أجمعوا بدورهم إنهم يواجهون ارتفاعاً جنونياً بأسعار المواد الغذائية والتموينية وانخفاضاً في قدرتهم الشرائية، مما يصعب عليهم شراء غذائهم ومستلزماتهم الضرورية.
أصحاب المحلات التجارية لا يُبالون
المواطن رامان صالح من أهالي قرية ملا مرزي بريف ديرك, أكد لصحيفتنا: “إن أسعار كافة السلع في الأسواق أصبحت خيالية يصعب على الأهالي الاقتراب منها أو شرائها, خصوصاً أن أصحاب المحلات التجارية لا يبالون بأوضاع الناس ويحسبون كل شيء بالدولار في حين ينزل الدولار لكن الأسعار تبقى على حالها”.
وأضاف صالح: “في الآونة الأخيرة كان الأهالي يعتمدون على الخضار والبقوليات لتدبير معيشتهم وغذاء أطفالهم لأن أسعارها كانت جيدة مقارنةً بأسعار اللحوم والزيوت, إلا إنه مع ارتفاع أسعار الخضار والمواد الأخرى, بات من الصعب شرائها أيضاً”.
وناشد المواطن رامان صالح لجنة التموين وحماية المستهلك التابعة للإدارة الذاتية، بمراقبة عملية البيع وضبط الأسعار وتخفيضها بشكل يتناسب مع أسعار الصرف لإنصاف الأهالي.
عجز عن تدبير الاحتياجات مع اقتراب شهر رمضان
بدورها, قالت المواطنة روجين هادي من أهالي مدينة ديرك: “إن الدخل المحدود لغالبية الأهالي لم يعد يسمح لهم بشراء موادهم الغذائية، خاصةً اللحوم والزيوت وسمن الطبخ, بسبب ارتفاع أسعارها إلى مستويات غير طبيعية”, وأكدت بأن الكثير من العائلات لم تعد تجلب اللحوم إلى منزلها منذ عدة أشهر, كما أنهم ألغوا العديد من الطبخات التي تعتمد على اللحم.
وتساءلت روجين؛ ماذا ستفعل الأسر التي تعاني من غلاء الأسعار خلال شهر رمضان, وأضافت: “غلاء الأسعار سيجعل الأهالي عاجزين عن تدبير حاجياتهم التي اعتادوا عليها في الأعوام السابقة, في الوقت الذي يتزايد فيه الطلب على المواد الاستهلاكية والغذائية”.
المطالبة بتشديد الرقابة في الأسواق وعلى التجار
وقال أحمد “طلب عدم نشر اسمه بالكامل”, وهو صاحب إحدى المحلات التموينية في ديرك, بأن على لجان التموين وحماية المستهلك التابعة للإدارة الذاتية القيام بدورها بشكل فعال أكثر, بالإضافة إلى مراقبة الأسواق والتجار وتحديد قائمة الأسعار وتنزيلها في الوقت المناسب, وتخفيضها بشكل يتناسب مع أسعار الصرف للحد من هذا الغلاء ومعاقبة المخالفين, بحسب تعبيره.
حيث يصل سعر كيلو لحم الغنم في أسواق مدينة ديرك إلى 17000 ليرة سوريّة , ووصل سعر كيلو الفروج المذبوح إلى 4500, فيما يصل سعر اللتر الواحد من زيت “عباد الشمس” النباتي إلى نحو ثمانية آلاف ليرة سوريّة.
كما ووصل سعر الكيلو غرام الواحد من البندورة إلى 2500 ليرة سوريّة، والخيار 2200 ليرة سوريّة, في حين وصل سعر الليمون إلى 3000 ليرة سوريّة.
