سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

“جدران العلكة” معالم سياحية تجمع بين الجمال والاشمئزاز

تجمع جدران العلكة في الولايات المتحدة الأمريكية بين الجمال والاشمئزاز في آنٍ واحد، علماً بأنها توصف بأنها أكثر الأماكن السياحية تلوثاً بالجراثيم في العالم.
يبدو أن اجتذاب السياح لم يعد يتطلب معلماً سياحياً أو شاطئاً مميزاً أو منظراً خلّاباً، فأحد أبرز ما تضمه أمريكا هو جدران العلكة.
جدار العلكة في مدينة (سياتل) الأمريكية
يجمع حائط العلكة في مدينة سياتل الأمريكية بين الجمال والاشمئزاز في آن واحد، وذلك بعد أن تحول هذا الحائط الذي يبلغ طوله 21 متراً إلى معلم مهم في المدينة، علماً أنه يوصف بأنه أكثر الأماكن السياحية تلوثاً بالجراثيم في العالم.
يعتبر عام 1993 عام ميلاد هذا الحائط بالشكل الذي اشتهر به، وذلك حين كان روّاد مسرح بالقرب من الحائط يلصقون العلكة عليه أثناء انتظارهم في الطابور الطويل لقطع التذاكر.
وشيئاً فشيئاً، تراكمت العلكة حتى أصبحت تكون لوحة زاهية متعددة الألوان، فاستوحى شباب من هذا الحائط لوحات على شكل قلب أو وردة للتعبير عن مشاعرهم.
وقامت بلدية سياتل بتنظيف الحائط مرتين، بينما كانت وسائل إعلام محلية وعالمية تصفه بالمثير للاشمئزاز، لكن الاعتراضات الشديدة من قِبل السكان المحليين والسياح دفعت البلدية إلى التوقف عن تنظيفه مجدداً، إذ كان المعترضون يرون في حائط العلكة قطعة فنية فريدة من نوعها، مما زاد الاهتمام به ليستقطب المزيد من السياح.
فاقت شهرة الحائط شهرة المسرح الذي كان السبب الرئيس في ظهوره، حتى أن الحائط أصبح هو المعلم الذي يذكر أو لا مع الإشارة إلى أن المسرح يقع بالقرب منه.
وبذلك يضاف حائط العلكة في سياتل إلى قائمة من المعالم التي تشتهر بها سياتل، مثل مقر شركة “مايكروسوفت” و”أمازون كوم”، بالإضافة إلى قبر لاعب الكاراتيه الشهير بروس لي، مما يجعل هذا الحائط منافساً قوياً بشهرته لمعلم يحمل في تسميته كلمة حائط أيضاً هو “وول ستريت”.
زقاق العلكة في (سان لويس أوبيسبو) في كاليفورنيا
يوجد هذا الزقاق في مركز مدينة (سان لويس أوبيسبو)، حيث يبلغ ارتفاع حائطه حوالي أربعة أمتار وطوله 21 متراً، ويكتسي الحائط بقايا العلكة الممضوغة من قبل المارة، إذ تبلغ مساحة العلكة المغطية لطرفي جدران الزقاق ما يقارب ال 20 متراً، يعتبر تاريخ البادئ الأول لهذا المهرجان غامضاً نوعاً ما، حيث يعتقد المؤرخون أن عادة لصق العلكة على هذا الزقاق قد بدأت بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية كمقلب قام به بعض طلاب ثانوية (سان لويس أوبيسبو)، إذ انتهى هذا المقلب بخلق منافسة بين طلاب ثانوية (سان لويس أوبيسبو) وطلاب ثانوية (كال بولي) حول من يستطيع إلصاق عدد أكبر من العلكة الممضوغة، وأفضت المنافسة إلى خلق زقاق العلكة الموجود حالياً، وبحلول عام 1970 أصبح زقاق العلكة معلماً مشهوراً لجذب السكان المحليين.
خضع الزقاق للتنظيف، ليس لمرة واحدة بل لمرتين، في حقبة السبعينات بسبب الشكاوى المتكررة من أصحاب المحلات المجاورة، لكن عبثاً باءت محاولاتهم بالفشل.
لا يمثل هذا الجدار تجمعاً للعلكة اللزجة فحسب، بل يعتبر بعض المحليين في مدينة (سان لويس أوبيسبو) أنه شكل من أشكال الفن الحديث، إذ يرى أحدهم فيه نسقاً من الأشكال كالوجوه والأزهار، وكلمات وتصاميم، ورسائل من الشباب والشابات، بالإضافة إلى عبارة (أنا أحب سان لويس أوبيسبو) ملصوقة بمختلف الألوان والأحجام، وإذا نظرنا نظرة أقرب للحائط سنجد الكثير من الأشياء المهجورة فيه، كبعض النقود من فئات مختلفة موضوعة بطريقة تشكّل بها عيوناً لوجوه من العلكة الممضوغة.
جدار العلكة في (غرينفيل) بـ(أوهايو) الأمريكية
يقع ثالث حائط للعلكة في مدينة (غرينفيل) بـ(أهايو)، إذ توجد العلكة ملتصقة على الجدار الخارجي لمطعم متخصص في بيع الشطائر يحمل اسم maid-rite ، حيث يحظى هذا المطعم بسمعة حسنة ويعد أفضل المطاعم في المدينة، إذ يمكن رؤية العلكة مشكلة فوضى عارمة فوق نافذة تقديم الأطعمة للسيارات، وعلى الرغم من ذلك لم يتمكن هذا المظهر المقرف من صرف الزبائن من عشاق الشطائر بعيداً.
تعتبر مخّلفات مضغ العلكة مشكلة ضخمة في البلدان الغربية، إذ تم إجراء دراسة في عام 2005 كان مفادها أن الفرد الأمريكي يستهلك ما يعادل (160-180) قطعة أو حوالي 800 غرام من العلكة سنويا، وتضاف المخلفات الناتجة عن كل شخص إلى ما يعادل أكثر من 250 ألف طن من العلكة سنوياً.
وفي النهاية تذهب حصة كبيرة من المخلّفات الناتجة إما على الشوارع أو على الجدران، أو من الممكن أن تعلق بأسفل الأحذية، وبالتالي تكلف عملية تنظيفها ملايين الدولارات.