ثورة 19 تموز حقيقة النِتاج الهام والمؤثر ..

آلدار خليل –

بدأت الثورة في سوريا بآمال متعددة نادى فيها كل من تبناها بالحرية والديمقراطية؛ اختلاف مسار الثورة جاء بعد فترة قصيرة تماماً في المرحلة التي كان الاختبار فيها بين أن يكون هناك قوة وإرادة تكون استجابة للآمال المذكورة؛ في الوقت ذاته ظهرت بعض الأطراف التي تحولت عن المسار الثوري وتناحرت فيما بينها على السلطة والحكم بشكل بات الهدف الأساسي (الثورة والتغيير) بعيداً شكلاً ومضموناً عن كل المواقف والممارسات؛ بهذه التوجهات تراجعت الثورة وباتت حرب من أجل السلطة وتوسع المجال لأن يكون هناك تدخلات وتحكم واضح من قبل أطراف إقليمية وفي مقدمتهم دولة الاحتلال التركي على وجه الخصوص حينما غابت إرادة واستقلالية الأطراف المنحرفة عن الثورة وباتت مرهونة بقرارات هذه الأطراف.

ثورة شعبنا التي انطلقت في 19 تموز عام 2012 بتحرير مراكز النظام في كوباني؛ هنا حينما نتحدث عنها بأنها المغايرة لجميع ما حدث فنحن لا نتحدث عن شكل المقارنة بينما نتناول المفارقات تماماً مع ظهورها (المفارقات) منذ تلك الفترة حتى يومناً هذا بشكل عملي وواضح جداً، بحيث ومع اعتماد الخط الثالث كرؤية استراتيجية من قبل شعبنا في سوريا، تبين القرار الحُرّ والذاتي الذي أسّس لثورة حقيقية تسعى إلى التغيير وضمان وحدة المجتمع السوري وتنوعه من خلال اعتماد مبادئ هامة ومنها مشروع الأمة الديمقراطية وأخوّة الشعوب والعيش المشترك، مما أكدّ لاحقاً بأن هذه العوامل حققت تطوراً لثورة شعبنا وباتت طريقاً عملياً نحو التغيير سورياً؛ تماماً مع بناء نظام الإدارة الشعبية (الإدارة الذاتية) وكذلك التنظيم المجتمعي تطور مجالات هامة ترجمت وجود الثورة مقارنة مع حالة هذه المجالات قبل تلك المرحلة وهنا نذكر من أهم الأصعدة وتجلى ذلك: إدارياً، سياسياً، دبلوماسياً، ثقافياً، وعسكرياً، ظهر خلال هذه التطورات مقاومة بطولية ونوعية دّلت بكل المقاييس على حقيقة التلاحم بين الشعب والثورة؛ مما أثمر لاحقاً عن نصر تاريخي كبير على داعش ولا زالت المقاومة مستمرة.

شعبنا ومن خلال ثورة 19 تموز؛ بات يقود تجربة هامة في التغيير والتحول الديمقراطي؛ بحيث بات قوة فاعلة وحاضرة وخاض ولا زال يخوض نضالاً هاماً في هذه المجالات، لا بل ساند العالم أجمع في دفاعه عن الإنسانية في ظروف صعبة تعرض فيها لهجوم من قبل القوى المتطرفة وعلى رأسهم داعش وكذلك مخططات من قوى دولية ومحاولات لتفتيت وحدة وقوة شعبنا.

هذه الثورة والإرادة نتجت عنها أرضية عملية وقوة دافعة نحو الاستقرار والحل في سوريا والمنطقة؛ ذلك أنّ النظر لكل هذه الإنجازات بعين التجاهل لا يمكن أن يخدم مستقبل الحل في سوريا. سيادة التنوع والتعددية في الإدارة منطلقات مهمة لرسم شكل الحل الحقيقي في سوري بالاعتماد على هذه الخواص الموجودة في شمال وشرق سوريا. لذا؛ الثورة الديمقراطية في شمال سوريا رؤية سورية واستجابة متكاملة لكل الطموحات السورية؛ بهذه الضرورة والحاجة فشلت كل المحاولات التي حاول البعض إنجازها بشكل بعيد عن إرادة شعبنا ومنها آستانة بمراحلها وسوتشي وغيرها من المؤتمرات والاجتماعات. عملياً هذا مؤشر واضح عن قوة الحل الموجودة في شمال وشرق سوريا وبالتالي؛ فإن الانفتاح عليها سيكون هاماً خاصة في سياق إعداد دستور سوري ديمقراطي بمشاركة هذه الإرادة السياسية والمجتمعية.