سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

ثورة المرأة ثورة تغيير الملامح

بيريفان خليل_

انفجر البركان الشعبي بتاريخ 19 تموز 2012، الشعب الذي عانى من الإقصاء والعنصرية والتصغير، الشعب المغتصب الرأي، والمسلوب الحقوق، الشعب الذي أصبح كآلة ينفذ قرارات السلطة، السلطة التي تمسكت بالكرسي دون الالتفات إلى المطالب الشعبية، هذا الشعب رغب في تحقيق تحول جذري.
ثار الشعب المنادي بالحرية والديمقراطية مطالباً بإنهاء ممارسات القمع، والظلم والتعسف، إنهاء النظام البيروقراطي، وبشعارات تتضمن مطالب بدأت بثورة الحرية، الثورة التي عرفت بثورة المرأة في شمال وشرق سوريا، وتحديداً في روج آفا، وبقيادة نسوية نادت بمطالب شعبها، ومطالب نساء كنَّ مهمشات في مجتمع ذكوري، تتحكم به سلطة العنصرية والإقصاء.
استمرت المرأة بالنضال والمقاومة في هذه الثورة التي أظهرت الجهود الحثيثة لاستمرارها، ومن خلال توحيد الصف النسائي، فالمرأة العربية وقفت إلى جانب القيادية الكردية، وساندتهن السريانية، والأرمنية، والتركمانية والإيزيدية، واستطاعت أن تتحدى الصعاب، وتتغلب عليها، فشكلن لوحة فسيفسائية في مجتمع يسعين إلى التحرير من براثن، وعادات، وتقاليد بالية أفقدتها هويتها ووجودها سابقاً.
ووضعت اللبنة الأساسية للثورة ببطولات القديسات من وحدات حماية المرأة، وقوى الأمن والحماية الجوهرية الخاصة بالمرأة، وكذلك مساعي السياسية التي تناقش أزمات بلادها، والحلول للتخلص منها، والعاملة والمزارعة، التي تطمح إلى تطبيق النظام الاقتصادي الكومينالي، ولن ننسى الكاتبة والأديبة، التي تستذكر وتسرد تاريخها، وملاحم البطولة، وتراث شعبها عبر نتاجها الأدبي والثقافي، وليس تماماً فهنالك القلم والعدسة الحرة، التي توثق الإنجازات والمكتسبات، التي تحققت بسواعد المرأة، والشعب المطالب بالحرية للكل، وغيرها من الشواهد، التي تؤكد بأن ثورة المرأة هي ثورة تغيير ملامح شعب فقد الأمل إلى شعب حقق ويطمح لتحقيق المزيد من المكتسبات.
ولم تبق ثورة المرأة الحرة حبيس الدار في شمال وشرق سوريا فقط، بل امتدت واتسعت شيئاً فشيئاً حتى غدت مثالاً يحتذى بها في أنحاء العالم، والجذر والأساس للثورة النسائية العالمية، وما نشاهدها اليوم في روجهلات كردستان (شرق كردستان) وإيران هو خير برهان على ذلك، فالمرأة التي كانت تتخوف من قمع النظام الإيراني، هي نفسها التي تنتفض اليوم ضمن ثورة “Jin Jîyan Azadî “في وجه هذا النظام، وتسعى لتغييره، وتغيير الذهنية التي أماتتها في المجتمع.
بالمجمل بعد 12 سنة من ثورة التغيير يجني الشعب، والمرأة بشكل خاص ثمرة تعبهما من المكتسبات والإنجازات، التي تزداد يوماً بعد آخر، وبالشعار نفسه يسعون لتغير الذهنية، التي فككت المجتمع وقيدت المرأة، وجردت الشبيبة من هويتهم، وأبادت المجتمعات ومحت تواريخ الشعوب، والطموح إلى تحرير المرأة وتوحيد الصف في المجتمع، والتمسك بالتاريخ.