ثقافة عدم تقبّل الخسارة والفوز بأي ثمن ونخرها في عقول الأطفال

قامشلو/ جوان محمد ـ

تنتشر العديد من المدارس الكروية للأطفال في إقليم الجزيرة، بالإضافة إلى إقامة بطولتي الأشبال والناشئين لكرة القدم، وهذه الأعمار يُتطلب تعليمها فنون الكرة والقوانين الصحيحة للعبة، بالإضافة إلى ثقافة الاحترام للآخرين بشكلٍ عام، وتعليمهم ثقافة تقبّل الخسارة والفوز، ولكن ليس عبر التزوير والتجاوزات.

اللاعبون في المدارس الكروية والأندية والفرق الشعبية لمواليد الأشبال والناشئين يتطلب من المدربين توجيههم نحو السلوك الصحيح في الحياة والرياضة بشكلٍ خاص، بالإضافة إلى تعليمهم لعبة كرة القدم بقواعدها السليمة، وتناولنا في تقرير سابق عن الاهتمام بهم وعدم تركهم عرضةً لتعلّم التدخين والسهر كون هذه الأمور تؤثر عليهم كلاعبين وتدمّر مستقبلهم.

يُتطلب ردعهم

وفي هذا التقرير نود أن نسلط الأضواء على ثقافة بشعة ينتهجها بعض المدربين والإداريين ولا نريد أن يتزايد أعدادهم في رياضتنا بشكلٍ عام، وفي لعبة كرة القدم بشكلٍ خاص، وهي ثقافة الفوز بأي ثمن كان، وحتى لو كانت بطرق غير شرعية أي مثل تزوير الأعمار للاعبين وخاصةً في بطولات الفرق الشعبية والبطولات الرسمية للأشبال والناشئين في إقليم الجزيرة.

عملية التزوير باتت سهلة جداً في سوريا بسبب الرشاوي والفساد المنتشر في دوائر حكومة دمشق، والتي تمنح ثبوتيات مزورة لأعمار مواليد فئتي الأشبال والناشئين مقابل ثمن مادي، وما هو معيب توجه بعض المدربين والإداريين إلى هذا الأسلوب وحتى برزت على مستوى بطولتي شمال وشرق سوريا لكرة القدم للأشبال والناشئين هذا العام، ولعبت دوراً كبيراً في إفشال البطولتين تنظيمياً.

يُتطلب ردعهم

إن هؤلاء المدربين والإداريين يتطلب معاقبتهم بالفصل من الآن وصاعداً، حتى يكونوا عبرةً للآخرين ويتوقفوا عن أسلوب التزوير في الأعمار، لأنه لا تمر بطولة ولا نشهد فيها عقوبات بحرمان مدربين أو إداريين لمدة سنة أو خسارة لتلك النوادي قانونياً التي مارست التزوير وحتى وصلت للهبوط في فئة الشباب بسبب عمليات التزوير التي كانت تحصل في بطولات إقليم الجزيرة للفئات العمرية.

وباتت حتى صفة المدرب بغير مكانها لأمثال هؤلاء، فلو كان مدرباً بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى، لما فاز عبر لاعبين بمواليد غير مسموح بها في البطولات، ولكن المهم لدى هؤلاء هو كسب الألقاب والتفاخر بها مقابل حصوله على مكافأة مادية من ناديه، وإظهار نفسه بطلاً للآخرين.

وبعيداً عن عقوبات الاتحاد الرياضي بإقليم الجزيرة، يتطلب من إدارات الأندية التي تدّعي عدم معرفتها بعمليات التزوير التي يقوم بها ذلك الإداري أو المدرب لديها، هو أن تقوم هذه الإدارة بمعاقبة أمثال هؤلاء وعدم تركهم في صفوف النادي، ولكن مع الأسف هناك نوادي تتستر على عمل مدربيها وإدارييها وعند ظهور العقوبة تتنصل من القضية وتتهمهم بأنهم هم من قاموا بهذا العمل من تلقاء نفسهم، طبعاً هناك حالات نادرة كانت إدارات الأندية لا علم لها بما حدث وبقيت القضية سراً لحين تم فضحها من قبل أندية أخرى، وأثبتت ذلك لدى مكتب كرة القدم في الاتحاد الرياضي بإقليم الجزيرة.

إن الخطورة الكبرى تكمن في زرع هذه الثقافة في عقول الأطفال بالمدارس الكروية والفرق الشعبية والأندية المرخصة في إقليم الجزيرة، هذا يعني بأنه جيل يكبر على قواعد غير سليمة ولا تمد للتنافس الشريف بشيء، كما أنه هؤلاء اللاعبين يتطلب أن يتعلموا ثقافة تقبّل الخسارة والحصول على الألقاب بجهودهم وبطرق سليمة، وليس بالتزوير كما يحصل حالياً من قبل بعض المدربين والإداريين والذين باتوا معروفين للكثيرين، ولكن يتطلب من إدارات الأندية الابتعاد عن التعاقد مع هؤلاء حتى يصبحوا بعيدين عن رياضتنا وعن اللاعبين الذين هم نواة المستقبل لكرتنا.