ثائرة قادمة من كتالونيا للتعرف على ثورة المرأة بروج آفا عن كثب

 تقرير/ نورى إبراهيم –

روناهي/ الشهباء- لقبت نفسها بـ “بيريتان كتالونيا” تيمناً بالشهيدة بيريتان، وجاءت من أقاصي البلاد انبهاراً بالمقاومة البطولية التي أبدتها المقاتلات في الدفاع عن عفرين أمام الاحتلال التركي والتضحيات التي قدمنها من أجل تحرير شمال وشرق سوريا من متطرفي داعش.

مع بزوغ فجر حركة تحرير كردستان التي قادها القائد عبد الله أوجلان سعت الحركة إلى تحرير المرأة وتطويرها وإخراجها من تخلف وظلم واضطهاد الأنظمة والمجتمع الذكوري، وكان لفكر وفلسفة القائد آبو الدور الأبرز لدفع المرأة للبحث عن الحرية وتمثيل نفسها بهويتها ولتثقف نفسها من ناحية الفكر والعلم والمعرفة، فتكون صاحبة إرادة حرة وتتساوى مع الرجل في الحقوق.

مقاتلات عالميات في ثورة روج آفا

أما ثورة روج آفا والشمال السوري التي تبنت فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان ودعت إلى أخوة الشعوب كانت للمرأة الدور الريادي فيها عبر استفادتها من التجارب النضالية للمرأة في حركة تحرير كردستان، وقد برز وجودها في جميع الساحات السياسية والعسكرية والإدارية في روج آفا وشمال وشرق سوريا، وأصبحت تدير المؤسسات والاتحادات وتؤكد وجودها عبر الرئاسة المشتركة، كما أصبحت رمزاً للمقاومة في المعارك التي قادتها وخاصةً في عفرين وكوباني وتحرير مناطقها من براثن مرتزقة داعش عبر بطولات وتضحيات قدمتها دفاعاً عن شعب وأرض روج آفا وشمال وشرق سوريا.

وبعد أن كانت للمرأة الدور الطليعي في انتصار الثورة ودحرها لداعش في روج آفا وشمال وشرق سوريا أصبحت روج آفا وجهة المرأة الحرة من جميع أصقاع العالم من قبل الثائرات العالميات اللواتي يبحثن عن الحرية والإرادة الحرة، فالكثير منهن شاركن في الدفاع عن عفرين وكوباني وسري كانيه/ رأس العين ومنهن من ضحين بأنفسهن في سبيل الدفاع عن ثورة روج آفا.

وحول هذا الموضوع التقت صحيفتنا روناهي امرأة جاءت من أقاصي البلاد للتعرف عن قرب بثورة المرأة في روج آفا، وهي إحدى الثائرات التي لقبت نفسها بـ “بيريتان كتالونيا” والتي قدمت من كتالونيا إلى الشهباء، حيث حدثتنا عن مشوارها النضالي وتأثير ثورة روج آفا عليها قائلةً: “حين قام جيش الاحتلال التركي باحتلال عفرين بعد مقاومة شرسة لم يشهدها التاريخ ودامت 58 يوماً أبدى فيها أهالي عفرين وعلى رأسهم المناضلات والثائرات اللواتي قمن بالتصدي للاحتلال وضحين بأرواحهن في سبيل الدفاع عن الأرض والشعب ببسالة وكتبن أروع ملاحم البطولة، فتأثرت كثيراً بهذه البطولات، كما إن تحرير شمال وشرق سوريا من براثن إرهاب داعش من الدوافع التي دفعتني للمجيء كي أتعرف على المرأة الكردية”.

مفهوم الثورة في روج آفا وكتالونيا

وتابعت: “بعد قدومي إلى الشمال السوري لأتعرف على المقاتلات والمناضلات الكرديات عن كثب في مراكز تدريب المرأة التي تسمى بمراكز مؤتمر ستار، والتعرف على كيفية قيامها بتنظيم المرأة لتطوير إمكاناتها العلمية والفكرية والمهنية على الرغم من الظروف والمعاناة التي يعانيها الشعب السوري، لاحظت الفرق الكبير بين الثورة في روج آفا والثورة في كتالونيا”.

منوهة بأنه في كتالونيا هنالك فكر ثوري لكنه مضطهد من قبل الأنظمة الرأسمالية، وأردفت: “فالشعب يعاني من التفرقة العنصرية التي تقوم بها الحكومة الإسبانية، فهنالك فرق كبير بين الشعب الإسباني وإقليم كتالونيا، ومعظم الأهالي يعانون من الفقر مع العلم إنها مقاطعة تمتلك موارد اقتصادية جيدة وخاصةً من الناحية السياحية، إلا إن إسبانيا تستولي على جميع الموارد، ولهذا فالكثير من سكان المقاطعة لا يملكون سكن، وهنالك مطالب شعبية تطالب باستقلالها لكنها ضعيفة لأن جميع المؤسسات التي تمثل المجتمع عائدة للحكومة الإسبانية، أي لا تملك استقلالية في الرأي، وعلى سبيل المثال فالمنظمات الحقوقية التي تدافع عن حقوق الكتالونيين هي تحت سقف الحكومة الإسبانية، والثورة في إسبانيا لا تتعدى أكثر من مطالب بإصلاحات اقتصادية لا أكثر، ويعود السبب إلى تأثير الرأسمالية على الفكر الثوري والوحدة الوطنية، فأصبح كل شخص لا يفكر سوى بتحسين وضع عائلته”.

تجربة ثورة المرأة ستؤثر على كتالونيا

أما عن ثورة روج آفا قالت: “أما في شمال وشرق سوريا وبالأخص في الشهباء رأيت المقاومة بعينها، ففي كل بيت هنالك مقاومة وعمل يهدف للعودة لعفرين، والأهالي ينظمون أنفسهم بالتدريب والتوعية ليكونوا قادرين على التصدي للعدو والسعي لتحرير جميع الأراضي التي احتلتها تركيا والمرتزقة”.

وختمت بيريتان كتالونيا حديثها عن ثورة روج آفا بالقول: “إني أرى بأن تجربة ثورة روج آفا ستؤثر بشكل كبير على كل الثورات العالمية ومن بينها كتالونيا”.

ونشير إلى أن إقليم كتالونيا يقع في الشمال الشرقي لإسبانيا، وتقدر مساحته 32 ألف كيلو متر، ويعيش فيه أكثر من سبعة ملايين ونصف مليون نسمة، حيث يمتلك الكتالونيون علماً خاصاً بهم ونشيداً وطنياً لإقليمهم، ولغة خاصة مع الإسبانية، إلا أن مطالب المواطنين في الإقليم تتخطى هذه الحدود ليصبحوا “دولة كتالونيا المستقلة”.