تَجمَعُ نبتة “الشفلح” لتؤمّن قوت عائلتها واحتياجاتهم..

هُجِّرت عدة مرّات بفعل المرتزقة من الشهباء إلى عفرين، لتعود ثانية إلى الشهباء، فأصحبت المُعيلة الوحيدة لعائلتها، تؤمّن قوتهم بجمع نبتة الشفلح.

الشفلح أو الكبر شجيرة معمرة ويمكن أن تنمو ليصل ارتفاعها إلى متر واحد، تتميز بأنظمة جذرية واسعة النطاق، تزهر في الفترة ما بين شهر أيار إلى تشرين الأول، توجد هذه الشجيرة في البيئات القاسية وتنمو على الجدران وفي المناطق المحجرة وعلى جوانب الطرق وعند الشواطئ الصخرية، تكتسب هذه الشجيرة اهتماماً اقتصادياً متزايداً في العالم لأنها تحتوي على العديد من المواد الكيميائية المفيدة التي تستخدم في العلاجات التقليدية والتي ما تزال تستخدم حتى اليوم في العديد من بلدان العالم.

المواطنة نهيدة محمد من سكان ناحية الأحداث بمقاطعة الشهباء تبلغ من العمر الـ45 عاماً, لديها خمسة أولاد, اثنان منهما من ذوي الاحتياجات الخاصة في المنزل, بالإضافة إلى زوجها المُقعد الذي أُصيب خلال الحرب إبّان احتلال مرتزقة داعش لمقاطعتهم, ولصعوبة الحياة المعيشية في الشهباء والحصار التي تشهده المقاطعة، ونقص فرص العمل فيها, هي المسؤولة عن تأمين المستلزمات المنزلية واحتياجات أولادها.

وبصلة بهذا الموضوع أجرت مراسلة وكالة “JIN NEWS” لقاءً مع المواطنة نهيدة محمد التي تحدثت عن تهجيرها مع عائلتها, وعن عملها التي تقوم به من أجل تأمين احتياجات عائلتها.

“مقاطعة عفرين احتضنتنا”

حيث أفادت نهيدة قائلةً: “كانت حياتنا في الشهباء يعمها الأمن والسلام, لكن عندما احتلت مرتزقة داعش منطقتنا عانينا الكثير من الصعوبات والمعاناة نتيجة ممارساتهم اللاإنسانية, وقد أصيب زوجي نتيجة قصف المرتزقة وأصبح معاقاً”.

نزحت نهيدة إلى العديد من المناطق حتى تنقذ حياة أفراد عائلتها من بطش مرتزقة داعش, وقالت: “المكان الأخير الذي نزحنا إليه ووجدنا فيه الأمن والأمان كان مقاطعة عفرين التي احتضنتنا وقدمت لنا كل ما نحتاج إليه”.

وأشارت نهيدة إلى معاناتهم أثناء تهجيرهم من عفرين نتيجة هجمات واحتلال تركيا, قائلةً: “شنت تركيا ومرتزقتها حملة عسكرية على مقاطعة عفرين وهجّرت سكانها الأصليين قسراً من منازلهم, وعدت مع عائلتي إلى منزلنا في الشهباء بعد سنين من تهجيرنا منها أثناء سيطرة متطرفي داعش”.

وتطرقت نهيدة خلال حديثها إلى عملها  في جمع الشفلح من أجل تأمين قوت أولادها بالقول: “في فترة الحصار التي تشهدها مقاطعة الشهباء ومن أجل تأمين قوت أولادي اليومية, أقوم بعمل قطف الشفلح, إذ أتوجه في الصباح الباكر إلى الأرض وأقطفها وأبيعها للتجار، وهم يشترون الكيلو بـ 1000 ليرة”.

“أعملُ على قطفِ الشفلح منذُ صغري”

وللشفلح قيمة غذائية غنية فهي تحتوي على عناصر غذائية منها السعرات الحرارية, الماء, البروتينات, الدهون, الكربوهيدرات, الألياف, الكالسيوم, الحديد, المغنيسيوم, الفسفور, البوتاسيوم, الصوديوم, الزنك, فيتامين ج, الفولات, فيتامين” أ, هـ, ك,”, الكوليسترول.

نهيدة تعمل في قطف الشفلح منذ صغرها وبحسب قولها فهي متعلقة بالطبيعة كونها تعطي معنى ورنقاً لحياتها وتمدها بالأمل والتفاؤل، وقطف الشفلح متعب جداً فهو مليء بالأشواك، لكن لحبها وتعلقها بالطبيعة ولتأمين قوت أولادي تجبرها على العمل في هذا المجال.

فوائد نبتة الشفلح

وبينت نهيدة الفوائد العديدة  لنبتة الشفلح قائلةً: “نبتة الشفلح لها فوائد عديدة وتستخدم كعلاج للمصابين بالسكري وارتفاع ضغط الدم والمعدة وغيرها”.

نبتة الشفلح تفيد في علاج الديسك وتخفض ضغط الدم, كما لها خصائص مضادة للبكتيريا، ومضادة للالتهابات وتقلل من آلامها، وتؤثر على المستوى العام للسكر في الدم، بالإضافة إلى تخفيض مستوى الكوليسترول.

وفي ختام حديثها أردفت نهيدة بأن أمنيتها هي أن تتوقف الحرب في سوريا ويعود الأهالي إلى منازلهم للعيش بأمان كما كانوا قبل الحرب.

ويذكر بأن العديد من النساء في مقاطعة الشهباء يقمنَ بقطف نبتة الشفلح من أجل تأمين احتياجات عوائلهم بسبب صعوبة المعيشة.